البرلمان والحكومة والأحزاب تتحرك لإنقاذ تعز من الإخوان
لم يحدث أن اجتمعت كل القوى اليمنية داخل الشرعية ضد طرف محلي بعد مليشيا الحوثي كإجماعها على المطالبة بإنقاذ محافظة تعز من جرائم مليشيا الإخوان.
وألهبت جريمة بشعة ارتكبتها مليشيا الإخوان المسلمين في تعز سخط الجميع، حيث تعرضت إحدى الأسر في المدينة التي تحكمها قوات الإخوان إلى إبادة جماعية على أيدي قيادات عسكرية إخوانية.
وقتل 6 من أفراد عائلة واحدة في هجوم بربري لعناصر مسلحة يقودها أحد أمراء الحرب الإخوان كما لم تسلم النساء من اعتداءات العصابة التي اقتحمت منزل عائلة “ال الحرق” في تعز وحولته إلى ساحة حرب قتلت واختطفت ونكلت بالجميع.
وكشفت الجريمة تورط قيادات الإخوان العسكرية الكبيرة في دعم عصابات نهب الأراضي والسطو على ممتلكات سكان المحافظة بقوة السلام حيث كان السبب الرئيس لمهاجمة العائلة المستهدفة رفضها تسليم قطعه أرض لأحد زعماء العصابات الإخوانية تحت تهديد السلاح.
وفيما طالبت أسرة الحرِق، بمدينة تعز (وسط اليمن) بالكشف عن المفقودين والجرحى من أبناءها المعتقلين لدى مليشيا الإخوان، وتمكينهم من التواصل مع أهلهم لا يزال قيادات الإخوان المسلمين العسكرية تطلق الوعود بملاحقة المجرمين ومحاسبتهم.
وطالبت الأسرة في مناشدة، أطلقتها أمس الجمعة 13 أغسطس 2021، بحماية أبنائها من المسلحين الذين “يعيثون نهبًا وفسادًا في المدينة”، بحسب وصفها.
وشككت في التحقيق الذي تقوم به قيادات الإخوان الأمنية خاصة وأن المتهمين هم ضمن قوام قوات الإخوان ومليشياتهم المسلحة مطالبة بوجود ممثلين عنها في إجراءات التحقيق؛ للاطلاع على مجريات التحقيق؛ منعًا “لتمييع القضية ودفنها”.
وقالت الأسرة إن أهالي الحرق تعرضوا للقتل والاختطاف والتنكيل، واقتحام منازلهم ونهبها وإحراق وترويع النساء والأطفال، ومحاصر حي بير باشا بأكمله.
وكان رئيس الحكومة، قد وجه أمس وزارة الداخلية والسلطة المحلية بمحافظة تعز، بوضع حد للأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخراً.
كما وجّه الأجهزة العسكرية والأمنية بالعمل على ضبط الفوضى والانفلات وملاحقة المجرمين أياً كانوا، ووقف أعمال التعدي على الممتلكات العامة والخاصة ونهب حقوق المواطنين.
والخميس أيضا، دعا 32 من أعضاء مجلس النواب، الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى تشكيل لجنة عليا محايدة للوقوف على الاختلالات الأمنية في مدينة تعز.
وقال أعضاء البرلمان في مذكرة رفعت إلى الرئيس هادي، وصلت إلى “العين الإخبارية” نسخة منه، إن “مجاميع معروفة ومطلوبة للعدالة بتهم جسيمة منها القتل والحرابة وقطع الطرق والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والبسط على منازلهم وأراضيهم، قد عكست نفسها وبشكل كارثي ومدمر على حياة كل أبناء مدينة تعز”.
وطالب البرلمانيون “بسرعة تشكيل لجنة رئاسية عسكرية وأمنية محايدة وتكليفها بالنزول العاجل إلى مدينة تعز للوقوف على مجمل الاختلالات الأمنية في المدينة والمحافظة وتحديد من يقف وراءها”.
وفي ذات السياق، شهدت مدينة تعز، أمس الجمعة، مظاهرة شعبية تنديدًا بالاختلالات الأمنية والأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة.
وردد المشاركون في المظاهرة التي أقيمت أمام مبنى السلطة المحلية وسط المدينة، هتافات وشعارات تطالب بوضع حدٍ لاعتداء “العصابات” على الأراضي ورفع الغطاء عنها.