(عكفة) اليمن.. وعيد آخر عبيد أمريكا
فجر العبيد في مختلف مراحل تطور المجتمع البشري ثورات مزلزلة ضد مستعبديهم من طبقة (السادة)، غيرت مجرى التاريخ، وتكللت بإسقاط نظام العبودية وتحرير الإنسان من حكم الرق الفضيع.. ولعل ثورة “سبارتاكوس” محرر العبيد الأول في روما، مثلت نقطة تحول تاريخية في نضال الإنسان من أجل الحرية والمساواة.
وبعد قرون من النضال من اجل تحطيم الأغلال التي تكبل أعناقهم، انتصر العبيد وتخلصوا من المستعبدين، ومن العبيد الذين ظلوا يدافعون عن العبودية في آن معا.. فهؤلاء العبيد كانوا يغتالون أحلام وتطلعات مجتمعاتهم التواقة للتحرر من نير العبودية.
وما دفعني للكتابة عن العبيد، هو أن “الكونجرس الأمريكي”، اقر هذا الأسبوع تشريعًا قضى بإعلان يوم 19 يونيو من كل عام، يومًا وطنيًا لتحرير آخر العبيد في أمريكا، وكان هذا اليوم في عام 1865م.. هكذا تتجدد لدى الأمريكيين قيم ومبادئ الثورة حتى اليوم.
ما أحوجنا كيمنيين أن نتمثل قيم الثورة والجمهورية، وألا نتجاهل بشاعة نظام العبودية التي فرضها الأئمة على شعبنا لأكثر من ألف عام، وأن نستشعر مسؤوليتنا وألا ننجر إلى معارك هش الذباب، خصوصًا ونظام العبودية بات يهدد اليمن، فيما يجري تقسيم المجتمع إلى سادة وعبيد، وسط زوامل وبرع ومهرجانات يحشد فيها الناس من مختلف الفئات وتقشعر منها الأبدان.. وبالتزامن ينتشر جيش من (العكفة) لترسيخ نظام العبودية في البلاد بالحديد والنار.
الأمريكيون يسنون تشريعًا جديدًا، والرئيس بايدن يوقعه فورًا بسبب قيام جندي أبيض على قتل جندي أسود، على الرغم من أن ابراهام لنكولن أصدر قرارا في سبتمبر عام 1862م، بإعلان تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية، واليوم وفي عهد الرئيس بايدن يعلن يوم 19 يونيو يوما وطنيا.
إن الشعب اليمني يواجه اليوم عودة أبشع الأنظمة العبودية في تاريخ البشرية، وهذا هو الخطر والتحدي الحقيقي أمام القوى الوطنية في معركتها ضد ميليشيا الحوثي الكهنوتية..
فكل الجبهات المدافعة عن الجمهورية تصطدم بجحافل العبيد أو ما يطلق عليهم مسمى (العكفة) والذين يقاتلون بوحشية لترسيخ نظام (السادة) وتحويل الشعب إلى عبيد لهذه السلالة.
منذ ألف عام والشعب اليمني كلما قام بثورة للتحرر من عبودية سلالة الدجل والكهنوت، سرعان ما يطلقون عليه (العكفة) لإبادة الثوار، فتتوقف الحياة في البلاد.
لقد أطلق قادة الحركة الوطنية كلمة (عكفي) على جيش الإمام، وهي كلمة لا وجود لها في قواميس اللغة العربية بحسب علمي، وإنما استخدمت لتحقير الإنسان، فالعكفي كان وما يزال اشر وأنذل وأحقر العبيد، أنه يقوم بقتل من يسعون إلى تحريره من العبودية ويصرخ بنشوة البهائم .
وهكذا صارت كلمة (عكفي) تستخدم كمصطلح سياسي لوصف عساكر الأئمة الذين كانوا أشبه بقطيع من العبيد المسعورين الذين يطلقهم الكهنة للفتك بالأحرار الذين يقاومون بطش وطغيان واستبداد وإرهاب الأئمة، وكل من يرفع صوته منددًا بأعمالهم التي لا يقرها دين ولا شرع ولا عرف، أو من يطالب بحقوق الناس، أو يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.
لقد أسام (العكفة) الشعب اليمني صنوف العذاب، واحرقوا الزرع وفجروا البيوت ونهبوا ممتلكات الفلاحين والتجار الصغار والحرفيين باسم دفع الزكاة وطاعة ((سيدنا ومولانا الإمام )).. ووصلت وحشية وإجرام (العكفة) إلى نهب أبواب وأخشاب منازل المواطنين، ولم يترددوا عن قتل امرأة دافعت عن دجاجاتها وما تحمله من أسورة معدنية لا قيمة لها.
اليوم.. في كل الجبهات نواجه قطيع مسعور ومنفلت من (العكفة) أعاد إنتاجهم المجرم والكاهن عبد الملك الحوثي باسم (الجيش واللجان الشعبية) وأطلقهم ليعيثوا في ارض اليمن فسادا.
هؤلاء العبيد، يقتلون أبناء الشعب بوحشية كما حصل في ثورة ديسمبر في العاصمة صنعاء، وفي حجور والعود والبيضاء والجوف وغيرها.. نفس (العكفة) الذين اشتهروا بقتل الرضع وإزهاق أرواح النساء سواء ذبحا “بجنابيهم” أو بالصواريخ الباليستية، جماعة احترفوا القتل ويتلذذون بسفك دماء أبناء جلدتهم، يرتكبون كل هذه الجرائم مقابل وجبة أكل و(قرطاس شمه) و (علاقي قات مدعس)، إنهم لا يتقاضون حتى أجور ما يرتكبوه من جرائم، وليس لهم حقوق أو امتيازات، ولا يقومون بذلك دفاعا عن قضية أو لتحقيق هدف ما..
فعلا، إنهم أقبح العبيد في تاريخ البشرية، وخطر (العكفة) اليوم يهدد إنسانية كل يمني، إنهم يقاتلون من اجل إخضاع الشعب للسيد وسلالته، أشكالهم تثير الاشمئزاز وهم يهتفون و “يزوملون” ويواصلون هد أسس النظام الجمهوري ، ويدوسون على الدستور والقوانين، يفعلون ذلك إرضاء لسيدهم القابع في كهف مران..
أرتال من هؤلاء (العكفة) يموتون يوميًا في الجبهات ولا بواكي عليهم، بل وصل بهم الانحطاط إلى القبول بأن تصبح بناتهم جواري وأولادهم عبيد، أي مخلوقات هؤلاء وأنت تشاهدهم يهاجمون بيوت الله مثلما هاجموا في ثورة 1948م الجامع الكبير بصنعاء بدعوى أن (المدسترين) صلوا داخله.
هناك الكثير من مقاطع الفيديوهات التي تكشف وتوثق جرائم (العكفة) وهم يستبيحون كل شيء.. ينهبون أموال الناس.. يفجرون البيوت ومدارس تحفيظ القران الكريم، يحرقون المحلات التجارية في صنعاء وغيرها.. يهاجمون محلات الصرافة وأصحاب البسطات، ويقتلون المواطنين داخل بيوتهم ويقومون بسحب أجسادهم أو (الدردحة) بهم في الشوارع… كل هذه الجرائم لن تمر دون عقاب مرتكبيها.
في أمريكا أصدروا حكمًا بإعدام الشرطي الأبيض الذي أقدم على قتل زميله ذو البشرة السوداء، ولم يكتفوا بذلك، بل سنوا تشريعا ثوريًا من روح ثورة “سبارتاكوس” و “ابراهام لنكولن”..
وفي اليمن.. يتعامل الحوثة مع شعبنا وكأنهم أصبحوا مجرد عبيدا.. فلا يتم قتل سيد بقبيلي، بل أنهم أصدروا فتوى بعدم زوج القبيلي من بناتهم.. كما سنوا تشريعا منحوا لسلالتهم الخمس من ما يملكه اليمني ومن ثروات البلاد.
يااااه.. ما أتفه صراعات بعض المدافعين عن الجمهورية، انظروا العالم كيف يعالج مشاكله بعقليات وطنية وإنسانية.. إن (العكفة) جاهزون لبيعكم وأحزابكم في سوق النخاسة، إذا لم تتعاملوا كأحرار لمواجهة (العكفة).