مباحثات إيرانية إخوانية لنقل مقر التنظيم من تركيا إلى طهران
بحثت قيادات إيرانية وأخرى في التنظيم الدولي للإخوان، استغلال التطورات في اليمن وأفغانستان لصالح تحويلهما إلى “ملاجئ آمنة” للتنظيم، خاصة في ظل الفوضى التي تعصف بهذين البلدين.
وتم اللقاء، الذي شارك فيه القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، إبراهيم منير، عبر الإنترنت على هامش المؤتمر الـ 14 لما يسمى بـ”منتدى الوحدة الإسلامية”، الذي عقد يومي 9 و10 يوليو الجاري، بالعاصمة البريطانية لندن.
وشارك في المؤتمر إلى جانب منير، كلا من رئيس ما يسمى بـ”جماعة علماء العراق” الإخواني خالد الملا، ورئيس ما يسمى بـ”مجلس علماء فلسطين” حسين قاسم، ورئيس حزب “حركة البناء الوطني” المقرب من الإخوان في الجزائر، عبد القادر بن قرينة.
ومن السودان، شارك منسق “المبادرة الوطنية للتغيير” محمد حسب رسول، ومن لبنان رئيس “اتحاد علماء المقاومة” الموالي لميليشيات حزب الله، الشيخ ماهر حمود إمام مسجد صيدا.
ومن إيران، حضر عضو مجلس خبراء القيادة محسن الآراكي، والمعروف بعلاقته الوثيقة بالتنظيم الدولي للإخوان، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب حميد شهرياري، المشرف على اجتماعات ولقاءات ما يسمى بـ”الوحدة الإسلامية”، والباحث اللبناني الشيخ جعفر فضل الله.
الاختراق من بوابة “الوحدة والمقاومة”
وينظر لاجتماعات ما يسمى بـ”المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب” الذي يدعي أن هدفه تحقيق “الوحدة الإسلامية” كغطاء للاستخبارات الإيرانية في التواصل مع الأطراف المعنية المنطقة وخاصة التنظيم الدولي للإخوان وما يسمى محور المقاومة الذي تختصره إيران في الدول والتنظيمات الموالية لها.
وتسعى لأخذ شرعية أمام شعوب المنطقة تحت شعارات أنها رمز “المقاومة” ضد ما تسميه بـ”الاستكبار العالمي” في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، ولمناصرة المستضعفين، في إشارة إلى الشعوب التي تحكمها أنظمة تعتبرها إيران خارج “محور المقاومة” وتصفها بـ”الديكتاتورية”.
وعلى هامش المؤتمر تناول اجتماع عقدته الأطراف المعنية ملفات مهمة، في مقدمتها ملفي اليمن وأفغانستان، ومستقبل التنظيم الدولي للإخوان، والتنسيق بين الجماعات المتشددة إيران.
كما شدد المتحدثون خلال المؤتمر على زيادة دعم ما يسمى محور المقاومة في المنطقة، والتأكيد على أنه الجهة الوحيدة التي تحقق طموحات شعب المنطقة في مقاومة إسرائيل والولايات المتحدة والمشاريع الاستعمارية الجديدة.
وبحسب تصريحات منسق المؤتمر الشيخ حسن علي التريكي لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن المؤتمر أكد على رفضه الدائم للنزعات بين المسلمين، داعيا إلى الوحدة والحوار والإصلاح.
وأضاف التريكي أن المؤتمر طالب بتوجيه كل الجهود إلى “مواجهة المستكبرين والدفاع عن المظلومين والمستضعفين”.
الحوثيون يكشفون التنسيق مبكرًا
وفي يونيو 2021، قال القيادي في ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من طهران، محمد علي الحوثي عن إن جماعته على استعداد لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية الفارة من مصر إلى تركيا، كاشفا الخطط الإيرانية والإخوانية في وقت مبكر.
وعلى حسابه على موقع تويتر، رحب الحوثي، وهو عضو فيما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، بالإعلاميين محمد ناصر ومعتز مطر الفارين من العدالة في مصر، مبديا استعداده تقديم الحماية لهما بعد أن بدأت أنقرة تضيق الخناق عليهما لتحسين فرصتها في مفاوضات تطبيع العلاقات مع مصر.
ويعرف عن ناصر ومطر انتماؤهما إلى قنوات تحرّض على العنف والفوضى في مصر.
الإعلاميان معتز و محمد ناصر
أهلا وسهلا بكما في صنعاء بكامل الحرية في أرضناوستجدان بإذن الله كرم الشعب اليمني وحمايته فلقد وقفتما مع اليمن وتألمتما على الشعب والعدوان عليه
أهلا بكما
ولا تلتفتا لكذبة قتالنا لإخوان اليمن (الإصلاح)
فهم من يقتل الشعب خدمة للعدوان#نفط_اليمن_ينهب pic.twitter.com/rcyPe3JzP9— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) ٢٦ يونيو ٢٠٢١
تنسيق متجدد
التنسيق الإيراني الإخواني ليس بجديد، فقد كشفت وثائق مسربة للاستخبارات الإيرانية، نشرها موقع “إنترسيبت” الأميركي،عن اجتماعات سرية بين الحرس الثوري وقيادات في التنظيم الدولي للإخوان في تركيا، أبريل 2014، منهم إبراهيم منير، ومصطفى ومحمود الأبياري، ويوسف مصطفى ندا، من أجل ضرب المصالح السعودية، ووضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة خاصة في اليمن.
واللافت أن هذه الاجتماعات سبقت بـ 5 أشهر فقط اجتياح ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لشمال اليمن وفرض سيطرته عليه، ومطاردة الحكومة الشرعية التي انتقلت إلى عدن في جنوب البلاد؛ وهو ما دفع السعودية لتشكيل التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية وعلى رأسها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وحينها وصف المبعوث الأميركي السابق الخاص بإيران، براين هوك، هذه الاجتماعات بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان في تركيا بأنها اجتماعات بين كيانين إرهابيين وليست بالأمر المفاجئ.