صحيفة لبنانية: امتعاض عربي من تقارب السعودية مع الحوثيين
كشفت جريدة الأخبار اللبنانية، أن حلفاء الرياض منزعجون من التقارب بين السعودية وجماعة الحوثي، مشيرة إلى مخارج يجري التداول بشأنها للوضع في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي عربي في مسقط، أن هناك مخارج يجري التداول بشأنها، تشمل تشكيل مجلس رئاسي تشارك فيه “الحوثي” إلى جانب بقية الفرقاء، وتقسيم البلاد إلى خمسة أقاليم إدارية، مع إبداء مرونة في شأن مطلب نزع سلاح الجماعة.
ونوه المصدر إلى أن المجلس الرئاسي اليمني الذي شكلته السعودية والإمارات برئاسة رشاد العليمي، لا يمتلك حظوظا حقيقية للنجاح بسبب عدم التجانس بين أعضائه.
ووفقا لوثائق اطلعت عليها الصحيفة اللبنانية، فإن سفير اليمن في الرباط عز الدين الأصبحي، انتقد أمام دبلوماسيين المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي.
وقال الأصبحي، إن حكومته مغيّبة عن المفاوضات والمعلومات المتصلة بها. واعتبر أن هناك تقديرا خاطئا لدى السعودية في التعامل مع الوضع اليمني، ولا سيما في ما يتعلّق بالتفاهم حول ترتيبات أمنية تمنح لجماعة الحوثي اعترافاً بالسيطرة على الحدود بين المملكة وشمال اليمن.
ووصف السفير اليمني في واشنطن، محمد الحضرمي بدوره، السعودية بـأنها “مهندسة الهدنة” في اليمن.
وقال السفير اليمني لديبلوماسيين عرب وأجانب إن المملكة ضغطت لتمرير الهدنة في نيسان/ أبريل 2022، وإن الجانب اليمني الرسمي لم يكن موافقا على بعض ما جاء في بنودها.
وكان سفير السعودية في اليمن، محمد آل جابر، أبلغ سفراء دول “التحالف العربي” في الرياض في نيسان/ أبريل 2022، أن الحرب في اليمن طالت أكثر من اللازم، ولم يتمكّن أيّ طرف من حسم الموقف فيها لمصلحته.
واعتبر أن الحكومة التي كان يقودها عبد ربه منصور هادي لم تنجح في إدارة الأزمة.
وتطرّق آل جابر إلى نتائج “المشاورات” التي نظّمتها الرياض بين أطراف يمنية عدة وتغيّبت عنها جماعة الحوثي، وطلبت تقديم تأييد علني لها من دول “التحالف”، وفق مصدر دبلوماسي.
وحول ظروف إعلان الهدنة في اليمن، قال وزير خارجية اليمن الأسبق، عبد الملك المخلافي، في حديث مع دبلوماسيين أجانب في الأردن، إن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، مارس ضغوطا على الرئيس عبد ربه منصور هادي، وطلب منه تقديم مقترحات يمكن أن تسهم في تغيير الوضع على الأرض.
وأكد له أن السعودية قد تضطر في حال عدم تغير المعطيات خلال فترة قصيرة، إلى سحب قواتها من اليمن والتسليم بنصف خسارة بدلا من خسارة كاملة.
وكشف المخلافي أن الولايات المتحدة لعبت دورا هاما خلال معارك مأرب عام 2021، حيث تدخّلت بعد طلب سعودي لدعم القصف الجوي على “الحوثيين”، كما أنها شجعت قوات “العمالقة” وقوات “المجلس الانتقالي” في محافظة شبوة على شنّ هجوم لوقف تقدّم الجماعة.