تقرير أمريكي: مليشيا الحوثي تقود اليمن إلى دوامة عنف جديدة
يخاطر الحوثيون بتوريط اليمن في حلقة تصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى إعادة اشعال الحرب في البلاد. ورغم أن الحوثيين يمتلكون صواريخ وطائرات بدون طيار مسلحة، فمن غير المرجح أن يتمكن أي منهما تجنب الدفاعات الجوية الإسرائيلية والامريكية.
الاستفزازات الحوثية الأخيرة لن تشكل أي فارق في مسار الحرب بين إسرائيل وحماس، لكنها قد تثير ضربات انتقامية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضد اليمن.
ومن المحتمل أن يرد الحوثيون على أي غارات جوية من خلال تصعيد عمليات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد السعودية والإمارات، وسيضطر كلاهما إلى الرد على الهجمات الحوثية، وربما بضربات جوية متجددة.
إن استفزازات مليشيا الحوثي بإطلاق صواريخَ باليستية من البحر الأحمر باتجاه اسرائيل جاءت بدافعِ مواجهة المخاوف الداخلية، وهروباً من الاستياء المتزايد للسكان في المناطقِ الواقعة تحت سيطرتها.
وفي حين تواصل الأجهزة الأمنية الحوثية قبضتها بوحشية على السلطة في معظم المناطق الواقعة تحت سيطرتها، إلا أن هناك بعض التصدعات برزت في قاعدة سلطة الحوثيين.
كما فشل الحوثيون في توفير الاحتياجات الاقتصادية. فالاقتصاد اليمني في حالة احتضار، وعملته (المقسمة إلى الريال الذي يسيطر عليه الحوثيون والريال الذي تسيطر عليه الحكومة) في حالة سقوط حر، ولم يتم دفع رواتب القطاع العام بانتظام منذ عام 2016.
ان محاولة الحوثيين لتوطين حكمهم رسميا بوحشية على شمال اليمن هو استراتيجية عالية المخاطر تسببت في تنامي الاستياء والسخط بين أوساط العديد من اليمنيين ضدهم.
كما أن إطلاق الحوثيين الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، هو لصرف انتباه اليمنيين عن فشلهم في توفير الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية.
المساعدة المالية والمادية الإيرانية للحوثيين لها تأثيرات جوهرية. فقد ساهمت إيران في تطوير الحوثيين لمجموعة واسعة ومتنامية من الصواريخ المجمعة والطائرات بدون طيار المسلحة الجوية والبحرية.
الاستفزازات الحوثية سوف تعيد اليمن الى مربع العنف وبقوة مع عواقب وخيمة ليس فقط على الشعب اليمني الذي طالت معاناته، ولكن أيضا على المنطقة ككل.
*معهد “كوينسي” الأمريكي للأبحاث العسكرية