تعز.. ١٠ أعوام من الفوضى والخراب في عهد الإخوان
اتسعت رقعة الفوضى في مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن) في الوقت الذي تواصل فصائل الحزب حملتها ضد القيادات المعارضة والصحفيين والناشطين داخل المحافظة.
ووسط زيادة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، واتساع رقعتها ضد فساد السلطة الإخوانية، لجأت “الأخيرة” إلى تحريك كتائبها المسلحة لاصطياد مناهضيها.
وضمن سلسلة اصطياد والاعتداء على المنتفضين ضد الفساد الإخواني، اعتدى عناصرها المسلحة، بقيادة المدعو قائد الطويل، على الناشط والمعارض لتنظيم عبدالحليم المجعشي، في مدينة تعز، في ظل أوضاع متوترة تشهدها المحافظة على الصعيدين السياسي والأمني.
وهاجمت عناصر التنظيم المسلحة، “المجشعي” أثناء خروجه من أداء صلاة العشاء، بعصا خشبية، وركزت هجومها على قدمه اليمنى جوار الركبة،مما تسبب في سقوطه ودخوله في حالة إغماء.
وتدخل بعض المارة، لمنع العصابة الإخوانية من الإجهاز على الناشط “المجعشي”، وتم نقله إلى مستشفى الثورة، وتبين أنه أصيب بكسر في القدم.
ولدى مغادرته المستشفى، حرّر المجشعي بلاغًا في قسم الشرطة، لكن فوجئ بمطالبته بدفع مبالغ مالية للأطقم من أجل مطاردة الجاني وضبطه، دون أن يتم القبض على الجاني حتى الآن.
الاعتداء على المجشعي جاء بعد يومين من حادثة محاولة اغتيال تعرض لها الناشط المناهض لتنظيم الإخوان عبد الله فرحان في مدينة تعز، لمحاولة اغتيال على يد مسلحين أثناء قيادته سيارته في منطقة حبيل سلمان بمدينة تعز، لكن نجا من الهجوم وفرّ من المسلحين.
ولم يصب الناشط فرحان بأذى، فيما دمرت زجاجات وإطارات سيارته، بينما فر المسلحون إلى جهة مجهولة، دون أن تتعقبهم جهات الأمن.
خطة استهداف المعارضين
وتصاعد حدة الاعتداءات ضد النشطاء جاء تنفيذًا لخطة وضعها حزب الإصلاح في محافظة تعز، وتضمنت العمل على استهداف المعارضين الذين يحشدون للمشاركة في الاحتجاجات المندلعة ضد الفساد.
وحرك حزب الإصلاح، محور تعز الخاضعة لسيطرته، للتحرك من أجل إخماد الاحتجاجات عبر تتبع القيادات والشخصيات الناشطة على الصعيد السياسي، سواء من خلال اعتقالها أو اغتيالها، إذ تتهمها قيادة المحور بأنها تعمل على تكدير الأمن العام.
لجوء تنظيم الإخوان لقمع الاحتجاجات يراه محللون معبرًا عن موجة قلق من خروج الأمور عن السيطرة، إذا ما اتسعت رقعة الغضب من جرّاء ممارسات الفساد التي ترتكبها السلطة الإخوانية المسيطرة على محافظة تعز.
واستغلت السلطة الإخوانية قبضتها على محافظة تعز، وتوسعت في ممارسات الفساد من جانب، مع العمل على ترسيخ سلطة قمعية تتوسع في ارتكاب الانتهاكات والجرائم ضد معارضي التنظيم.
جرائم متصاعدة
ووثقت تقارير حقوقية، أن مليشيا الإخوان ارتكبت 30 ألف انتهاك في مدينة تعز خلال الفترة من 2015 إلى 2020، بما فيه تشييد 30 سجنا سريا، وجرائم إعدامات وتصفيات فردية وجماعية ضد كل من يعارض سياسات حزب الإصلاح.
وتعيش تعز حاليًّا أوضاعًا شديدة الالتهاب بالنظر إلى اتساع دائرة الاحتجاجات على فساد السلطة الإخوانية هناك، وما أحدثه ذلك من تزايد كبير في الأعباء على قطاعات عريضة من السكان، عبر فرض الإتاوات والجبايات ونهب التبرعات والسطو على الأموال العامة، بما ساعد قيادات الإخوان على تكوين ثروات ضخمة.
وأكثر جرائم الفساد الإخوانية التي أثارت غضًا عارمًا تمثلت في إعلانها السلطات في تعز نفيرًا عامًا وتعبئة عسكرية لمواجهة الحوثيين، وتسخير كافة الجهود المالية في سبيل ذلك، بما فيها استقطاع أقساط من مرتبات الموظفين المدنيين، دون أن يحدث شيء على الأرض.
وتشهد جبهات القتال في الحوثيين والإخوان في تعز، موتًا سريريًّا، عزَّزته اتفاقات مشتركة بين الجانبين، قادت إلى تعزيز سيطرتهما على المحافظة بالتقاسم فيما بينهما.