يدخل يومه الرابع.. حصار خانق تفرضه مليشيا الحوثي على 5000 نسمة شرقي عاصمة الجوف

يدخل الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، على منطقة السيل الآهلة بالسكان الكائنة شرقي مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف (شمال شرق اليمن) يومه الرابع على التوالي، وسط تخاذل حكومي وصمت منظمات حقوق الانسان الدولية.

وقال مصدر قبلي في الجوف، إن مليشيا الحوثي تواصل تعنتها ورفضها وساطة قبلية لرفع حصار خانق لها، استهدف النساء والاطفال والمدنيين، ومنع دخول امدادات الغذاء والدواء والماء عن أكثر من 5000 نسمة من سكان وأهالي وابناء قبائل “بني نوف” في عدة قرى بعزلة السيل شرقي مديرية الحزم، وفقًا لما نقلته وكالة خبر.

ودشن ناشطون وحقوقيون حملة الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإجبار مليشيا الحوثي برفع حصارها عن عزلة السيل شرقي مديرية الحزم وفتح ممرات إنسانية آمنة لعبور الاحتياجات الإنسانية للسكان من الغذاء والدواء والمياه وغيرها قبل حدوث كارثة إنسانية وشيكة، وإيقاف الاستهداف الممنهج من قبل مليشيا الحوثي التابعة لإيران للمدنيين ومنازلهم.

وأوضح المصدر ان قبائل “آل صيدة بني نوف” خاصة و”دهم” عامة قدمت حكما قبليا لقيادة المليشيات تضمن سبعة اطقم نوع (شاص) وعشرين قطعة سلاح “آلي”، على خلفية مقتل القيادي الحوثي المدعو “محمد أحمد النصرة” المكنى بـ (أبو عقيل المطري)، والمعيّن من قبلها أركان ما يسمى المنطقة العسكرية السادسة.

وقُتل القيادي “النصرة”، مع عنصر حوثي آخر، فيما أصيب اثنان من مرافقيه، في مواجهات عنيفة دارت السبت الماضي، مع مسلحين من قبائل “آل صيدة بني نوف”.

وأضاف المصدر، ان قبائل “آل صيدة بني نوف” أكدت للوساطة القبلية ان متهمين اثنين بقتل القيادي “النصرة” احدهما اختطفته المليشيا أثناء تلقيه العلاج في مركز طبي بمديرية المصلوب، نتيجة إصابته خلال المواجهات، بينما فر الآخر الى خارج محافظة الجوف، وهو مارفضته المليشيا متعمدة تقديم مطالب تعجيزية للقبائل مما يكشف مخططها الرامي إلى الاستفراد بقبائل “آل صيدة بني نوف”، والاستعداد لمهاجمتها عسكريا وتنفيذ اعمال انتقامية بحق السكان.

وبينما طالبت المليشيا الحوثية، في وقت سابق، من قبائل بني نوف تسليم نحو 11 شخصا من ابناءها على خلفية ذات الواقعة، رفعت سقف المطالبة لاحقا، على لسان القيادي نصر الدين عامر المنتحل صفة رئيس وكالة سبأ الحوثية، إلى 26 شخصا، بحجّة أنهم مطلوبين بجرائم قطع طرق وحرابة وقضايا أخرى لفقتها ضدهم.

وذكر المصدر، أن من بين قائمة المطلوبين للمليشيا افرادا دافعوا عن أنفسهم وعن المعتدى عليهم من أبناء القبائل الذين يتعرضون للاعتداءات والانتهاكات والجرائم المستمرة التي تنفذها عناصر وقيادات مليشيا الحوثي في حواجز للتفتيش بالمحافظة خلال الأشهر الماضية وهو مارفضه وجهاء القبائل، في تعنت حوثي واضح.

ومقابل ذلك التعنت والصلف الحوثي، وانتهاء المهلة التي حددتها، وفرض المليشيا حصارها المطبق باكثر من مائة طقم ومدرعة ومئات المسلحين القبليين استقدمتهم من بني مطر، غربي صنعاء تمهيدا لاجتياح قرى عزلة السيل شرقي الحزم، أصدرت وثيقة تحمل امضاء عدد من المشائخ والوجاهات الموالية لها من قبائل “بني نوف” تبرأت فيها من المطلوبين ومن يحتمون بهم، مشيرين إلى انهم سيقفون إلى جانب الحوثيين في اتخاذ إجراءاتهم القانونية – حد وصفهم -، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة حوثية لتفكيك واحدية قبائل بني نوف بهدف الفتك بها.

وأشار المصدر الى ان مشائخ ووجهاء قبليين يقودون وساطة وجهودا حثيثة للتهدئة ووضع حلول مرضية تمنع تفجر الوضع عسكريا بين قبائل “بني نوف” من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى.

على الصعيد نفسه، ذكرت مصادر قبلية ثانية، أن مقتل القيادي “النصرة”، يأتي ضمن صراع الأجنحة على الأموال والنفوذ والأراضي لدى المليشيا، مشيرة إلى أن قائد الجناح العسكري للمليشيا “أبو علي الحاكم”، يقف وراء العملية، واستخدم عنصرا موال له من أبناء قبائل “بني نوف”، من جانب لتصفية الرجل، ومن جانب آخر لخلق ذريعة في سن هجمات قتل وتنكيل، وزرع شقاق بين زعماء القبائل وخلخلة في صفوفهم.

إلى ذلك، جددت قبائل “بني نوف” دعوتها لكافة أبناء قبائل “دهم” و”الجوف”، بالحضور المسلح، بعد ظهر اليوم الاربعاء 19 يوليو، الى مطارح منطقتي الساعد ومسيجد بحدود رغوان لمؤازرتها ومساندتها نظرا لرفض المليشيا رفع الحصار الغاشم عليها، ودفاعا عن اعراض وحرمة المنازل خصوصا بعد اختطافها المتهم بقتل القيادي “النصرة” ولم يتبق لمليشيا الحوثي أي حق لدى قبائل “بني نوف”.

وعلى مدار الثلاثة الاعوام الماضية، ظلت قبائل “بني نوف” شوكة في حلق جماعة الحوثيين، بعد ان خاضت وقبائل عدة من الجوف صولات وجولات من المواجهات مع المليشيا الحوثية خسرت فيها الأخيرة المئات من عناصرها وعشرات الآليات العسكرية، في كمائن واغارات خاطفة نفذها مسلحون قبليون في مناطق متفرقة بالمحافظة، كسرت من خلالها شوكة المليشيا وبينت مدى حجم الرفض والمقاومة القبلية للجماعة التي تدين بالولاء لإيران.

ويخشى الحوثيون من واحدية القبائل ضدهم خصوصا بعد توقيع قبائل الجوف، مطلع نوفمبر 2022م، وثيقة واتفاق اسمته (العهد القبلي)، تعاهدت فيه على تعاضدها وتوحدها في مواجهة أي غزو حوثي محتمل لأراضيهم، وشاركت فيه أبرز ومعظم القبائل، وهو مادفعهم لتغذية الحروب والنزاعات في صفوف القبائل خلال الاشهر الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى