خبراء: الهدنة منهارة عمليًا.. وتمديدها تدميرًا ذاتيًا للمجلس الرئاسي

قال خبراء سياسيون، إن العوامل الخارجية المتعلقة بأولويات الإقليم والمشهد الدولي عموما بما في ذلك المفاوضات مع طهران باتت الأمر الحاسم في تحديد مصير الهدنة الأممية في اليمن التي لا تتوفر حتى الآن أي معطيات حقيقية على الأرض لإطالة عمرها أو تمديدها لفترة ثالثة، في ظل الخروقات اليومية لها وخصوصا من جانب الحوثيين الذين يسعون لتحويلها إلى هدنة مع التحالف العربي دون وقف التصعيد ضد الأطراف اليمنية.

ويعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن الهدنة عمليًا منهارة، لكن الجانب الحكومي لا يزال متمسكا بها، في وقت يشن الحوثيون هجومًا متواصلًا على القوات اليمنية باستخدام الصواريخ الباليستية على مأرب والطيران المسير والمدفعية الثقيلة على محافظة تعز والقوات المشتركة في الساحل الغربي.

وقال الطاهر في تصريح لـ”العرب” إنه يخشى أن يستمر مجلس القيادة بالتماهي مع خروقات الميليشيات الحوثية وتصعيدها العسكري، لاسيما وأن الجماعة رفضت أن تلتزم ببندٍ واحد من بنود الهدنة الأممية، فلا هي أوقفت الحرب ولا سلمت الرواتب ولا فتحت المعابر وهي بنود أساسية في هذه الهدنة التي التزم ببنودها الجانب الحكومي بشكل كامل.

وحول توقعاته لمستقبل الهدنة في ظل التداعيات العسكرية والسياسية، أضاف الطاهر “الأمر هنا لا يتعلق بتوقعات عن فشل الهدنة الحالية، ولكن الخطر هنا هو تمديدها في ظل ما تقوم به جماعة الحوثي من استغلال كبير لها، فهي استغلت تنازل الشرعية عن الحق السيادي في إصدار وثائق السفر، وأصدرت الآلاف من الجوازات لمرتزقة من سوريا والعراق ولبنان، وجنّست تقريبًا المئات من الخبراء الإيرانيين وحزب الله، فاستمرار الهدنة يساعد الحوثيين على توطين المناطق الخاضعة لسيطرتهم على أسس طائفية بحتة، مستغلين الهدنة، وهنا خطورة الهدنة في استمرارها”.

وتوقع “ضغوطًا دولية على الحكومة اليمنية والتحالف العربي بشأن الحفاظ على صمود الهدنة”، لافتا “إذا قبل المجلس الرئاسي وهو في أوج التوافق، فإن ذلك قد يتراجع باستمرار الهدنة، لأن الحوثيين سيعملون على إفشال المجلس بطرق مختلفة، وربما يثيرون فوضى أمنية داخل المناطق المحررة ليثبتوا فشل المجلس، ولذلك عندما نتحدث عن تمديد الهدنة فهو يعني بداية التدمير الذاتي للمجلس الرئاسي اليمني”.

والأحد 12 يونيو 2022، كشف رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، أن المبعوث الأممي فشل في مهمة إقناع الحوثي بتنفيذ التزاماتهم وفقًا للهدنة الأممية.

تعهد أممي
والثلاثاء 31 مايو 2022، تعهد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بالضغط على المليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن.

وأعرب غوتيريش، خلال اتصاله برئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، الدكتدور رشاد العليمي، عن تفهمه لتحفظات القيادة والحكومة اليمنية الشرعية، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الاخرى.

هدنة أممية في اليمن
والجمعة 1 أبريل 2022، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف الأزمة اليمنية أبدوا رداً إيجابياً على هدنة لمدة شهرين تبدأ السبت 2 أبريل 2022، ووقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، مشيرًا إلى إمكانية تجديدها بموافقة الأطراف، (أعلن تجديدها في 2 يونيو 2022).

وتتضمن الهدنة الأممية تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غربي اليمن، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، غير أن الحوثيين عرقلوا ذلك حتى كتابة هذا الخبر.

والسبت 26 مارس 2022، أكد مسؤول سعودي رفيع المستوى، أنّ المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران قدّمت مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، وفقًا لما ذكرته وكالة فرانس برس.

والأحد 27 مارس 2022، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية، أنها توصلت إلى اتفاق تبادل الأسرى، مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي، برعاية الأمم المتحدة، لتشمل 2225 من الطرفين.

زر الذهاب إلى الأعلى