العروض العسكرية للمليشيا وعلاقتها بالجانب الإنساني للمواطن في مناطق سيطرتها
تستأثر المليشيا المصالح الإيرانية، وثراء قيادتها، على حساب الشعب اليمني، من خلال نهب إيرادات الضرائب والجمارك والمشتقات النفطية وعائدات وايرادات الموانئ والتي من المفترض ان تخصصها الميليشيات او على الاقل جزء منها لمرتبات الموظفين، ألا أنها خصصت كل ذلك لتمويل حربها على الشعب اليمني ونهبها من قبل قيادات الميليشيا النافذين لصالح مشاريعهم الشخصية.
وتؤكد تقارير وتحقيقات استقصائية، أن المواطن اليمني في مناطق سيطرة المليشيا، يعاني من فقر مدقع وعوز يصل لانعدام تام للقمة العيش، وانعدام ابسط الاحتياجات الأساسية للحياة وتستغل الميليشيا ذلك في تركيع المواطنين، والدفع بهم إلى الزج بأبنائهم إلى جبهات الميليشيا مقابل الحصول على مساعدات غذائية ومبالغ بسيطة.
ومثلت المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات المختلفة وجه من اوجه تخفيف معاناة المواطنين في مناطق الميليشيا، غير أن المليشيا لم تسمح بصرفها للمواطنين، إلا وفق سياستها وللمواليين لها مقابل التحشيد إلى الجبهات لصالح الميليشيا، وعلاوة على ذلك نهبت الميليشيا الحوثية بالقوة تلك المساعدات وفرضت نسبة كبيرة منها على المنظمات تسلم الى الميليشيا مبالغ نقدية مقابل السماح لتلك المنظمات بالعمل والتواجد في مناطق سيطرتها.
في الوقت الذي يعاني فيه الموظفين في مناطق الميليشيا من انقطاع المرتبات، وكذا معاناة الاسر من انعدام مقومات الحياة الاساسية، وبدلا من توجه الميليشيا لصرف المرتبات، إلا أنها خصصت مبالغ طائلة ومهولة من الأموال المنهوبة من إيرادات المؤسسات المختلفة لصالح تمويل العروض العسكرية التي تقيمها.
وبالرغم أن الهدنة الأممية مثلت أملًا لكل أبناء اليمن، لتكون بصيص أمل للحصول على مقومات الحياة من خلال إيقاف النهب الحوثي لأرضهم، ولقمة عيشهم، والحصول على مرتباهم من إيرادات موانئ الحديدة والمشتقات النفطية، وفقًا لما تضمنه اتفاق ستوكهولم والهدنة الأممية، إلا أن المليشيا ضربت كل ذلك عرض الحائط، استغلت تدفق المشتقات النفطية وسيطرتها على السوق لصالح تمويل عروضها العسكرية، غير آبهة باحتياجات ومعاناة الموظفين والمواطنين، بل كثفت من التعبئة والحملات الاعلامية لتحميل التحالف والشرعية مسؤولية صرف المرتبات وتفاقم معاناة المواطنين بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وتعكس العروض العسكرية التي اقامتها الميليشيا حالة من الخوف لديها من أي تحرك شعبي ضدها نتيجة الوضع الإنساني المأساوي، مقارنة بالانتفاضة الإيرانية ضد الملالي، وتعمل بكل الوسائل الممكنة لتخويف الموطنين وارعابهم وتصفية كل من ينادي ويتكلم في موضع المرتبات وما تصفية القاضي حمران إلا دليل بسيط على ذلك.
العروض العسكرية التي تقيمها الميليشيا الحوثية في مختلف المناطق والتصرفات اللا اخلاقية التي قامت بها تجاه المواطنين والموظفين العسكريين والامنيين القدامى لحضور تلك العروض عززت من قناعة المواطنين في مناطق سيطرتها بفساد الميليشيا، وبات الوضع يتهيأ لثورة شعبية ضدها في المرحلة المقبلة.