«الحصبة» تواصل حصد أرواح الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين
يواصل مرض “الحصبة” منذ أسابيع حصد أرواح العشرات من الأطفال في مختلف مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، فيما تواصل سلطة الجماعة سياسة التكنم حول الأعداد الحقيقية للضحايا الذين فتك بهم الوباء الخطير.
وحسب إحصائيات نشرها موقع “المصدر أونلاين” عن مصادر طبية متعددة ومقربين فإن نحو 35 طفلا على الأقل لقوا حتفهم أغلبهم في حجة وصنعاء والجوف (جميعها مناطق خاضعة لنفوذ الميليشيا).
في صنعاء أكدت مصادر طبية، أن ما لايقل عن 10 أطفال توفوا في مستشفيات متعددة خلال الخمسة الأسابيع الماضية، في حين أكد صحيين استقبال عشرات الحالات يوميا منذ مطلع العام العام 2023، مشيرين الى أن عدد الحالات ارتفع بشكل ملحوظ منذ نهاية يناير الماضي.
ويقول الأطباء أن هناك عشرات من الحالات مرقدة في غرف عنايات ورقود المستشفيات الخاصة والحكومية، مرجحين أن موسم الدراسة واختلاط الأطفال ببعضهم خلال الفصل الأخير زاد من معدلات انتشار الحصة لاسيما في المدراس الحكومية.
في السياق يقول سكان إنهم فضلوا عزل أطفالهم في المنازل والاعتناء بهم بدلاً من المستشفيات، مستنكرين حملات الميليشيا على حملات التحصين “من يعمل على حملات ممنهجة ضد التطعيم، لن يمنح أي شيء للمستشفيات والكوادر الطبية لتقديم العلاج للأطفال المصابين”.
وأشاروا الى أن هناك أسر ضعيفة لم تستطيع ايصال ذويها الى المستشفيات بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف الأدوية والرقود.
وعلى “فيسبوك” قال الطبيب في مستشفى الثورة جمال عبدالمغني إن أحد الأطفال المقربين توفي داخل العناية المركز نتيجة مضاعفات الحبة.
وأضاف محذراً من الأوبئة: “مرض الحصبه منتشر بشكل خرافي.. مرض شلل الاطفال منتشر.. مرض السعال الديكي منتشر”.
وتابع: “مصر منعت دخول أي طفل يمني مالم يكن يحمل شهادة تطعيم.. العالم يتعامل معنا على أساس أننا بلد موبوء.. أصبحنا مسخره بين الامم”.
واستطرد “العالم يشوف لنا وكأننا مصدر عدوى لأي مرض.. هل لقحتم لأطفالكم التلقيحات المعتادة حسب عمر الطفل؟؟.. أرجوكم لقحوا لأطفالكم الوقت حرج والوضع صعب جدا”.
ومطلع الشهر الجاري أقرت سلطة الميليشيا وفاة 10 أطفال خلال شهر فبراير، في عزلة حجر بمديرية المحابشة في محافظة حجة، فيما تحدث سكان عن مئات الحالات المصابة بذات الوباء، في مختلف مديريات ومناطق المحافظة.
وناشد سكان محافظة حجة المنظمات الإغاثية الدولية وفاعلي الخير لإنقاذ أرواح مئات الأطفال المصابين بالحصبة في المحافظة.
ووفق السكان فإن قرى “المرخام” و”العوارض” و”المغرز” في عزلة “حجر اليماني” بمديرية “المحابشة” من أكثر مناطق المحافظة تضررا من الوباء الذي فتك بأطفالهم.
وقال المواطن “عبدالرحمن ناصر الحلا” “لم نعرف عن هذا الوباء (الحصبة الألمانية) من قبل شيئا الا انه ظهر تزامنا مع حلول العام الميلادي الجديد 2023م وهذا الشهر الثالث منه والمرض يزداد ويتسارع يوم بعد آخر”.
وأكد “الحلا”، وهو أحد سكان المديرية لديه ضحايا مقربين أن “عدد الوفيات من الأطفال (في المناطق المذكرة أعلى)، قد بلغ 10 أطفال، (خلال الأسابيع الماضية)”.
وأضاف في منشور على صفحته بـ”فيسبوك” “يومنا هذا (أمس الإثنين)، تم إسعاف خمسة عشر حالة من قرية المرخام (فقط)، إلى مستشفى المحابشة الذين تم نقلهم صباح يومنا هذا”، منوها الى أنه “لا زال هناك عشرات الحالات المصابة في منازلهم لا تستطيع اسرهم على معالجتهم”.
وتابع: “لذلك نناشد مرة أخرى كل الجهات المعنية ومنظمات الصحة العالمية وكل الضمائر الحية التدخل السريع والعاجل بتوفير العلاجات وكل المستلزمات الطبية المجانية لمعالجة كل الحالات المصابة في هذه المناطق والتخفيف من معاناة السكان في هذه المناطق حيث ان حالات الطوارئ مستمرة وتتزايد يوم بعد آخر وسكان المنطقة يعتبرون في حالة عدم الاستقرار”.
وبعد سنوات من تعبئة السكان ضد اللقاح، واجتياح الحصبة معظم مناطق حجة منذ مطلع العام الجاري، ارسلت سلطة الميليشيا طواقم طبية الى تلك المناطق لتلقيح الأطفال بما فيهم المصابين، لكن ذلك لم يوقف تدهور اوضاعهم الصحية، حيث تم نقل العديد منهم الى غرف العناية والرقود.
وفي الجوف نقل الدكتور مروان الغفوري المقيم في المانيا عن مصدر طبي قوله: “أنتم جالسين تنشروا عن حالة دخلت العناية المركزة بمرض الحصبة.. أكلمك من محافظة الجوف ومن واقع مهنتي الطبية: أكثر من عشرة أطفال ماتوا خلال الشهرين الماضيين نتيجة مضاعفات الحصبة. من ضمن الأطفال بنتين توأم”.
وأكد سكان في محافظات ذمار وإب والحديدة إصابة العشرات في المدن الرئيسية والأرياف والحصبة، مشيرين الى وفاة خمسة أطفال كحد أدنى في مناطقهم.