صحيفة: تأثيرات قطرية تربك جهود الوساطة العمانية في اليمن

لم تسفر الجهود العمانية الجارية لحل الأزمة في اليمن حتى الآن عن تحقيق انفراجة ملموسة، في ظل حديث عن تأثيرات قطرية على هذه الجهود، وسط تسريبات عن وجود امتعاض سعودي.

ويقول مراقبون إن سلطنة عمان ركزت في وساطتها على المملكة العربية السعودية وعلى الحوثيين، متجاهلة مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل السلطة الشرعية في اليمن، والذي بات على هامش العملية التفاوضية.

ويشير المراقبون إلى أن التحرك العماني يصبّ في سياق رؤية الحوثيين لطبيعة الصراع الدائر في اليمن، وهذا خطأ أوقعت فيه مسقط نفسها، حيث جعلها تبدو أكثر انحيازا للحوثيين، وهذا يضع مصداقيتها كوسيط على المحك.

ويرى المراقبون أن التأثير القطري في الجهود الجارية أيضا يشكل عائقا أمام التحرك العماني، سواء لجهة تورط شخصيات قبلية قريبة من الدوحة في عمليات تهريب أسلحة ومعدات لوجستية عبر المهرة الحدودية مع السلطنة للحوثيين من أجل إثارة المزيد من الشكوك في الوساطة العمانية، أو من خلال شنّها لحملات تشويه للتحالف العربي، عبر قوى مقربة منها ومن عمان.

وكشف تقرير نشره موقع «إنتلجنس أونلاين» أن السعودية باتت تنظر بريبة وانزعاج إلى الوساطة العمانية.

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن عُمان والسعودية أصبحتا أقرب منذ أن تولى السلطان هيثم بن طارق العرش، لكن الدبلوماسيين السعوديين المسؤولين عن ملف اليمن يشكون من أن مواقف مسقط تبدو أقرب للحوثيين.

وكان وفد عماني قام بزيارة إلى صنعاء في العاشر من يناير الجاري، بتكليف من وزير المكتب السلطاني والمشرف على أجهزة الاستخبارات في عمان، الفريق أول محمد النعماني، وجاءت زيارة الوفد بعد محادثات سابقة أجراها في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في الحادي والعشرين من ديسمبر الماضي.

والتقى الوفد الذي يتألف من مسؤولين في الاستخبارات العمانية بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ومهدي المشاط قائد الجناح العسكري للجماعة ورئيس المجلس السياسي الأعلى لها، ورئيس الأركان العامة محمد الغمري.

وقد تحدثت قيادات حوثية عن تحقيق تقدم في المفاوضات، لاسيما في الجانب المتعلق بدفع الرواتب، ورفع القيود عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء، لكن لم يصدر أيّ موقف واضح من المملكة السعودية حيال هذه التطورات، وإن أبدت الأخيرة انفتاحها على الحل.وعقب زيارة الوفد العماني الثانية إلى مسقط، توجه المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لليمن، حيث زار العاصمة صنعاء، والتقى بقيادة الجماعة لبحث تفاصيل المبادرة التي يتحرك العمانيون من أجل إقناع الطرفين الحوثي والسعودي بها.

وقد أظهر غروندبرغ من صنعاء تفاؤلا حيال إمكانية تحقيق اختراق، لكن لا شيء تحقق عقب هذه التحركات، ليعود المبعوث الأممي هذا الأسبوع بنبرة أقل حماسة مطالبا المجتمع الدولي بتحرك أكثر فاعلية لإنهاء النزاع.

وشدد غروندبرغ الخميس «على الحاجة إلى دعم دولي منسّق لمصاحبة اليمن على طريق يفضي إلى السلام».

جاء ذلك خلال لقاء جمعه بوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ومسؤولين ألمان آخرين (لم يحددهم)، تبادلوا خلاله وجهات النظر حول الوضع في اليمن، وسبل المضي قدما نحو سلام مستدام وجامع.

وأضاف المبعوث الأممي في بيان “يمكن للمجتمع الدولي تقديم ضمانات، ودعوة الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتشجيعهم على منح الأولوية لمصلحة جميع اليمنيين، والعمل على ضمان إشراك أكبر قدر ممكن من فئات المجتمع في جميع مراحل العملية”.

وأعرب غروندبرغ عن “تقديره لدعم ألمانيا الثابت لجهود الوساطة التي يبذلها ولجهود الأمم المتحدة في مجالات السلام والتنمية والإغاثة الإنسانية في اليمن”، دون ذكر المكان الذي عقدت فيه المباحثات، وسط اعتقاد بأن اللقاء جرى في الرياض.

ومساء الأربعاء، دعا غروندبرغ في بيان أطراف الصراع في اليمن إلى تقديم تنازلات لحل النزاع في البلاد.

ومنذ أكثر من ثماني سنوات يعاني اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى