«الأزمات الدولية»: استمرار الحوثيين في المماطلة قد يقوض إمكانية توسيع الهدنة في اليمن
حذرت مجموعة الأزمات الدولية، من استمرار رفض ميليشيا الحوثي فتح الطرق الرئيسية الى المدينة المحاصرة منذُ سنوات، مشيرة الى أن ذلك قد يقوض إمكانية توسيع الهدنة الإنسانية في البلاد، التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع الشهر الماضي.
وقالت المجموعة في تقرير لها إن “قضية الوصول إلى تعز عبر الطرق من المرجح أن تصبح سجالية على نحو متزايد، خصوصاً مع مضاعفة الأمم المتحدة جهودها للمحافظة على التقدم المحرز في إجرائَي بناء الثقة الآخرين في محاولة لتوسيع وتمديد الهدنة”.
وأشارت الى أنه رغم احراز تقدم في تنفيذ بنود الهدنة “تنتشر شائعات تفيد بحدوث حشد عسكري مع استعداد الطرفين لاحتمال انهيار الهدنة أو انتهاء مفعولها”.
وأضافت: “تتمثل المخاطرة في أن الهدنة قد لا تستمر بعد انقضاء إطارها الزمني ومدته شهران إذا لم يحدث تقدم ذي معنى في جميع إجراءات بناء الثقة الثلاثة”.
وأكدت الأزمات الدولية أن “تهميش قضية تعز من شأنه أن يعرّض آفاق تجديدها للخطر”، وقالت: “تتقوض إمكانية توسيع الهدنة إذا استمر الحوثيون في المماطلة بشأن القضية”.
ولفتت الى “استمرار الحوثيين في تجاهل قضية الطرقات المفضية إلى تعز ويظهرون علامات على القيام بمفاوضات بطيئة، ما يعطي الحكومة مبرراً مثالياً لإعاقة جهود التحرك نحو المفاوضات”.
وحسب المجموعة الدولية فإن “تسوية قضية طرق تعز مرتبطة بشكل وثيق بمصير الهدنة بشكل عام، وكذلك بأي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين المتحاربين”.
ودعت القوى الخارجية الى “اندفاعة دبلوماسية أوسع مع الحوثيين في صنعاء”، وقالت “ينبغي أن تركز اهتمام المتمردين على الحاجة لتحقيق تقدم بشأن تعز”.
ودعت الأطراف اليمنية الى “عدم إضاعة هذه الفرصة لتحقيق تقدم”.
ووفق تقرير المجموعة: “لقد أعاد فتح مطار صنعاء جزئياً إحياء الأمل بين اليمنيين بأنهم سيتمكنون مرة أخرى من السفر خارج البلاد. وعلى نحو مماثل، فإن إعادة فتح طرقات تعز سيحقق مزايا كبيرة لسكان المدينة الذين قيدت حرية حركتهم لمدة أطول مما ينبغي”.
وأضافت مجموعة الازمات الدولية أنه “إذا لم يتم التحرك بشأن تعز، فإن فرص تمديد الهدنة بما يتجاوز إطارها الزمني وهو شهران، وتحقيق السلام في اليمن، ستصبح أكثر ضآلة. لا ينبغي جعل اليمنيين ينتظرون ست سنوات أخرى لظهور فرصة أخرى لتحقيق السلام”.
وتفصلنا خمسة أيام فقط عن انتهاء الهدنة المؤقتة في اليمن التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع الشهر الماضي وتضمنت إيقاف الضربات الجوية للتحالف، ووقف جميع العمليات العسكرية، الجوية والبرية والبحرية، داخل البلاد وعبر الحدود، والسماح بدخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، إلى جانب فتح الطرق الرئيسية من وإلى مدينة تعز المحاصرة منذُ سنوات.
وعلى الرغم من مرور 56 يوماً على الهدنة الإنسانية المزمنة بشهرين، الا أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ترفض فتح المنافذ والطرق الرئيسية ورفع الحصار عن تعز، وهو ما أكده رئيس الفريق الحكومي “عبدالكريم شيبان” في بيان أصدره الجمعة.