شبوة تغلي على وقع خيانة بيحان.. وشهادات الضباط تعمق مأزق الإخوان
تصاعد الغليان الشعبي في محافظة شبوة ( جنوب شرق اليمن) على وقع فضيحة تسليم تنظيم الإخوان مديريات بيحان، لمليشيا الحوثي، الشهر الماضي، وسط مطالبات للتحالف العربي بالتدخل، لا سيما مع ما نتج عنها من انتكاسات عسكرية كبيرة في مديريات جنوبي محافظة مأرب.
وارتفع منسوب الغليان، في أوساط قبائل شبوة، في غضون شهادات لقيادات عسكرية بعضها في محور عتق، كشفت معلومات إضافية عن تورط الإخوان في تسليم مناطق غربي المحافظة، للحوثيين، دون قتال.
واتسعت دائرة السخط لتشمل زعامات قبلية وشخصيات برلمانية بارزة في شبوة، فيما تداعت القبائل لفتح المعسكرات للتجنيد والاستعداد لطرد المليشيات الحوثية والإخوانية على حد سواء.
وحذرت من مؤامرة خبيثة يديرها تنظيم الإخوان، تقضي بتسليم شبوة بالكامل للمليشيات الحوثية والتي بدأت فصولها في 21 سبتمبر/أيلول الماضي عقب استيلاء المليشيات لـ3 مديريات دون قتال.
وخلال اليوميين الماضيين؛ فضح قادة عسكريين بارزين مؤامرة تنظيم الإخوان والتي سهلت اجتياح مليشيات الحوثي لـ3 مديريات هي “بيحان” و”عسيلان” و”عين” بهدف توسيع رقعة نفوذ الحوثيين جنوبا وخنق محافظة مأرب.
ويوم الأربعاء كشف الرائد عادل بطم، قائد كتيبة سلمان الحزم في محور عتق العسكري، معلومات جديدة تدين مليشيات الإخوان بتسليم مديريات بيحان الثلاث لمليشيا الحوثي.
وظهر الرائد بطم، في مقطع فيديو تحدث فيه عن خيانة بيحان، مؤكداً أن قيادات الإخوان العسكرية والمدنية في شبوة مهدت لتسليم المناطق الثلاث بخفض مستوى درجة الجاهزية القتالية وسحب الإمكانيات العسكرية.
وأوضح أن قيادات الإخوان في شبوة أزاحت منسوبي الوحدات العسكرية غير الموالين لفكر الإخوان والحوثيين، من بيحان، وأعطتهم إجازة مفتوحة تمهيداً لتسليمها للحوثيين.
وذكر أن هذه القيادات أبلغت أفراد وضباط الوحدات العسكرية قبل تسليم بيحان، بأن الحوثيين “سيأتون إلى منطقتي الصفراء وسليم وأنها ستتفاهم معهم”، مؤكداً بأنها قبضت ثمن تسليم بيحان، واستثمرت مبالغ مالية كبيرة في مشاريع بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وحذر المسؤول العسكري، في محور عتق، من مخطط تنظيم الإخوان لتسليم المزيد من المناطق للحوثي، وقال إنهم الإخوان “يبيعون شبوة جهارا نهارا وعلى أبناء المحافظة النهوض والدفاع عنها”.
وكان مدير مكتب قائد محور عتق، واللواء 30 مشاة، العميد الركن ناصر علوي النسي، قد ظهر في مقطع فيديو، أكد فيه أن “خيانة قيادة الإصلاح المدنية والعسكرية وتسليم مديريات شبوة للحوثيين موثقة، وأن سقوط المديريات الثلاث تم خلال فترة زمنية قصيرة جدا، ودون أية مقاومة تذكر”.
ودعا العميد النسي، الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي إلى “اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد كل المتورطين بتسليم المديريات الثلاث للمليشيات الحوثية”، بينما حذر قيادة التحالف من “مخطط الإخوان تسليم بقية مديريات المحافظة” وطالب قبائل شبوة بـ”حماية مناطقها والدفاع عنها”.
وتطرق إلى “حملة الإقصاء والتهميش التي مارستها قيادات الإخوان العسكرية في شبوة، بحق الضباط والقادة العسكريين من أبناء المحافظة، واستبدالهم بعناصر إخوانية من المستجدين، الذين منحت لهم رتبا عسكرية غير قانونية”.
وقال مدير مكتب قائد محور عتق إن “منع الضباط المؤهلين عسكريا والمحترفين، وهم أصحاب رتب عسكرية كبيرة، من أداء دورهم في مناصبهم، وسيطرة الإخوان على القرار العسكري، هو سبب كل الهزائم والخذلان الذي شهدته وتشهده محافظة شبوة”.
مطالبات بتدخل عاجل
وأطلقت قيادات عسكرية من اللواء “30 مشاة” واللواء “19 مشاة” و”محور عتق” والتي تنتشر في عاصمة محافظة شبوة ومحيطها، سلسلة تحذيرات من المؤامرات المشتركة للحوثيين والإخوان.
حيث دعا أركان حرب اللواء 30 مشاة في شبوة العقيد ركن علي عمر الحاثلة، رجال القبائل وقوات التحالف لسرعة التدخل لإنقاذ المحافظة من مخططات الإخوان والحوثيين، مبديا استعداده وقواته للعمل مع التحالف بقيادة السعودية لمواجهة الجماعتين.
وقال العقيد الحاثلة، في مقطع فيديو:”نناشد الرئيس وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية بسرعة التدخل لإنقاذ شبوة بعد تسليم تنظيم الإخوان الإرهابي مديريات بيحان الثلاث للمليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا”.
بينما وصف قائد الكتيبة السادسة في اللواء 19 مشاة وأحد الضباط المشاركين في تحرير مديريات بيحان 2017 المقدم عبدالكريم العياشي خيانات الإخوان بـ”الطعنة الغادرة”.
وطالب المقدم العياشي، في تسجيل مصور، بإنهاء سطوة الإخوان في شبوة والذين يختطفون السلطة، داعيا الضباط الشرفاء من القادة العسكريين ورجال القبائل إلى اتخاذ موقف عاجل والاحتشاد للدفاع عن المحافظة وطرد الإخوان واستعادة المناطق التي استولت عليها المليشيات الحوثية.
وحذر المسؤول العسكري من حرب الاستنزاف التي يمارسها الإخوان ضد التحالف العربي، مشددا على ضرورة بناء موقف حاسم من قوات التحالف لأن المعركة أصبحت مع الحوثيين من الأمام والإخوان من الخلف.