واشنطن تدعو الحوثيين إلى الالتزام بعملية السلام وفك الحصار عن تعز

دعت الولايات المتحدة الأمريكية، مليشيا الحوثي إلى إظهار التزامها بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، والرد بالمثل على ما أبدته الحكومة المعترف بها دوليًا من مرونة في تسهيل الرحلات من صنعاء ودخول الوقود.

والاثنين 11 يوليو 2022، اعترف المبعوث الأممي الى اليمن هانس جروندبيرج، بفشل مساعيه إزاء فتح طرقات تعز المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي منذ سبع سنوات، جراء رفض الميليشيا المقترح المنقح الذي تقدم به مكتبه مؤخراً بالخصوص، وهو ثاني مقترح أممي ترفضه الميليشيا خلال الفترة الماضية.

وقال لسان ريتشارد ميلز، نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في إحاطةٍ لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن: “ندرك المرونة الكبيرة التي أظهرتها الحكومة اليمنية في الموافقة على تسيير الرحلات الجوية من صنعاء وتسهيل دخول الوقود؛ لكن للأسف، لم نشهد نفس المرونة من قِبل الحوثيين في تعز، المدينة التي يحاصرونها منذ سبع سنوات”.

وأضاف ميلز: “ننضم إلى الآخرين في دعوة الحوثيين لإظهار التزامهم بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والرد بالمثل على تجاوب الحكومة من خلال تحسين الوصول إلى تعز بشكل هادف لتخفيف المعاناة الإنسانية لعشرات الآلاف من المدنيين”.

وأكد ضرورة العمل الفوري لفتح الطرق المؤدية إلى تعز للحفاظ على الهدنة الحالية، والتي من شأنها “تمهيد الطريق لاتفاق أكثر شمولاً واستدامة يجلب المزيد من الموارد والاستقرار للبلد، ويوقف القتال بشكل دائم، ويجمع اليمنيين لاتخاذ قرار بشأن مستقبل أكثر إشراقاً لبلدهم”.

وطالب مجلس الأمن بحثّ أطراف النزاع على التنفيذ الكامل لبنود الهدنة، والاستمرار في اختيار السلام بديلاً للعنف.

وقال إن “الهدنة قللت بشكل كبير من العنف وحسّنت حرية الحركة، وأوجدت الزخم نحو السلام؛ لكن يجب علينا الحفاظ على هذا التقدم والبناء عليه، والقيام بذلك يتطلب حلًا وسطاً من قبل جميع الأطراف”.

وشدد على ضرورة أن تبدي جميع الأطراف استعدادها للمشاركة الكاملة والهادفة في جهود التسوية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، باعتبارها الطريق الوحيدة التي “يمكن أن توفر السلام الدائم في اليمن، على أن يتم الأخذ في الاعتبار أصوات النساء والمجتمع المدني وأعضاء الفئات المهمشة، ووجود العدالة والمساءلة”.

ودعا المانحين والقطاع الخاص إلى سرعة سد الفجوة التمويلية في الخطة الأممية لإنقاذ “صافر”، وقال: “يجب على المانحين والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، اتخاذ إجراءات الآن لاستكمال تمويل الخطة الأممية الهادفة إلى تجنب كارثة اقتصادية وإنسانية وبيئية في البحر الأحمر”.

وعبّر ميلز عن دعم الولايات المتحدة لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وكل الجهود الإقليمية والدولية من أجل السلام التي اعتبرها مهمة ويجب أن تستمر.

وطالب مليشيا الحوثي الإرهابية بالإفراج الفوري ودون قيد أو شرط، عن الموظفين اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية والأمم المتحدة المحتجزين في سجون الجماعة بصنعاء.

مخاوف أممية
والأحد 12 يونيو 2022، كشف رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أن المبعوث الأممي فشل في مهمة إقناع الحوثي بتنفيذ التزاماتهم وفقًا للهدنة الأممية.

وتسود مخاوف متصاعدة من أن يؤدي تعنت الحوثيين إزاء فك الحصار عن تعز إلى نسف الهدنة الإنسانية التي تم تمديدها إلى الثاني من أغسطس 2022، وإعاقة الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي يعيش عامه الثامن.

تعهد أممي
والثلاثاء 31 مايو 2022، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بالضغط على المليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن.

وأعرب غوتيريش، خلال اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتور رشاد العليمي، عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى.

هدنة أممية في اليمن
والجمعة 1 أبريل 2022، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت 2 أبريل 2022، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيراً إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف، (أعلن تجديدها في 2 يونيو 2022).

وتتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، غير أن الحوثيين عرقلوا ذلك حتى كتابة هذا الخبر.

والسبت 26 مارس 2022، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى، أنّ المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.

والأحد 27 مارس 2022، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية، أنها توصلت إلى اتفاق تبادل الأسرى، مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، برعاية الأمم المتحدة، لتشمل 2225 من الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى