الحوثيون يقايضون للحصول على مكتسبات جديدة مقابل تمديد الهدنة من طرف واحد
قال المجلس السياسي التابع لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إنه يدرس “توسيع مزايا الهدنة” الأممية المعلنة مطلع شهر ابريل 2022، والتي لم تلتزم الجماعة بتنفيذ بنودها رغم مرور حوالي ستة أشهر على سريانها.
ووفق وكالة سبأ بنسختها الحوثية، فقد ذكر المجلس أن “توسيع مزايا الهدنة وتعزيزها في الجوانب الإنسانية وفي مقدمة ذلك صرف المرتبات لكل موظفي الدولة وفتح المطارات والموانئ وفتح الطرق، سيساعد على مناقشة أي أفكار جادة في هذا الإطار”.
ويؤكد مراقبون سياسيون، أن حديث المليشيا الحوثية، يشير إلى أنها تسعة لانتزاع المزيد من المكاسب دون أن تنفذ التزاماتها، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل الحكومة اليمنية لوقف تسليم البلاد إلى إيران من خلال التنازلات المستمرة التي يتم تقديمها للحوثيين، على اعتبار أنها تنازلات إنسانية.
وأكد المراقبون أن المليشيا الحوثية لا تزال حتى لحظة كتابة الخبر تعمل على استغلال الهدنة الأممية وتوقف غارات مقاتلات التحالف، لتحشيد المزيد من عناصرها في مناطق سيطرتها للزج بهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات القتال لاسيما المحيطة بمدينة مأرب وتعز، وذلك بالتزامن مع الدفع بآليات عسكرية كبيرة ومتوسطة إلى تلك الجبهات، وبلغت خروقات الميليشيا للهدنة وفق أحدث تصريح لوزير الدفاع في الحكومة الشرعية، أكثر من 8 آلاف خرق.
مخاوف أممية
والأحد 12 يونيو 2022، كشف رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أن المبعوث الأممي فشل في مهمة إقناع الحوثي بتنفيذ التزاماتهم وفقًا للهدنة الأممية.
وتسود مخاوف متصاعدة من أن يؤدي تعنت الحوثيين إزاء فك الحصار عن تعز إلى نسف الهدنة الإنسانية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر 2022، وإعاقة الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي يعيش عامه الثامن.
تعهد أممي
والثلاثاء 31 مايو 2022، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بالضغط على المليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن.
وأعرب غوتيريش، خلال اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي، عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى.
هدنة أممية في اليمن
والجمعة 1 أبريل 2022، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت 2 أبريل 2022، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيراً إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف، (أعلن تجديدها في 2 يونيو 2022، وأعلن عن تجديدها للمرة الثالثة في 2 أغسطس 2022)
وتتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، غير أن الحوثيين عرقلوا ذلك حتى كتابة هذا الخبر.
والسبت 26 مارس 2022، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى، أنّ المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.
والأحد 27 مارس 2022، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية، أنها توصلت إلى اتفاق تبادل الأسرى، مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، برعاية الأمم المتحدة، لتشمل 2225 من الطرفين.