الحوثيون يقرّون بوجود كميات كبيرة من قرب حفظ الدم ودعامات القلب المهرّبة والفاسدة في صنعاء والمحافظات
مرّة أخرى تتكشّف خيوط جريمة جديدة ترتكبها الميليشيات الحوثية بحقّ الشعب اليمني، وذلك بعد مرور أقلّ من شهرين فقط على جريمتهم المروّعة التي راح ضحيتها عشرات الأطفال الذين يعالجون من “لوكيميا الدم” في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء.
وأقرّت “الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية” (التي يديرها الحوثيون) بوجود قرب حفظ دم فارغة غير مطابقة للمواصفات متداولة لدى تجّار الأدوية والصيدليات والمستشفيات وبنوك الدم، ما يشكّل خطراً كبيراً على حياة المرضى اليمنيين ويهدّد بكارثة شبيهة بكارثة أطفال مستشفى الكويت الذين توفّوا بسبب دواء مهرّب.
واعترفت الهيئة ومقرّها صنعاء في بيان بوجود خلل في جودة قرب حفظ الدم (لعدم مطابقة لون المحلول)، والتي تنتجها شركة “هل لايف كير ليمتد” (الهندية) لصالح وكيلها في اليمن “العريفي للخدمات الطبية. كما أعلن القائم بأعمال رئيس الهيئة (المعيّن من قبل الحوثيين) عبد الجليل عبد الله الرميمة عن وجود كميات مهرّبة ومجهولة المصدر من دعامات القلب الدوائية الخاصة بشركة “ميدترونيك”.
واستغربت مصادر طبية تحذير الهيئة التابعة للحوثيين عن وجود المنتج بعد تداوله في السوق، وسحب المستلزم الطبي، وعدم اتّخاذ أي إجراءات قانونية ضد الشركة وغيرها من الشركات المتورّطة في تجارة وتهريب الأدوية الملوّثة والمزورة وغير المطابقة للمواصفات الطبية، علاوة على التغاضي عن كيفية دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الفاسدة والدور المشبوه لهذه الشركات التابعة للميليشيات والمسؤولين في الموانئ والمنافذ الجمركية التي تخضع لسيطرة الميليشيات.
كما أعلنت ذات الهيئة عن وجود مستحضر طبّي آخر لوجود خلل في جودته (تغيّر لونه) والذي تصنّعه شركة “سانتلايف فارماكيوتيكال” (الهندية).
“الجمعية اليمنية لحماية المستهلك” حذّرت من جانبها في بيان جميع اليمنيين من شراء قرب الدم الفاسدة أو المنتج الدوائي غير المطابق للمواصفات.
وأدّت جريمة الحوثيين في مستشفى الكويت بصنعاء إلى وفاة 10 أطفال بسبب الجرعة الملوّثة من دواء “ميزوتريكسات” بين 50 آخرين حقنوا بذات العلاج في مركز لعلاج السرطان في المستشفى، وبقى طفل آخر في العناية المركّزة فيما بقية الأطفال تماثلوا حتى الآن للشفاء كما يقول الحوثيون.
وتراوحت أعمار الأطفال بين 3 و15 عاماً وتوفّوا في المستشفى بعد حقنهم، وحسب أهالي الأطفال فإن “أسوأ شيء هو أن إدارة المستشفى حاولت إخفاء الحقيقة عنّا”.
ويكشف هذا واحدة من أكبر الكوارث الطبية والدوائية في اليمن والتي تكرّرت خلال الأعوام الثماني الماضية. ويدير الحوثيون مملكتهم الخاصة في مناطق سيطرتهم الأكثر كثافة سكّانية، إذ تحوّل الدواء في البلاد إلى واحد من أكبر مصادر الثراء لقادة الحوثيين الذي يديرون شبكات من التهريب الضخمة للاستثمار في صحّة اليمنيين.
ووفقاً لقرار إنشائها عام 1971 والذي أناط بالهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية “تنفيذ السياسات الصحية ذات القيمة العلاجية الوطنية الشاملة المتعلّقة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الكيماوية والمخبرية ومواد التجميل ذات التأثير الطبي وغيرها ممّا يدخل ضمن مهامها واختصاصاتها، إلا أنها تحت سيطرة الحوثيين تحوّلت إلى أداة رئيسية في تجارة الأدوية المهرّبة والفاسدة ووسيلة لتمويل الحرب وإثراء قادة ومسؤولي الحوثيين.