أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يدعون الحوثيين لمبادلة تنازلات الحكومة بالمثل
دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، مليشيا الحوثي إلى إظهار حسن النوايا وتقديم تنازلات مماثلة لما تقدمه الحكومة اليمنية المعترف بها، لأجل مصلحة اليمنيين، وذلك بعد موافقة الحكومة على دخول عدد من سفن الوقود المحتجزة لدى التحالف بسبب مخالفتها للإجراءات، إلى موانئ الحديدة.
وأشاد ستيفن فاجن، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، بقرار الرئيس رشاد العليمي، الذي أعلنته الحكومة لتسهيل دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقال في تغريدة له على منصة “تويتر” بأن “هذا القرار يبرز الالتزام البالغ لفخامته نحو السلام، ورغبته لمنح أولوية قصوى لخير الشعب اليمني، ويوجد مجالاً للجهود الأممية المتجددة لتمديد الهدنة وتوسيعها”.
واتهم الحوثيين بالتسبب بتأخير وصول المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، بسبب منعهم للموردين من اتباع آلية جيدة تم وضعها بالتنسيق مع الأمم المتحدة والتي سهلت دخولاً سلساً لسفن المشتقات النفطية منذ بداية الهدنة في بداية أبريل 2022، وقال: “إن تأخير الحوثيين لدخول سفن المشتقات النفطية كانت له نتائج إنسانية سلبية متمثلة برفع أسعار المشتقات النفطية وشحة توفرها في الأسواق للخدمات الأساسية العامة بما في ذلك المستشفيات”.
ودعا فاجن كافة الأطراف إلى الانخراط في جهود توسيع الهدنة الأممية بحسن نية وتجديد التزامها بتحقيق السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
من جهته أكد ريتشارد أوبنهايم، السفير البريطاني لدى اليمن، في تغريدة له على منصة “تويتر”، ترحيب بلاده بما وصفتها بـ”القيادة الحاسمة” من قبل الرئيس العليمي لتسهيل دخول سفن الوقود إلى الحديدة.
وأضاف بأن أفعال الحوثيين، في منع العمل بآلية دخول سفن المشتقات، “كانت ستتسبب في معاناة غير مقبولة”.
أما بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، وفي تغريدة لها على منصة “تويتر”، اعتبرت أن قرار الحكومة لتسهيل دخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، يعد “لفتة” إيجابية من الرئيس العليمي.
وطالبت الحوثيين بأن يبادلوا هذه “اللفتة” بالمثل من أجل اليمنيين، وقالت: “يتوقع الاتحاد الأوروبي أن يبادل الحوثيون لفتة النية الحسنة هذه من أجل اليمنيين، خصوصاً في هذا المفترق الحاسم، واحترام الهدنة وبنودها وآلياتها وتجنب الأفعال المقوضة لها”.
كما طالبت جميع الأطراف المشاركة البناءة في جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن من أجل تمديد وتوسيع الهدنة.
مخاوف أممية
والأحد 12 يونيو 2022، كشف رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أن المبعوث الأممي فشل في مهمة إقناع الحوثي بتنفيذ التزاماتهم وفقًا للهدنة الأممية.
وتسود مخاوف متصاعدة من أن يؤدي تعنت الحوثيين إزاء فك الحصار عن تعز إلى نسف الهدنة الإنسانية التي تم تمديدها للمرة الثانية إلى 2 أكتوبر 2022، وإعاقة الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي يعيش عامه الثامن.
تعهد أممي
والثلاثاء 31 مايو 2022، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بالضغط على المليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن.
وأعرب غوتيريش، خلال اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي، عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى.
هدنة أممية في اليمن
والجمعة 1 أبريل 2022، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت 2 أبريل 2022، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيراً إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف، (أعلن تجديدها في 2 يونيو 2022، وأعلن عن تجديدها للمرة الثالثة في 2 أغسطس 2022)
وتتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، غير أن الحوثيين عرقلوا ذلك حتى كتابة هذا الخبر.
والسبت 26 مارس 2022، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى، أنّ المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.
والأحد 27 مارس 2022، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية، أنها توصلت إلى اتفاق تبادل الأسرى، مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، برعاية الأمم المتحدة، لتشمل 2225 من الطرفين.