ماسك يصدر «عفوًا عامًا» عن الحسابات المجمّدة في «تويتر»
أعلن المالك الجديد لمنصة “تويتر” الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الخميس 24 نوفمبر 2022، أنّه قرّر إصدار “عفو عام” عن الحسابات المجمّدة على موقعه، وإعادة تفعيلها اعتباراً من الأسبوع المقبل، وذلك بناءً على نتائج استفتاء أجراه استمرّ 24 ساعة.
وقال ماسك في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”: “الشعب قال كلمته. العفو العام يبدأ الأسبوع المقبل”، وذلك ردّاً على تغريدة سابقة نشرها الأربعاء وطلب فيها من المغرّدين أن يجيبوا في استفتاء على سؤال “هل يفترض بتويتر أن يمنح عفواً عاماً عن الحسابات المجمّدة، بشرط ألا تكون قد انتهكت القانون أو أرسلت بريداً عشوائياً فاضحاً”.
وأجاب 72.4% من المغرّدين على سؤال ماسك بـ”نعم”، فيما أجاب 27.6% منهم بـ”لا”.
وكان ماسك استخدم عبارة “الشعب قال كلمته” نفسَها، ليُعلن الأسبوع الماضي إعادة تفعيل حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد أن حُظر إثر افتعال أنصاره أعمال شغب في مبنى الكابيتول 6 يناير 2021.
“قلق” المستخدمين
وفي السياق، حذر النشطاء من أن الوضع “سيزداد سوءاً”، إذا تم الترحيب بعودة أشخاص مثل زعيم منظمة “كو كلوكس كلان” السابق ديفيد ديوك، بعد أن حُظر سابقاً بسبب خطاب الكراهية، وفق ما أورده موقع “أكسيوس”.
وقال عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمجموعة حملة مركز “مكافحة الكراهية الرقمية”، لصحيفة “الجارديان” إن “المستفيدين الوحيدين من هذا القرار هم انتشار الكراهية وسوء المعاملة والمضايقة”.
وأبلغت مجموعات مثل مركز “مكافحة الكراهية الرقمية” عن ارتفاع عدد التغريدات التي تتهم بالعنصرية منذ تولي ماسك المنصب، بما في ذلك البحث الذي يشير إلى أنه فشل في التعامل مع 99% من الإساءة العنصرية للاعبي كرة القدم، في الفترة التي سبقت انطلاق بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
وبينما لم يشر ماسك بعد إلى المستخدمين المحظورين الذين قد يتأثرون بالعفو، فقد استبعد الأسبوع الماضي بشكل قاطع إعادة حساب الصحافي الأميركي اليميني أليكس جونز.
الإنفاق الإعلاني
وعمدت علامات تجاريّة عدّة إلى تعليق الإنفاق الإعلاني على “تويتر”، علماً بأنّ الشبكة تعتمد بنسبة 90% على الإعلانات لتحقيق الإيرادات.
ومنذ استحواذ ماسك على الشبكة نهاية الشهر الماضي، أعلنت علامات تجاريّة كبرى، بما فيها “فولكس فاجن” و”جنرال موتورز” و”جنرال ميلز”، أنها ستُعلّق الإنفاق الإعلاني هناك.
ويتعرّض ماسك لانتقادات على نطاق واسع بسبب قراراته المتهوّرة على رأس “تويتر”، من التسريح الجماعيّ للموظّفين، إلى الإطلاق الفوضوي لميزات جديدة.
واستحوذ ماسك على المنصّة في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار، إذ أوضح ماسك مراراً أنّه اشترى “تويتر” لأنّه “يعتبر أنّ هذه المنصّة هي الساحة الرقميّة العامّة الضروريّة للديمقراطية في العالم”.
ويَعتبر أغنى رجل في العالم أنّ ضبط المحتوى “أمرٌ مُقيّد جداً”، لكنّ رؤيته المطلقة لحرّية التعبير تثير مخاوف من زيادة المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية على الشبكة الاجتماعيّة.
ويتوجّب على “تويتر” أن يحترم القوانين الأوروبّية، بما فيها تلك المتعلّقة بالخدمات الرقميّة (DSA) التي يُفترض أن تُلزم المنصّات بإزالة المحتوى غير القانوني بسرعة ومحاربة المعلومات المضلّلة.