تقرير دولي يكشف حجم الخطر الإيراني على الملاحة الدولية عبر الحوثيين
كشف موقع متخصص بتحليل المعلومات الاستخبارية، وأبحاث الحرب، أوجه الدعم الذي تقدمه إيران لزيادة تعزيز القدرات البحرية لمليشيا الحوثي، بغية السماح للمليشيا وبالتالي إيران، باعتراض السفن قبالة ساحل البحر الأحمر.
واستعرض التقرير قائمة شاملة بالمخزون الحالي للمليشيا الحوثية من الترسانة البحرية والأجهزة المتفجرة المرتجلة المحمولة بالماء، والصواريخ الباليستية المضادة للسفن والألغام البحرية والمقدمة جميعها من إيران.
وقال تقرير “خطر بحري البحرية الحوثية”، إن إيران قدمت، وتقدم للحوثيين معلومات لوجستية متواصلة عن حركة الملاحة في البحر الحمر ومضيق باب المندب، وصواريخ بحرية ومنصات إطلاق الصواريخ، والتدريب، وألغاماً بحرية متنوعة.
وأكد التقرير الصادر عن موقع Oryx الهولندي، المتخصص بتحليل دفاع الاستخبارات ومجموعة أبحاث الحرب، أن إيران مدت الحوثيين بصواريخ ASHM، وإنشاء منصات إطلاق على الشاحنات يمكن إخفاؤها بسهولة بعد الإطلاق.
وأضاف: “قامت إيران بإرساء سفينة استخبارات سافيز (متنكرة في شكل سفينة شحن عادية) قبالة سواحل إريتريا، حيث زودت الحوثيين بمعلومات ومعلومات محدثة عن تحركات سفن التحالف والشحن البحري للطاقة والبضائع”.
وأشار التقرير إلى أن سافيز قامت بهذا الدور إلى أن تعرضت لأضرار في هجوم لغم في أبريل 2021، وبعد ذلك تم استبدالها بسفينة أخرى تعرف باسم بهشاد، مثل سافيز، تقوم على هيئة سفينة شحن لإخفاء هدفها الحقيقي.
وأوضح التقرير أن الحوثيين نهبوا سلاح البحرية اليمنية مطلع عام 2015، منها صواريخ AShM لكن بدون قاذفات، ومجموعة من سفن الدوريات الصغيرة، إلى جانب عدد من السفن الصغيرة والمتنوعة المنتجة محلياً.
وقال إن الحوثيين تمكنوا، وبمساعدة من المهندسين الإيرانيين، من تحويل عدد من زوارق الدوريات التي يبلغ طولها 10 أمتار، إلى عبوات ناسفة مرتجلة.
وأوضح التقرير أنه تم استخدام أحدها لضرب الفرقاطة السعودية (المدينة المنورة) في عام 2017.
وأشار التقرير إلى أنه بدعم وإمداد إيراني خلال الفترة 2018 – 2021، تم إنشاء ثلاثة تصميمات أخرى للعبوات الناسفة المرتجلة، وهي Tawfan-1 وTawfan-2 وTawfan-3، كما دخل الإنتاج حوالي 15 نوعاً من الألغام البحرية.
ووفق التقرير، ففي هذه الأثناء يتم نشر جميع أنواع هذه الألغام بشكل متزايد في البحر الأحمر، على الرغم من أنها لم تحقق أي نجاحات ضد السفن البحرية.
وذكر التقرير أن أهم تصعيد في الدعم الإيراني للحوثيين جاء من خلال تسليم نورو 2 بمدى 120 كيلو متراً، وصواريخ تسميها إيران “خليج فارس” ويبلغ طولها 300 كيلو متر، وصواريخ فجر -4 سي إل، وصواريخ البحر الأحمر المضادة للسفن، والتي كُشف النقاب عنها خلال استعراض للحوثيين عام 2022، وكان بمثابة زيادة خطيرة في القدرات.
وبيّن التقرير أن بعض أحدث تصميمات الصواريخ الإيرانية، تجمع بين بعيدة المدى ومنخفضة التكلفة وقابلية عالية للتنقل مع أنواع مختلفة من التوجيه لصنع سلاح مناسب تماماً للمليشيا الحوثية.
وبحسب الأبحاث مفتوحة المصدر التي تستند إلى جمع البيانات، فإن أكثر من 30 هجوماً بحرياً ناجحاً أو محاولة شنتها مليشيا الحوثي منذ 25 أكتوبر 2016 وحتى يناير 2022.
وتمثلت أخطر هجمات مليشيا الحوثي البحرية الإرهابية باستهداف HSV-2 Swift بواسطة AShM في عام 2016، وهجوم WBIED على الفرقاطة السعودية “المدينة” في عام 2017.
وأوضح أنه على الرغم من أن ترسانة الحوثيين من الصواريخ البالستية المضادة للسفن، لا تزال غير مختبرة حتى الآن، إلا أن الأسلحة الإيرانية التي بحوزتهم تشكل خطراً حقيقياً على مسارات الملاحة البحرية الدولية.
ولفت التقرير إلى أن مليشيا الحوثي تقوم بتشغيل مجموعة واسعة من الذخائر والصواريخ الباليستية المصممة إيرانياً، وتستخدم أيضاً عدداً من الزوارق البحرية والعبوات الناسفة المحمولة بالماء، والصواريخ المضادة للسفن (AShMs) والألغام البحرية وحتى المضادة- صواريخ باليستية (ASBMs).
وتتصاعد تحذيرات خبراء الأمن البحري من تهديد مليشيا الحوثي الحقيقي والمتصاعد للأمن البحري، في أهم الممرات الملاحية في العالم بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، والذي تستخدمه إيران عبر ذراعها الحوثية عن عمد كمنطقة اختبار للتقنيات البحرية الجديدة.
واعتبر خبراء عسكريون هجمات وقرصنة مليشيا الحوثي البحرية تحدياً مباشراً للمجتمع الدولي، وتهديداً لطرق الشحن في البحر الأحمر، ودليلاً إضافياً على تورط إيران في تقديم الدعم العسكري التقني للمليشيات وكذلك تهريب الأسلحة لهم.