صنعاء بؤرة إرهاب لجرائم الحوثيين بعد سبع سنوات من اجتياحها
بعد 7 أعوام من اجتياح مليشيا الحوثي للعاصمة اليمنية، باتت صنعاء بؤرة للإرهاب المدعوم إيرانيا وتصاعدت انتهاكاتهم بحق المدنيين وفاقت حدود الجرائم ضد الإنسانية.
وارتفعت معدلات الجريمة في حاضرة اليمن التاريخية إثر سياسة “حوثنة الحياة” وقمع السكان من قبل عناصر وقادة الانقلاب المتشددة القادمة من جبال “صعدة” والتي تمارس القتل والاعتقال والمداهمات والنهب والسلب كعادة يومية.
ففي ظل قبضة قاسية لأذرعها الأمنية، أطلقت مليشيا الحوثي يد عصابات ومجاميع إرهابية منفلتة لنشر الفوضى والعبث بحياة الناس، وليست جريمة صنعاء والتي قتل فيها مئات المهاجرين الإثيوبيين حرقا الشهر الماضي إلا واحدة من آلاف الجرائم التي خرجت للعالم وكسرت حالة التعتيم.
وتحت عنوان “صنعاء سجن كبير”، سجل تقرير حقوقي حديث أكثر من 5 آلاف انتهاك حوثي خلال الـ 12 شهراً الماضية، تصدرتها الجرائم الإنسانية والفوضى الأمنية والإرهاب المنظم بمعدل ألفي و385 جريمة، فيما وثقت 900 جريمة قتل وإصابة واعتداءات بحق نساء صنعاء.
آلة الإرهاب الحوثية طالت شتى منحى الحياة، وهي جرائم جعلت أمانة العاصمة تبدو مدينة موحشة على اليمنيين، وساحة “سباق دام لعصابات مسلحة يديرها الحرس الثوري الإيراني على الإثراء والنفوذ”، وفقا للتقرير الصادر عن “مركز العاصمة الإعلامي” المدعوم من حكومة اليمن.
اغتيالات ومعتقلات سرية
ومن بين الـ10 مديريات التابعة لأمانة العاصمة، نالت مديرية “بني الحارث” نصيب الأسد بمعدل 326 جريمة ضد الإنسانية تنوعت بين القتل العمد والتصفيات الممنهجة لشيوخ القبائل واتخاذ المباني معتقلات سرية.
وطبقا للتقرير، اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، فقد ارتكب الحوثيون خلال العام الماضي 25 جريمة قتل عمد بما فيها زعماء قبائل كانوا موالين للمليشيا وأخرى لأطباء وموظفين رفضوا توجيهاتها، وأصيب 14 مدنيا إثر الرصاص المباشر لمسلحي الانقلاب بقصد القتل.
وشهدت المديرية 140 جريمة اختطاف، بالإضافة إلى تعرض قرابة 30 مواطناً للضرب المبرح من عناصر مسلحة مقربة من قادة المليشيات قبل أن يتم اقتياد بعضهم إلى عدد من السجون السرية والتي تعج بهم “بني الحارث”.
واستحدثت مليشيا الحوثي 10 سجون سرية في مبان تتبع قادة ومشرفي المليشيات الحوثية على رأسها مبنى سكني سابق يتبع قيادي يدعى “العندولي” وحولت غرف المبنى وأقبيته إلى مكان لإخفاء المدنيين وتعذيبهم من مختلف البلاد.
ووثقت فرق الرصد الميدانية 57 عملية اقتحام مسلحة استهدفت المستشفيات والمقار الصحية والمحال التجارية والمدارس والمطاعم في المديرية التي تعد أكبر مديريات أمانة العاصمة.
وتتشارك مع “بني الحارث” المصير ذاته نحو 9 مديريات أخرى، تم توثيق فيها 133 جريمة قتل عمد وتحت التعذيب لمدنيين وأسرى وإصابة 70 مدنيا آخرين و410 حالات اختطاف، و155 حادثة اعتداء جسدي بالضرب والتعنيف لنشطاء وفتيات وطلاب جامعات، و350 عملية اقتحام و13 واقعة إعاقة توزيع الإغاثة واحتجاز عاملي المجال الإنساني.
كما تتبع التقرير نحو 268 حكماً سياسيا أصدرتها المليشيات ضمن الإجراءات التعسفية التي تنتهجها بحق السياسيين والصحفيين والمعتقلين المدنيين.
ونهب الحوثيون وصادروا 42 مؤسسة بالقطاع الخاص تابعة للمناهضين السياسيين و144 عملية مصادرة لملايين الريالات من العملة الوطنية من قبل تجار ومصارف.
كما قامت بالسطو المسلح على 223 أرضية تعود ملكيتها لمواطنين وللدولة، وصادرت 14 عقارا للطائفة البهائية، وتسببت بـ 23 حريقا في محطات ومخازن للسوق السوداء و300 عملية احتجاز لشاحنات الوقود على أبواب صنعاء بغرض افتعال أزمة وقود، وفقا للتقرير الحقوقي.
تجنيد للطلاب والمهاجرين والمهمشين
ولم تكتف المليشيات بقتل أكثر من 100 مهاجر إثيوبي حرقا في سجن الهجرة والجوازات في صنعاء لكنها تعدت للتجنيد وزجهم في محارق الموت للقتال في صفوفها.
وكشف التقرير الحقوقي عن تجنيد المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا 42 مهاجرا أفريقيا من جنسيات صومالية وإثيوبية، مشيرا إلى سقوط العشرات أيضا قتلى عقب مشاركتهم في القتال في الجبهات الحوثية.
فضلا عن توثيق أكثر من 300 حالة تجنيد من ذوي البشرة السوداء وهي فئة أشد فقراً وتعرف بـ”المهمشين”.
كما طالت عملية التجنيد الواسعة التي تشنها المليشيات الحوثية خصوصا مع معركة مأرب التي بدأتها مطلع 2020، وأكد التقرير توثيق 142 حالة تجنيد لطلبة مدارس في الـ10 المديريات لأمانة العاصمة وذلك ضمن حصيلة انتهاكات وصلت لنحو 355 جريمة بحق التعليم العام والجامعي.
ولفت التقرير إلى أن مليشيا الحوثي لجأت لشن حملة اعتقالات واسعة بحق المجندين الفارين من جبهات الحرب بما فيهم 140 مجندا شمالي صنعاء.
وتقول الحكومة اليمنية إن المعلومات الميدانية بالتزامن مع ضراوة الهجوم الحوثي منذ مطلع فبراير/شباط الماضي، تشير إلى توسع غير مسبوق للمليشيا الإرهابية بعمليات التجنيد القسري في مناطق سيطرتها خصوصا العاصمة صنعاء.
وتشمل الحملة المواطنين وطلبة المدارس والجامعات والموظفين والعمال وأبناء القبائل، وتضغط على مدراء المدارس والمشائخ وعقال الأحياء السكنية للقيام بتجنيد واستقطاب الشباب والأطفال والمهمشين لجبهات الموت، وفق تقرير الحكومة المعترف بها دوليا.
نقلًا عن العين الإماراتية