في عهد الحوثي.. العنف ضد النساء لا يتوقف!
ظنّت الشابة اليمنية العنود حسين شريان أن مأساتها شارفت على النهاية بعيد طلاقها من رجل أُجبرت على الزواج منه في سن الثانية عشرة، لكنه هاجمها بالأسيد بعد أربع سنوات انتقاما.
كشفت “العنود حسين شريان” البالغة من العمر 19 عاما، تفاصيل صادمة عن التعذيب الذي تعرضت له من قبل زوجها قبل أشهر.
وتزوجت العنود في سن الثانية عشر، وطُلقت في السادسة عشر من عمرها بعد تشويه وجهها بالأسيد.
وفي أكتوبر الماضي، هاجمها زوجها السابق داخل منزل شقيقتها بعد رفضها العودة إليه.
وتتذكر الشابة التي فقدت عينها اليسرى تقريبا وعانت من حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة كيف اعتدى عليها قائلة “قام بشدي من شعري وسكب الأسيد عليّ… كان يضحك بينما كان يسكب الأسيد”، وفق مانقلت عنها وكالة “فرانس برس” في شهادة نادرة باليمن الذي لايتم التحدث فيه عن العنف الأسري إلى حدٍ كبير.
العنود وتشوهات وجهها تمثل المراءه اليمنيه كلنا مشوهات فى عهد المليشيات كلنا ظلمنا بدم بارد حين رايت ملامح وجهها البرئ وقد شوهته قسوه الاجرام شعرت بان جروح وجهها تمثل وضعنا ،
— سميره عبدالله الحوري (@sameerahawri) February 4, 2021
سلبت طفولتها وبراءتها وحياتها وروحها وبقى ضعفها وكسرتها وخذلانها بلد تحكمها عصابه ماذا تنتظرين يا عنود!! pic.twitter.com/ZY6BUpkWQX
وتابعت “لم أستطع أن أفعل شيئا إلا أن أغمض عينيّ”.
وتصف العنود حياتها مع زوجها بـ”جحيم في جحيم”، مشيرة إلى أنّه كان يضربها ويربطها بالأسلاك ويعتدي عليها.
وعن قصة زواجها، قالت العنود إن والدها توفي وهي صغيرة، فتزوجت والدتها مرة أخرى، ثم قامت بعد فترة بتزويج ابنتها في سن الثانية عشرة من عمرها لـ”حمايتها”.
وبعدما عاشت أربع سنوات تصف حياتها خلالها، بأنها كانت مثل حياة “العبد”، حصلت العنود على الطلاق وانتقلت للعيش مع شقيقتها،و قررت العودة إلى الدراسة واختارت الطب ثم عملت في مجال التمريض في مستشفى خاص.
آثار نفسية
تلقت العنود العلاج في العيادة الخاصة التي كانت تعمل فيها، وهي تنتظر حاليا الخضوع لثلاث عمليات تجميلية لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
وبينما يقر الطبيب المعالج متوكل شحاري بصعوبة العمليات وتكلفتها المرتفعة، يؤكد أن “الآثار النفسية التي لا يمكن إصلاحها” هي التي ستلاحق الشابة.
وتقدمت العنود بشكوى ضد طليقها بعد الاعتداء عليها، لكنه اختفى ولا يزال طليقا حتى الآن.
وقالت “أريد من الشرطة والمحاكم معاقبة المجرم الذي فعل ذلك، لكنني أريد أيضا استعادة شبابي ودراستي وعملي، وأريد أن أستعيد حياتي”.
وتأمل في أن يتمكن أي شخص أو وكالة إنسانية أو أي جهة حكومية أو منظمة غير حكومية من منحها المساعدة المالية التي تحتاجها.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقرير نشر في العام 2020 إن “معدل العنف ضد النساء في اليمن مرتفع للغاية”، مقدرا وجود 2,6 مليون فتاة وسيدة يتعرضن للعنف، متوقعاً “أن يرتفع مستوى العنف القائم على جنس الشخص مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19”.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في تقرير في 2020، أن “عدد الأطفال المتزوجين في البلاد يصل الى أربعة ملايين، 1,4 مليون منهم دون سن الخامسة عشر”.
وفي مطلع العام، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تطبيقاً للهاتف المحمول لتقديم إرشادات الحماية للناجيات من العنف ضد المرأة في جميع أنحاء اليمن.
وأشار الصندوق إلى أن المبادرة ولدت بعدما أدى النزاع إلى “تفاقم المشكلات التي تواجهها النساء، بما في ذلك زيادة العنف (…) بنسبة 63 بالمئة منذ بداية الحرب”.