باحثون سياسيون: معركة البيضاء أثبتت هشاشة الحوثي وتخاذل الشرعية
أثبتت معارك البيضاء جنوب شرقي اليمن، هشاشة المليشيا الحوثية الموالية لإيران، وتخاذل الشعرية مع القبائل اليمنية، الرافضة لإنهاء الحرب في اليمن.
واعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر، أن معركة البيضاء أثبتت هشاشة الميليشيات الحوثية، وأن توحيد كافة المكونات السياسية اليمنية سيكون سببا في إسقاط الحوثي سريعا وإنهاء الحرب في اليمن.
ولفت الطاهر في تصريح لـ”العرب” إلى أن “معركة البيضاء تمثل اختبارا حقيقيا لجدية إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه تسلّط الضوء على حقائق كثيرة تتعلق بتخاذل بعض الأطراف المحسوبة على الشرعية، وعدم تحريك جبهات قانية وناطع وتعز، وكذلك إسناد قبائل البيضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى إعادة قراءة كاملة لخطط واستراتيجية التحرك العسكري”.
وفضل الطاهر عدم ربط ما يجري في البيضاء بالعملية السياسية، مشيرا إلى أن ما يحصل في البيضاء هو “انتفاضة شعبية مسلحة طبيعية، بعد سنوات من الظلم والقهر والتسلط الحوثي بحق أبناء محافظة البيضاء، ومن يقاتلون اليوم لا علاقة لهم بالسياسة، وهم مجموعة يمنيين شردهم الحوثي من منازلهم وقراهم لمدة سبع سنوات، وسكنوا الجبال والوديان، واستعادوا قراهم ومنازلهم برفقة قبائلهم المجاورة”.
ومن جهته اعتبر الصحافي والباحث السياسي اليمني عبدالوهاب بحيبح أن محافظة البيضاء لا تقل أهمية عن محافظتي الحديدة وصنعاء من الناحية الجيوستراتيجية في اليمن.
وتقع محافظة البيضاء وسط اليمن وتتصل بثماني محافظات (صنعاء ومأرب وذمار وإب والضالع ولحج وأبين وشبوة) ومن شأن تحقيق الانتصار والتقدم فيها وصولا إلى استعادتها أن يمهد الطريق للتقدم صوب عدد من المحافظات أهمها ذمار وإب، وهذا يعني وصول طلائع الجيش الوطني إلى مخزون الميليشيا البشري.
وأكد بحيبح في تصريح لـ”العرب” أن تحقيق التقدم في هذه المحافظة يعد تطورا استراتيجيا بكل المقاييس، فمعركة البيضاء هي من “ستحدد خارطة الحرب مستقبلا لما تتمتع به المحافظة من موقع استراتيجي يتوسط البلاد، وهذا الموقع هو ما يجعلها تلعب دورا حاسما في تطورات الحرب في اليمن”.
أهمية محافظة البيضاء
وتكمن أهمية محافظة البيضاء أنها تتوسط 8 محافظات، هي “مأرب وشبوة وأبين ولحج والضالع وإب وذمار وصنعاء”، خمس من تلك المحافظات “محررة”، ومنها يجري التقدم في جبهات البيضاء حاليا لتحريرها، والوصول مباشرة إلى صنعاء وذمار.
وتضم المحافظة 19 مديرية، وتقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء، وهي من المحافظات الرافضة وغير الحاضنة للميليشيا الحوثية، وتوجد فيها مقاومات محلية في عدة مديريات تقارع الحوثيين منذ العام 2015.