تنظيم القاعدة يهدّد بتصفية مختطفين أمميين مالم يتم مقايضتهم بالمال
نشر تنظيم القاعدة في اليمن مقطعًا مصوراً يظهر مسؤول إلامن والسلامة التابعة لمكتب الأمم المتحدة في اليمن والمختطف لدى التنظيم وهو يتوسل فيه لابرام صفقة مع القاعدة لإطلاق سراحه مع زملائه اليمنيين الاربعة.
وفي المقطع، يظهر آكم سوفيول أنعم وهو يشكي ان لديه العديد من الأمراض و من عدم حصولة على رعاية صحية، ويعيش في غرفة ليس فيها هواء نقي ولا يرى فيها اي ضوء للنهار.
لا يريد الموظف الأممي ان يكون مصيره كالصحفي الامريكي لوك سومرز، مؤكدا ان فشل عقد صفقة يعني عودته وزملاءه بأكياس للجثث.
هي رسالة عاطفية حاول من خلالها الموظف الاممي اظهار ضعفه الجسدي وانهياره النفسي للعالم وأطلع العالم على امل ان يودي ذلك الى تسريع اي صفقة بين الأمم المتحدة وتنظيم القاعدة عبر وسطاء محليين ودوليين.
نهج جديد يترسخ
و خلال المرحلة الماضية شهدت الساحة الجهادية اليمنية سلسلة عمليات اختطاف لموظفيين اجانب يعملون في المجال الانساني ، وهو ما يعتبر خارجا عن السياسية الشرعية المالوفة للتنظيم طيلة سنوات الحرب في اليمن ،والذي كان يتجنب مهاجمة او اختطاف الجهات الدولية العاملة في مجالات الاغاثة والمساعدات طالما وانها لم تمارس اي نشاط تبشيري او تجسسي مشبوه وطالما وانها تمثل مصلحة مباشرة المجتمعات المحلية التي تنشر فيها العناصر الجهادية.
واليوم يبدو تنظيم القاعدة امام تحول خطير على الصعيدين الامني والاخلاقي ، فالتغير في سياسة القاعدة لا يقتصر على مبدأ خطف الاجانب العاملين بالاغاثة ، بل وخطفهم لاسباب مالية محضة دون ان يكون للعملية اي ابعاد استراتجية او ايدلوجية.
في البداية حاولت القيادة العامة للتنظيم التكتم على عملية الاختطاف وعدم تبنيها ، الا انه سرعان ما انتشر الخبر في اوساط التنظيم ما احدث الكثير من الازمات الداخلية.
و عقب عملية الاختطاف تدخلت وساطات محلية في مفاوضات مع تنظيم القاعدة للإفراج عن المختطفين الخمسة، الا انها فشلت اثر طلب تنظيم القاعدة مبلغ مالي وصف بالمبالغ فيه.
وحاول تنظيم القاعدة انجاح المفاوضات التي انطلقت عقب عملية الاختطاف، حتى لا تكون هناك ضجة إعلامية تستهدف التنظيم وتخلق لهم أحراج كبير وخلافات مع الجماعات الجهادية الأخرى في الخارج، او خلافات داخل التنظيم في اليمن.
لكن الازمة المالية الصعبة التي يعيشها تنظيم القاعدة في اليمن اجبرت القيادة العامة، لإصدار مناشدة مصورة لمسؤول مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة في اليمن.
وساطات متعددة
حرص تنظيم القاعدة على اظهار الموظف الأممي وهو ضعيف ويتوسل مسؤولي الأمم المتحدة ، بهدف الضغط عليهم للتعجل بالتدخل لإنقاذه وتلبية مطالب التنظيم وهي دفع مبالغ مالية كبيرة.
ومن خلال مناشدة الموظف الأممي، اوصل التنظيم رسالة تهديد إلى الولايات المتحدة الامريكية والتحالف العربي، بعدم التفكير بتكرار تجربة الصحفي الامريكي “لوك سومرز” والذي قتل أثناء عملية انزال جوي امريكي بهدف تحريره من القاعدة. واشارت رسالة التهديد إلى ان اي عملية إنزال او اي تدخل عسكري لتحرير المختطفين بالقوة سيؤدي إلى تصفيهم.
وحدد التنظيم على لسان “آكم سوفيول أنعم” امريكا والمملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة، انهم هم من يعرقلون إنجاح المفاوضات ، وطالبهم بعدم التدخل.
لم يحدد التنظيم الجهات التي تسعى وتجري المفاوضات معه ودائما يتحفظ التنظيم عن هذه الجهات ومنها القبيلة وكذلك الدولية، وبحسب معلوماتنا فان ابرز الدول التي دائما تتدخل في مفاوضات مع التنظيم هي سلطنة عمان وذلك عن طريق مشائخ ووجهاء قبلية من اليمن.
و سبق ونجحت سلطة عمان في مفاوضة سابقة مع التنظيم في عام 2011 أثناء سيطرة القاعدة على مدينة عزان وابين في الإفراج عن ثلاثة فرنسيين (رجل وامرأتان) عن طريق الشيخ أحمد بن فريد العولقي (الصريمة) وكان بين الطرفين الشيخ القبلي البارز المقرب من القاعدة علي عبدالله عبدالسلام العولقي المعروف ب( الملا زباره ) الذي “قتل مؤخرا على يد تنظيم القاعدة في منطقة ضيقة المحاديه لشبوة بعد ان اتهمه التنظيم بسرقة مال”، وتمت المفاوضات والإفراج عن الفرنسيين بعد دفع ما يقارب 10 مليون دولار لتنظيم القاعدة.
وبحسب معلومات حصرية لـ”أخبار الآن” فقد جاء قرار نشر الاصدار من الجهاز الأمني في تنظيم القاعدة والتي يقودها إبراهيم البنأ .
كما ان الجهاز الامني هو الذي يدير كل ماهو متعلق بعملية الاختطاف من تحفظ و ايضا من يصور وينشر كما هو المخول بالتواصل مع الجهات المفاوضات.
وبحسب المعلومات فقد توفقت آخر مفاوضات رسمية في فبراير الماضي، وكانت عن طريق بعض الوجهاء في أبين أثناء تواجد عناصر القاعدة في مديرية مودية قبل انسحابهم منها.
ومازال التنظيم يطلب بمبلغ ٥ مليون دولار بجميع المختطفين بجميع المختطفين، وحتى الآن لا تجري اي مفاوضات معهم.
أخبار الأن