زيادة المتسولين وأصحاب الحاجة في صنعاء بسبب سرقة الحوثيين لمرتبات اليمنيين
لم تتوقف معاناة الكثير من اليمنيين عند حالة العجز والألم، التي تعتصر غالبية الرجال جراء نهب الرواتب للعام السادس على التوالي، لكنها امتدت إلى المئات من الأمهات والفتيات اللاتي لجأن للتسول بشكل غير مسبوق في شوارع العاصمة صنعاء.
على جانبي شارع “القيادة” وشارع جولة “القاع” وسط العاصمة صنعاء، تقف عشرات النساء والفتيات مع أطفالهن بالقرب من نوافذ السيارات لاستعطاف المارة لمنحهن “صدقة”.
لا يكاد يخلو شارع في صنعاء من المتسولين، فالشوارع امتلأت بالباحثين عن المساعدة، بشكل غير اعتيادي، أكثر من أي عام مضى، ولم يعد غريبا أن يقصد متسولون مرتادي الكفتيريات والمطاعم لطلب الطعام والمال خاصة مع عدم استطاعة اغلب الأسر توفير احتياجات شهر رمضان التي تتضاعف عن الأشهر الاعتيادية، وارتفاع كافة اسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية بشكل قياسي في ظل تجاهل وصمت الجهات المعنية.
وتضطر كثير من الأسر إلى التسول نتيجة للوضع المأساوي الذي تعيشه، فالرواتب متوقفة وما يتحصلون عليه هو بالكاد لتوفير القوت الضروري، فيما كافة أسر القيادات والعناصر الحوثية منفردة تستلم مستحقات مالية وسلالا غذائية بشكل شهري ومستمر من المنظمات الاغاثية التابعة للأمم المتحدة.
وتفاقمت ظاهرة التسول خلال الثلاثة الأعوام الماضية جراء انهيار الأوضاع الإنسانية، وتردي الوضع المعيشي إلى أدنى مستوى، خصوصا مع استمرار حملات الجباية الحوثية تحت مسميات عدة التي تستهدف التجار والشركات والمصانع وغيرها والتي تنعكس سلبا على كاهل المواطن البسيط حيث يعوض المستهدفون من التجار خسارتهم بمضاعفة أسعار السلع التي يبيعونها للمواطنين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين.
وخلال السنوات الماضية، باع أغلب المواطنين ما تبقى من مدخرات النساء وممتلكاتهم وغرقوا بالديون لتوفير لقمة العيش لأسرهم في ظل استمرار الحرب التي اشعلتها المليشيا في 21 سبتمبر 2014 والتي اهلكت المواطنين وحولت حياة اغلب الأسر الى جحيم ولم تشعر بها مطلقا أسر القيادات والعناصر الموالية للحوثيين التي تعيش الكثير منها في بذخ وثراء فاحش.
يتجرع المواطن في مناطق سيطرة المليشيا صنوف المرارة والعذاب كل يوم اما باحثا عن المال لاطعام أسرته او لايجاد اسطوانة غاز او صفيحة البترول والديزل التي تصادرها المليشيات وتحرم السكان منها ووفرتها في السوق السوداء بعد رفعها إلى أسعار خيالية لا يطيقها أغلب المواطنين.
واعتاد سكان صنعاء الوقوف في طوابير لساعات وقد تصل ليومين متتاليين في إهانة متعمدة من قبل الحوثيين للحصول على اسطوانة غاز او صفيحة من المشتقات النفطية، وربما لا يحصل عليها، رغم تجاوز سعرها في السوق السوداء 11000 ريال.
ومع اقتراب العشر الأواخر لشهر رمضان المبارك تتضاعف متطلبات الأسر وهمومها باقتراب العيد حيث يعجز الكثير من ارباب الأسر عن توفير كسوة العيد لأطفالهم واصبح شراؤها مستحيلاً في ظل انعدام مصادر الدخل ونهب المليشيا للرواتب وتجاهل الحكومة اليمنية القابعة خارج الوطن لمعاناتهم اللا محدودة.
ويعيش الموظفون بشقيهم المدني والعسكري بلا رواتب منذ سبتمبر / أيلول 2016 وتوسعت دائرة الفقر والبطالة ارتفعت بشكل كبير فيما ارغم الوضع المعيشي الكثير من افراد الأسر وخاصة الشباب والأطفال للالتحاق والتجنيد بصفوف طرفي الصراع وخاصة الحوثيين والتحرك لجبهات القتال للحصول على مبالغ مالية لاعالة أسرهم.
وتمتنع مليشيا الحوثي عن صرف الرواتب، بحجة نقل حكومة هادي مقر البنك المركزي إلى مدينة عدن (جنوب)، العاصمة المؤقتة، فيما تقول حكومة هادي إن الحوثيين “نهبوا” منذ سيطرتهم على المصرف 4 مليارات و500 مليون دولار، كانت تمثل الاحتياطي النقدي للبنك، وإن الجماعة “تبدد إيرادات الضرائب والجمارك في دعم الحرب”.
وخلفت الحرب أوضاعا متردية للغاية، جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
المصدر: وكالة خبر