هيومن رايتس ووتش: الحوثيون يخاطرون بصحة المدنيين ويقوضون الجهود الدولية لتوفير لقاحات كورونا
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الثلاثاء 1 يونيو 2021، إن “القرار المتعمد من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، بإخفاء العدد الحقيقي لحالات كورونا ومعارضتها للّقاحات يهددان حياة اليمنيين”.
وقال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط في المنظمة إن :”التظاهر بعدم وجود فيروس كورونا ليس استراتيجية لتخفيف المخاطر ولن يؤدي إلا إلى معاناة جماعية.”
ودعا بيج الحوثيين “على الأقل ضمان الشفافية حتى يتمكن المدنيون الذين يعيشون في مناطقها من فهم حجم الوباء وتسهيل خطة تلقيح دولية تلبي الاحتياجات على الأرض”.
وحسب التقرير الذي نشر الاثنين، فإن مليشيا الحوثيين تحجب المعلومات حول مخاطر فيروس “كورونا” وتأثيره، وتقوّض الجهود الدولية لتوفير اللقاحات في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
وأورد أنه “منذ بداية انتشار الوباء في اليمن في أبريل/نيسان 2020، سعى مسؤولون حوثيون إلى نشر معلومات مضللة حول الفيروس واللقاحات”.
وقال تقرير المنظمة: “تلقى اليمن 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينكا في 31 مارس/آذار كدفعة أولى، وهي جزء من 1.9 مليون جرعة من المقرر أن يتلقاها اليمن طوال 2021. وفقا لخطة التلقيح اليمنية، الفئات ذات الأولوية خلال المرحلة الأولى هي العاملين في الرعاية الصحية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما، والمصابين بأمراض مصاحبة، والفئات الاجتماعية غير القادرة على ممارسة التباعد الجسدي، مثل النازحين داخليا واللاجئين”.
الخطة كانت تنص على أن ” الحوثيين ستتلقى اللقاحات لتوزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يشمل صنعاء ومحافظتَي إب والحُديدة. مع ذلك، قال مصدر طبي قابلته هيومن رايتس ووتش ولديه معرفة مباشرة بالوضع، إن عدم تعاون الجماعة مع “منظمة الصحة العالمية” والحكومة اليمنية منع وصول أي لقاحات إلى الشمال. نتيجة لذلك، حتى كتابة هذا التقرير، اللقاحات جارية في الجنوب فقط”
ونقلت عن ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أدهم رشاد عبد المنعم إن الحوثيين وافقت في البداية تحت الضغط على قبول 10 آلاف جرعة لقاح، لكن لم تُسلّم اللقاحات بعد أن وضعت الحوثيين شرطا يقضي بأنه لا يمكن توزيع اللقاحات إلا من قبلها دون إشراف منظمة الصحة العالمية. رفضت منظمة الصحة العالمية لأنها بحاجة إلى ضمان عدم تحويل وجهة اللقاحات.. في اليوم التالي، صرّحت منظمة الصحة العالمية في منشور على صفحتها في “فيسبوك” أن الحوثيين طلبت قبول ألف جرعة فقط بدلا من 10 آلاف، بشرط زيادة حصة الجرعات إلى الشمال في الدفعة التالية من اللقاحات.
وأوردت المنظمة إن عددا من مسؤولي الحوثيين قدموا معلومات مضللة حول كورونا، قائلين إن الفيروس “مؤامرة”.
وقال عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة في مارس 2020 على قناة المسيرة، إن الفيروس مؤامرة أمريكية.. يتحدث البعض من الخبراء في… الحرب البيولوجية عن أن الأمريكيين اشتغلوا منذ سنوات… للاستفادة من فيروس كورونا… ونشره في مجتمعات معينة”.
وأضافت المنظمة: بحسب تقارير، توفي العديد من المسؤولين الحوثيين بأعراض مرتبطة بكورونا خلال الأشهر القليلة الماضية.
في #اليمن، تعتّم سلطات الحوثيين على أعداد الإصابات بـ #فيروس_كورونا وتروّج معلومات خاطئة عن المرض واللقاح. أيضا، أفاد موظفون طبيون عن عرقلة عملهم بالترهيب والفساد.
هذه حتما ليست استراتيجية لمعالجة الأزمة الصحية
تفاصيل في تقرير @hrw_ar ⬇https://t.co/mJiut0lIIK pic.twitter.com/vxFMzdWSgj
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) ١ يونيو ٢٠٢١
ونقلت عن عاملين صحيين إنهم “يعتقدون أن الحوثيين يرفضون الاعتراف بالوباء لإبقاء الاقتصاد مفتوحا بالكامل والسماح للنخبة السياسية باستغلال الرسوم الباهظة المفروضة على الشركات”.
وجاء في التقرير: “قال الموظفون الصحيون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن عدم شفافية المليشيا الحوثية ومعلوماتهم المضللة عرّضت صحة المواطنين للخطر ومنعت الجهود للحماية من انتشار الفيروس. قال عاملان صحيان إنه بعد بدء الموجة الأولى في صنعاء في مايو/أيار 2020، وضع الحوثيون وحدة مخابرات خاصة تحت إمرة “جهاز الأمن السياسي” التابع للجماعة في المراكز الطبية، على ما يبدو لتخويف وتهديد موظفي القطاع الصحي وللحد من إيصالهم المعلومات إلى وسائل الإعلام أو المنظمات الدولية”.
ونقلت عن مصدر طبي على معرفة مباشرة بظروف الإجراءات، “طلبت منظمة الصحة العالمية من المليشيا الحوثية تقديم طلب إلى المنظمة للحصول على لقاحات، لكن الحوثيين تأخروا وتجاوزا الموعد المحدد. أضاف: “لم تتعاون المليشيا الحوثية في الوقت المناسب مع المجتمع الدولي لضمان حصة شمال اليمن من اللقاحات المخصصة. قدمت الحكومة اليمنية طلبا للحصول على لقاحات لجنوب وشرق اليمن، ووافقت فيما بعد على مشاركة عدد من هذه اللقاحات مع الشمال”.
وقال المصدر إن الأمر تطلب مفاوضات كثيفة للتوصل إلى اتفاق تقبل بموجبه المليشيا الحوثية 10 آلاف جرعة من اللقاح، أحد الشروط التي وضعها الحوثيون نصّ على ألا يكون هناك تغطية إعلامية أو تعبئة اجتماعية لحملة التلقيح، وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير، لم تنفذ حملة التلقيح في الشمال.
سبعة موظفين صحيين تحدثوا للمنظمة إن عدم وضع خطة أو برنامج لمكافحة فيروس كورونا من قبل الميليشيا الحوثية زاد الوباء سوءا، وأضافوا أنه حتى قبل الوباء، قال بعض الحوثييين البارزين إن كافة اللقاحات هي برأيهم مؤامرة.
وأفاد ثلاثة موظفين صحيين آخرين إن الميليشيا الحوثية عينت أشخاصا غير كفوئين ينتمون إلى عائلات حوثية من فئة “الأسياد” من سلالة النبي محمد المباشرة في مراكز عالية في المرافق الطبية في صنعاء.
نشر بعض المسؤولين الحوثيين معلومات خاطئة حول الفيروس واللقاح. في مارس2020، عبد الملك الحوثي، قائد الجماعة، قال في حديث تلفزيوني أجرته قناة “المسيرة” الممولة من الحوثيين: يتحدث البعض من الخبراء في… الحرب البيولوجية عن أن الأمريكيين اشتغلوا منذ سنوات… للاستفادة من فيروس كورونا… ونشره في مجتمعات معينة”. وحذر الشعب من الذعر، قائلا إن الوباء يهدف إلى ترويع الناس وتخويفهم.
قال ثلاثة موظفين صحيين إنهم يرون عشرات المرضى يوميا لديهم عوارض تتفق مع الإصابة بفيروس كورونا، لا سيما أشخاص في الثلاثينات والأربعينات من العمر. قال الموظفون إنه نظرا لافتقارهم إلى القدرة على إجراء فحوصات PCR التشخيصية، يمكنهم فقط استخدام التصوير المقطعي للتشخيص السريري.
وقال موظف صحي في صنعاء: “الوضع الصحي فظيع. لا نملك القدرات الطبية لمواجهة الوباء. تصلنا الأدوية وقد نفدت صلاحيتها، فالإجراءات اللوجيستية للسماح بوصول المواد الطبية والأخرى إلى صنعاء تستغرق وقتا طويلا. لا يمكننا استيعاب الأعداد الكبيرة من إصابات كورونا لأننا لا نملك مراكز حجر كافية في صنعاء. في الموجة الثانية، لم تفرض الميليشيا أي قيود متعلقة بالصحة العامة على الإطلاق. علينا أن نعتبر كافة الحالات المشتبه بها على أنها كورونا نظرا إلى قدرتنا المحدودة لإجراء الفحوصات. نطلب من المرضى البقاء في منازلهم لأن مركزنا الطبي يرزح تحت وطأة عدد المرضى والأسِرّة دائما مليئة”.