1.6 مليون دولار إيرادات الحوثيين شهرياً من تهريب المكالمات الدولية
كشفت مبادرة “ريجين يمن- استعادة” في تقريرها الخامس حول سيطرة الحوثيين على قطاع الاتصالات في اليمن عن ضلوع جهاز الأمن والمخابرات التابع لميليشيات الحوثي في عمليات تهريب المكالمات الدولية، وجني مبالغ تقدّر بملايين الدولارات سنوياً، وذلك على الرغم من أن الميليشيات تسخّر كل أرباح “الشركة اليمنية للاتصالات الدولية” (تيليمن) للمجهود الحربي كما هو حال بقية إيرادات مؤسّسات قطاع الاتصالات والإنترنت.
وأكد التقرير أن خبراء حوثيون يقودهم محمد أحمد العزّي يقومون بالإشراف على 630 قناة اتصالات تابعة للجهاز الحوثي من أجل تهريب المكالمات الدولية بصورة ممنهجة.
وأفاد التقرير مدعوماً بالوثائق بتهريب أكثر من 600 ألف دقيقة مكالمة دولية لليمن يومياً بسعر 8 سنتات أمريكية بمتوسّط دخل يصل إلى 1.6 مليون دولار شهرياً.
ويستغل النافذون في الأمن القومي الربط البيني بين جهاز الأمن القومي الحوثي وشركات الاتصالات لأجل التنصّت ويقومون عبر ذلك الربط بتمرير مكالمات دولية مهرّبة بعيداً عن “تيليمن” وتقاسم تلك الأموال فيما بينهم مع المتواطئين معهم في الشركة.
وتؤكد عملية التهريب استخدام الميليشيات الحوثية للشركة وباقي مؤسّسات القطاع العام لصالح إثراء شخصي لنافذي وقيادات الحوثي والقيام بأعمال مشبوهة.
ووفقاً للقانون اليمني فإن تهريب المكالمات الدولية دون المرور بـ “تيليمن” تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.
وفي عملية التهريب ترد المكالمات الدولية إلى اليمن والمستهلك اليمني في مختلف شركات الهاتف عبر الإنترنت ومن ثم يتم تمريرها كمكالمة محلية دون المرور بشركة “تيليمن” ما يعني حرمان الشركة من نصيبها من أرباح تلك المكالمات.
وهناك طرق عدّة لتهريب المكالمات الدولية عن طريق الإنترنت باستخدام قنوات صوتية، ويوجد في اليمن كثير من هذه القنوات، تصل إلى 1200 قناة صوتية مربوطة بشكل مباشر من خلال الإنترنت في أماكن عدّة، بينها، دار البشائر في صنعاء، حيث يوجد مقرّ لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي.
وأشار التقرير إلى أن تهريب المكالمات الدولية يشمل جميع شركات الاتصالات العاملة في اليمن. وتهرّب المكالمات الدولية الواردة عن طريق دولة ثالثة وعن طريقها يتم تحصيل أرباح تلك المكالمات وتحويلها لليمن. كما يتم تحصيل تلك المبالغ عن طريق شركات صرافة دون أن تودع في البنوك والتي يمكن أن تخضع للرقابة.
وذكر أن 90% من المكالمات الدولية الواردة إلى اليمن تأتي من السعودية لاعتبارات كثيرة منها تواجد عدد كبير من المغتربين اليمنيين في السعودية مقارنةً ببقية دول العالم، ونظراً للملاءة المالية لدى أولئك المغتربين والتي تجعلهم قادرين على إجراء تلك المكالمات الدولية بشكل كبير ودائم.
وترد يومياً أكثر من أربعة ملايين دقيقة مكالمة دولية عبر “تيليمن” إلى اليمن، حيث يتضاعف الرقم في شهر رمضان المبارك والأعياد.
وحجب الحوثيون تطبيقات التواصل بالصوت والفيديو المجانية كـ “واتساب” و”إيمو” وغيرها لكي يضطّر المواطن اليمني في المهجر للاتصال من خلال خط الهاتف الخلوي مدفوع الثمن وبالتالي يعود عليهم بمبالغ خيالية من العملة الصعبة.