قيادي في «ثورية» الحوثي يثير جدلا وسط المليشيا بانتقاده تمييز قياداتها تجاه أبناء محافظة إب
فجرت تغريدة لقيادي في ما يسمى باللجنة الثورية التابعة للمليشيا الحوثية جدلا في أوساط المليشيا، كما أثارت ردودا مؤيدة وأخرى تهاجم صاحب التغريدة، على خلفية انتقاده للسياسات الدونية المتعمدة التي تمارسها جماعته بحق محافظة إب وأبنائها.
وكتب محمد المقالح الحكيم، المعروف بولائه للمليشيا وعضويته في لجنتها الثورية، مهاجما قيادات الجماعة وتحديدا القيادي المليشاوي أحمد حامد “أبومحفوظ”، وطريقة تعاملهم الهمجي والمهين مع أبناء المحافظة عموما بما فيهم الجماعات السلالية والقبلية الموالية للمليشيا.
وخاطب في تغريدته “أبو محفوظ” (أحمد حامد) بالقول”ما هذا الرعب من أهل إب يا ابو محفوظ، نزلت كل المتهبشين من شان يهدئوا روعهم وانا اقول لك اهلها مطمئنين وانت بحاجة الى من يهدىء روعك انت إب لن تسقط بفعل العدو بل بفعلك وامثالك.
توقف فقط عن الاستهانة باب وثق باهلها وتوقف فقط عن ارسال متهبشين من عمران وصعدة وخولان والدنيا بخير”.
ما هذا الرعب من أهل إب يا ابو محفوظ نزلت كل المتهبشين من شان يهدئوا روعهم وانا اقول لك اهلها مطمئنين وانت بحاجة الى من يهدىء روعك انت إب لن تسقط بفعل العدو بل بفعلك وامثالك
توقف فقط عن الاستهانة باب وثق باهلها وتوقف فقط عن ارسال متهبشين من عمران وصعدة وخولان والدنيا بخير— محمد المقالح -الحكيم (@Malmakaleh1) ٢٩ نوفمبر ٢٠٢١
وكشفت هذه التغريدة عن أزمة عميقة متعددة الأبعاد، فبالإضافة إلى الممارسات الإجرامية المشينة التي يعيش تحت وطأتها أبناء محافظة إب عموما في ظل سيطرة وسطوة المليشيا الحوثية، يعاني الموالون للمليشيا الحوثية وتحديدا من أبناء السلالة الهاشمية في المحافظة تهميشا وإقصاء وإهمالا يصل إلى حد الاستهداف والتخوين.
وفيما هاجم مقربون من قيادة المليشيا تغريدة المقالح ووجهوا له التهديد والشتائم، فقد لقيت هذه التغريدة تعليقات عديدة من أبناء إب بما فيهم سلاليون، أكدت على سوء الممارسات الحوثية في المحافظة، وعلى أنها أدت إلى احتقان كبير سينفجر وتعجز المليشيا عن احتوائه والسيطرة عليه.
وكتب أحد المعلقين: بساطين الاراضي والاشخاص الذي ينهبون اراضي خلق الله بحجه الوقف وغيرها من مسميات هم من سيهزموهم لا القوات المشتركه ولاغيره، ظلم الناس والتجبر فوقهم لن يؤدي الي طريق، من ما تكلم قالو طابور خامس مرتزق منافق ابشركم تم تكفيري وطلعت انسان منافق قبل اسبوع لاني قلت لاحدهم بطلو هبش..
وعلق آخر بالقول: إب وأبنائها يأنون من اصحاب الهضبة لقد بغوا وتجبروا على اهلها لكن الايام دول وسيكون الرد عند اقتراب موعد التحرير… فوالله ان في كل منازل اب براكين بركان تكاد ان تنفجر.
وكتب ناشط “هاشمي” من أبناء المحافظة: ” لما تنزل إب تشوف كل القاده والمسؤولين الفعليين كلهم ابو ابو وكلهم من أصحاب مطلع( معروف باللهجة ) تحس انك غريب في محافظتك وفي منطقتك”.
ولم يعد خفيا التمييز الذي تمارسه المليشيا الحوثية بحق أتباعها من ذات السلالة في المحافظة، والذين تعتبرهم “هاشميي” الدرجة الثالثة، حيث سبق أن كشفت مصادر وثيقة الاطلاع، عن توسع خلاف بين قيادة المليشيا التابعة لإيران في معقلها بمحافظة صعدة، وبين سلاليي محافظة إب وسط اليمن، التي تشهد تخومها الغربية عمليات عسكرية فاعلة للقوات المشتركة.
وذكرت المصادر أن زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، وجه بمنع أدعياء “السلالة الهاشمية” بإب من التدخل في أعمال الجهات الحكومية لسلطات الأمر الواقع هناك، وتجنيبها من النشاطات المهمة للمليشيا بما فيها التحشيد للجبهات.
وأكدت المصادر أن قيادة المليشيا في صعدة، تعيش حالة عدم ثقة من إمكانية الاستناد على سلاليي إب في خلق حاضنة شعبية لها بهذه المحافظة، وبأنها تعتمد بشكل أساسي على العناصر الحوثية من خارج إب، وخاصة من محافظة صعدة، سواء في الجوانب العسكرية أو الأمنية أو الإشرافية.
ويصنف “هاشميو” المحافظات الوسطى مرتبة ثالثة، بعد سلاليي صعدة ثم صنعاء وذمار.
الجدير ذكره أن “هاشميي” محافظة إب لم يوفروا سلوكا لخدمة المليشيا الحوثية التابعة لإيران، وتعاملوا بكل عنجهية مع أبناء المحافظة وقبائلها، وهو ما يجعلهم اليوم في عزلة عن محيطهم المجتمعي وقيادتهم المليشاوية.
ومع الأخطار التي تهدد الوجود الحوثي في المحافظة لجأت قيادات المليشيا إلى وجهاء إب، عقب تهميشهم لصالح السلاليين، لتعويض ضمورها الشعبي بالمحافظة، وصدرتهم جبرا لتحشيد مقاتلين إلى الجبهات المشتعلة غرب إب، وتعز المجاورة لها، نتيجة تقدم القوات المشتركة وتحقيقها انتصارات على المليشيا، إثر إعادة المشتركة تموضعها وإخلائها مناطق خاضعة لهدنة اتفاق “ستوكهولم” في الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، المتاخمة للمحافظتين السابقتين.