بصمات الحوثي في اغتيال الصحافي الحيدري.. تحذيرات من أهداف قادمة

توجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، في جريمة اغتيال الصحافي صابر الحيدري، مساء الأربعاء 15 يونيو 2022، في مدينة عدن، حيث تتبع الميليشيا نفس النهج بتصفية خصومها، وتلاحق كل من يحاول أن يوصل أصوات اليمنيين في مناطق سيطرتها للعالم بالتنكيل والاغتيالات.

وهذه ثالث جريمة استهداف لإعلاميين بذات الطريقة، ضمن نهج الحوثي في قتل واعتقال وتشريد الإعلاميين، وفي مطلع نوفمبر الماضي، تعرض الصحافي محمود العتمي لجريمة مماثلة أسفرت عن مقتل زوجته الإعلامية رشا الحرازي وجنينها، وقبلها اغتيال الإعلامي زياد الشرعبي بتفجير دراجة نارية في المخا، مطلع عام 2019، وإصابة الصحافي فيصل الذبحاني.

واعتبر صحافيون اغتيال الحيدري في عدن جريمة بشعة ومدانة، تحمل كل بصمات آلة الجريمة والغدر وهي الحركة الحوثية.

وأوضح وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن جريمة اغتيال الصحافي الحيدري الذي غادر صنعاء عام 2017 بعد التضييق عليه من قبل ميليشيا الحوثي، والتي تأتي بعد أشهر من استهداف مماثل للصحافي العتمي وزوجته الصحافية الحرازي، تؤكد أن الصحافيين باتوا هدفا للميليشيا.

وأشار الإرياني إلى أن استهداف ميليشيا الحوثي الممنهج للصحافيين ومراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية يهدف لبث الرعب في نفوسهم ومنعهم من أداء رسالتهم من المناطق المحررة.

وطالب بموقف دولي واضح إزاء هذه الجريمة النكراء وكل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق الصحافيين من قتل واختطاف وإخفاء قسري، ونفي وتهجير ونهب للأموال والممتلكات.

كما وجه الرئيس اليمني رشاد العليمي بإجراء التحقيقات العاجلة حول ملابسات التفجير الغادر الذي أودى بحياة الصحافي الحيدري، والذي قال إنه “يستهدف إسكات الحقيقة، وإشاعة خطابات التضليل، والخرافة التي تعتاش عليها جماعات العنف والإرهاب، وعلى رأسها الميليشيا الحوثية”.

وقال الصحافي العتمي – الذي سبق واستهدفته ميليشيا الحوثي في العاصمة عدن بنفس الطريقة، وأسفر عن وفاة زوجته وجنينها وإصابته إصابات بالغة- في تغريدة: “يلاحق الحوثي كل من يحاول أن يوصل أصوات اليمنيين في مناطق سيطرته للعالم”.

‏وأضاف: “لا أعلم كيف ستواجه أسرة صابر الحياة من بعده وأي مستقبل ينتظر أطفاله، لكن أعلم أن عدالة السماء ستنال من القتلة الجبناء وسيأتي ذلك اليوم عما قريب”.

تخادم القاعدة والحوثي
وتزايدت العمليات الإرهابية الحوثية في المناطق المحررة، وسط تأكيدات تنسيق المليشيا الحوثية مع تنظيم القاعدة لتنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية.

وفي 10 أكتوبر 2021، كشفت مصادر أمنية، عن أن إيران جندت عدد من الشخصيات التي تنتسب إلى الأسرة الهاشمية، بهدف تتبع شخصيات حكومية في عدن ومعارضة للحوثيين، ورصد حركاتها، ومن ثم اغتيالها، سواء بالعبوات الناسفة أو الاستهداف المباشر، أو القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة.

محطات من تقارب القاعدة والحوثي
وفي نوفمبر 2021، كشف مصدر موثوق في العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عاليها إيران، إنشاء مليشيا الحوثي مقرات وغرف عمليات ومكتب استخبارات في صنعاء لإدارة الجرائم الإرهابية والفوضى في المحافظات المحررة بالتنسيق مع تنظمي «داعش والقاعدة»، لتفرج بعد ذلك بشكل متتالي على عنصار وقيادات في تنظيم القاعدة.

عمليات إرهابية تحمل بصمات الحوثي
الأربعاء 15 يونيو 2022، مقتل الصحفي صابر الحيدري نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته أثناء مرورها في شارع “التسعين” بمديرية المنصورة.

  • الأحد 15 مايو 2022، نجاة اللواء صالح علي حسن الذرحاني رئيس هيئة العمليات المشتركة إثر انفجار سيارة مخففة كانت تستهدف موكبه بعدن.
  • الأربعاء 23 مارس 2022، استشهد اللواء الركن ثابت جواس، مع عدد من مرافقيه، في انفحار عبوة ناسفة استهدفت موكبه شمالي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
  • الخميس 2 ديسمبر 2021، ركن الاتصالات والسيطرة في اللواء 35 مدرع، نجا عقيد ركن عبدالباسط القاضي من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة في مديرية المعافر جنوبي تعز.
  • الثلاثاء 9 نوفمبر 2021، استهدف الإعلاميان اليمنيان، رشا عبدالله الحرازي (توفت)، وزوجها محمود العتيمي بعبوة ناسفة في حي خور مكسر بعدن جنوبي اليمن.
  • السبت 14 أغسطس 2021، نجاة قائد شرطة مديرية دار سعد بمحافظة عدن جنوبي اليمن، العقيد مصلح الذرحاني، من محاولة اغتيال إثر انفجار سيارة مفخخة، كانت تستهدف موكبه.
  • السبت 4 سبتمبر 2021م استهدفت عبوة ناسفة قائد جبهة الحازمية بمحافظة البيضاء موسى محسن المشدلي وبرفقته عددا من الجنود التابعين للحزام الأمني.
  • 30 ديسمبر 2020، استهدف الحوثيين مطار عدن الدولي أثناء عودة الحكومة اليمنية وسقط العديد من الشهداء والجرحى.
  • الأحد 10 أكتوبر 2021، استهدف الحوثيين، استهدف الحوثيين موكب محافظ محافظة عدن، احمد حامد لملس، ووزير الزراعة اللواء، سالم السقطري بعبوة ناسفة.
  • الخميس 18 مارس 2021م، استهدف الحوثيين موكب وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي بعبوة ناسفة اثناء مروره في خط المملاح بعدن
  • الثلاثاء 8 فبراير 2022، استهدفت عبوة ناسفة سيارة قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي السابق، العميد الخضر شناع.
  • الثلاثاء 8 فبراير 2022، اغتال الحوثيون الشيخ القبلي يحيى بن علي محمد عبدالوهاب القاسم، بعبوة ناسفة زرعتها في سيارته بمدينة إب.

ويبتع الحوثيين نهج العمليات الإرهابية، وتفجير العبوات والأحزمة الناسفة في معظم عملياتهم في جبهات القتال، غير أنهم بدأوا في تنفيذها وسط المدن المحررة، ما يكشف التناغم بين تنظيم القاعدة والحوثيين.

زر الذهاب إلى الأعلى