مليشيا الحوثي تستغل أبناء تهامة وتزج بهم إلى محارق الموت (تقرير)

وجدوا أنفسهم فجأة في معركة لا شأن لهم بها وبلا مقابل ودون أي تدريب أو استعداد، هكذا حال أبناء تهامة ممن وضعتهم مليشيا الحوثي الإرهابية في صنوان الحرب كدروع بشرية لا لشيء سوى مواجهة الموت.

لعل أخر تلك الوقائع التي يغض المجتمع الدولي نظره عنها هي المأساة التي ترتكبها المليشيا في حق أبناء تهامة وزبيد، حينما أجبرت العديد من أبنائها غير المؤهلين على القتال في المعارك مع القوات المشتركة، والتضحية بهم في الصفوف الأولى، مما تسبب في مقتل الكثير منهم غالبيتهم من الأطفال والمراهقين، بعد أن دفعتهم المليشيا دفعًا إلى محارق تدرك أنها خاسرة فيها.

الشباب والأطفال
ومع الرفض الشعبي من أبناء القبائل اليمنية بدفع فلذات أكبادها للقتال مع الحوثيين، والنزيف الذي تعانيه المليشيا في صفوفها، استغلت المليشيا الحوثية خلو مناطق المشمولة باتفاق ستوكهولم، واقتحمت الأحياء فيها ونفذت اعتقالات قسرية بحق الأطفال والشباب في تهامة للحوثيين، وزجت بهم بشكل إجباري إلى جبهات الحرب، ولم يعد أحد منهم كما تقول مصادر محلية.

ولعل أبرز الصفعات التي تلقتها الميليشيا، عندما قام القياديين الحوثيين أبو أحمد الجحاف وأبو زيد وعدد من المتحوثين من مشايخ وعقال العزل والمدن القريبة من مدينة زبيد، بمحاولة حشد الأهالي إلى جبهات القتال، إلا أنهم لاقوا رفضا كبيرا من أبناء زبيد، الذين رفضوا حشد أبنائهم إلى الجبهات ودعم المليشيا المخربة.

وأمام الرفض في الاستجابة لعمليات التحشيد الحوثية، قامت الميليشيا بالتجنيد الإجباري، واستخدام أسلوب جديد لخداع أبناء المديريات التهامية في جرهم للالتحاق بصفوفها، والدفع بهم في معارك دون تلقي تدريب مناسب.

تجنيد قسري
وكشف تقرير حقوقي دولي، أن مليشيا الحوثي قامت بتجنيد 10300 طفل بشكل إجباري في اليمن منذ عام 2014، مشيرة إلى أنها افتتحت 52 معسكرًا تدريبًا لآلاف المراهقين والأطفال، مع انتشار حملات التجنيد الإجباري في مناطق مثل تهامة والحديدة وصعدة وصنعاء والمحويت وذمار وحجة، واستهدفت الأطفال من عمر 10 سنوات.

واعتمدت الجماعة الحوثية على تهديد العائلات اليمنية في القرى والمناطق التي تسيطر عليها من أجل تجنيد أبنائها، فضلاً عن تجنيد الأطفال في مخيمات النازحين، ودور الأيتام، ووصل الأمر إلى تجنيد أطفالا من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية تصل إلى 150 دولارا شهريا، وأحيانا منح الأطفال والمراهقين رتباً عسكرية للتغرير بهم.

زر الذهاب إلى الأعلى