اليمن: المليشيا الحوثية تعرقل السلام وحولت البحر الأحمر لمنطقة عسكرية
قالت وزارة الخارجية اليمنية، إن ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، هي الطرف الرئيسي المعرقل لجهود السلام، مبينة أن الجماعة المدعومة من إيران حولت منطقة البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية.
وأكد وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، في ندوة صحافية بمقر السفارة اليمنية بالرباط، الأربعاء 5 اكتوبر 2022، إن الحكومة حريصة على السلام وتمديد الهدنة، مضيفاً “نفذنا كل التزاماتنا تجاه الهدنة والحوثيون رفضوا فتح طرق تعز”.
وأوضح أن “الحرب فرضتها جماعة الحوثي تنفيذاً لأجندة طهران التوسعية في المنطقة”. وأضاف قائلا “لن نسمح باستيلاء إيران على موارد اليمن النفطية، وسنستخدم حقنا الدستوري في الدفاع عن بلدنا وشعبنا”.
وشدد على أن “هناك مصلحة استراتيجية للإقليم والعالم في إنهاء انقلاب جماعة الحوثي، كي يصبح اليمن دولة فاعلة ضمن جوارها العربي والإسلامي”.
مصلحة حوثية لإبقاء الحرب
إلا أنه لفت إلى أن مصلحة الحوثيين الحقيقية تكمن في إبقاء الحرب، مشيراً إلى أنهم جلبوا خطاب الكراهية للبلاد. وتابع “نراهن على إرادة اليمنيين في إسقاط المشروع الإيراني بكل مآسيه”.
يشار إلى أن المساعي الأممية لا تزال جارية من أجل تمديد الهدنة السابقة التي انتهت في الثاني من أكتوبر الحالي (2022).
والاحد 2 أكتوبر 2022، أنقضت الهدنة الانسانية التي ترعاها الامم المتحدة منذ ستة اشهر، دون ان تلوح اي بوادر لتمديدها حتى الان، وسط مخاوف اممية ودولية من العودة إلى مربع العنف عقب إعلان مليشيا الحوثي وصول التفاهمات حول التهدئة الى” طريق مسدود..
ونفى ممثل الحوثيين المفاوض، محمد عبدالسلام ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اتفاق لتمديد الهدنة، ويؤكد موقف مليشياته الرافض للتمديد ، وإحلال السلام مالم يكن هناك موافقة لاستسلام التحالف العربي والحكومة اليمنية لإيران.
وتعالت الأصوات الدولية المنادية إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي تنقضي في الساعة السادسة من مساء اليوم الأحد، وسط مخاوف جادة من العودة الى التصعيد العسكري بعد نحو ستة اشهر من التهدئة الاطول التي تشهدها البلاد منذ بداية النزاع قبل ثماني سنوات.
واعربت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في بيانات منفصلة عن قلق بالغ جراء عدم احراز تقدم في تأمين اتفاق لتمديد الهدنة قبل انتهائها مساء اليوم الاحد.
يأتي هذا في وقت اعلنت فيه مليشيا الحوثي السبت عن وصول التفاهمات التي تقودها الامم المتحدة لتمديد الهدنة الى “طريق مسدود”.
مخاوف أممية
والأحد 12 يونيو 2022، كشف رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أن المبعوث الأممي فشل في مهمة إقناع الحوثي بتنفيذ التزاماتهم وفقًا للهدنة الأممية.
وتسود مخاوف متصاعدة من أن يؤدي تعنت الحوثيين إزاء فك الحصار عن تعز إلى نسف الهدنة الإنسانية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر 2022، وإعاقة الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي يعيش عامه الثامن.
تعهد أممي
والثلاثاء 31 مايو 2022، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بالضغط على المليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن.
وأعرب غوتيريش، خلال اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي، عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى.
هدنة أممية في اليمن
والجمعة 1 أبريل 2022، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت 2 أبريل 2022، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيراً إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف، (أعلن تجديدها في 2 يونيو 2022، وأعلن عن تجديدها للمرة الثالثة في 2 أغسطس 2022)
وتتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، غير أن الحوثيين عرقلوا ذلك حتى كتابة هذا الخبر.
والسبت 26 مارس 2022، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى، أنّ المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.
والأحد 27 مارس 2022، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية، أنها توصلت إلى اتفاق تبادل الأسرى، مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، برعاية الأمم المتحدة، لتشمل 2225 من الطرفين.