ردود فعل يمنية غاضبة على إحاطة غريفيث لمجلس الأمن ودعمه للإرهاب

شنّ مسؤولون في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مساء الخميس، هجوما على المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وذلك بعد ساعات من إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، دعا فيها الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرار تصنيف جماعة الحوثيين ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية لأسباب إنسانية، وتحاشيا لعدم حدوث مجاعة.

وبالتزامن، أطلق ناشطون يمنيون موالون للحكومة الشرعية، حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهم المبعوث الأممي بـ”دعم الإرهاب”، على خلفية رفضه للقرار المرتقب من الإدارة الأميركية الحالية بتصنيف جماعة الحوثيين و3 من قياداتها ضمن لوائح الإرهاب.

وفي وقت سابق من مساء الخميس، أعرب غريفيث في إحاطة أمام مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء تأثير القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بتصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، على المشاورات السياسية والوضع الإنساني، لكنه دعا في المقابل إلى وضوح مطلق بشأن “الاستثناءات الواسعة الأثر” حتى يتمكن مكتبه من القيام بمهامه في حال تم تمرير القرار من الكونغرس، الأيام القادمة.

وقوبلت الإحاطة بانتقادات واسعة من جانب الحكومة الشرعية، حيث أكد المستشار الرئاسي، عبدالملك المخلافي، أن الشعب اليمني ينتظر من الأمم المتحدة وقف الحرب، وليس استمرار المساعدات والقلق بشأن الوضع الإنساني.

وقال المخلافي، وهو وزير سابق للخارجية اليمنية، في تغريدة على “تويتر”: “اليمنيون لا ينتظرون من الأمم المتحدة استمرار المساعدات والإعانات والقلق بشأن الوضع الإنساني والخوف من إعاقة وصول المساعدات بسبب تصنيف الحوثي منظمة إرهابية، الموقف الذي ينتظره الشعب اليمني هو وقف الحرب بتنفيذ القرارات الأممية، والضغط على الحوثي الذي أشعل الحرب ومسؤول عن ستمرارها”.

اليمنيون لا ينتظرون من الأمم المتحدة أستمرار المساعدات والاعانات والقلق بشأن الوضع الإنساني والخوف من إعاقة وصول المساعدات بسبب تصنيف #الحوثي_منظمة_إرهابية الموقف الذي ينتظره الشعب اليمني هو وقف الحرب بتنفيذ قرارات #UN والضغط على الحوثي الذي أشعل الحرب ومسؤول عن إستمرارها .

وأشار المسؤول اليمني إلى أن الأمم المتحدة “تعلم يقينا أن عبدالملك الحوثي، هو الذي حاول اغتيال المبعوث السابق، إسماعيل ولد الشيخ، وأنه من يمنع الآن غريفيث من زيارة صنعاء”، واصفا تلك الاتهامات بأنها “إرهاب وتعطيل للسلام وسبب مأساة اليمنيين”.

وأعاد المخلافي التذكير بـ”الدعوات الأممية المماثلة التي أدت إلى إيقاف العملية العسكرية للشرعية لتحرير الحديدة أواخر العام 2018، بنفس الحجج وذات اللغة، وأحيانا الألفاظ والتعبيرات التي أوردها منسق الشؤون الإنسانية اليوم الخميس”، لافتا إلى أنه “منذ ذلك التاريخ، لم يتحسن السلام ولم تتوقف الحرب ولم يتخلَّ الحوثيون عن الإرهاب والسماح بتدفق المساعدات”.

كما اتهم وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عبدالباسط القاعدي، المبعوث الأممي بـ”لعب دور المحامي” لجماعة الحوثيين، والسعي بكل قوة لإسقاط القرار الأميركي بتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، تحت ذريعة العمل الإنساني.

وقال القاعدي، في تغريدة على “تويتر”: “مقابل الترحيب الواسع من الشعب اليمني بتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية، هناك أطراف تسعى بكل قوة لاسقاط القرار، على رأسهم المبعوث الأممي (..) لا تهتم هذه الأطراف بمصالح اليمنيين بقدر خشيتها على فقدان مصالحها، ولذا ستضع كل العراقيل في سبيل إنفاذ التصنيف”.

وأضاف: “التذرع بالأزمة الإنسانية للتحرك لإسقاط القرار الأميركي يثبت أن هذه العصابة (جماعة الحوثيين) تتعامل مع المواطنين بمناطق سيطرتها كرهائن ومحتجزين لابتزاز الداخل والخارج، وإسقاط القرار لن يعالج الأزمة بقدر ما يفاقمها، فالشعب اليمني يتوق للخلاص من الحوثي وليس لانتظار المساعدات”.

السفير اليمني في المغرب، عز الدين الأصبحي، اعتبر هو الآخر ربط بعض مسؤولي الأمم المتحدة استمرار المساعدات الإنسانية بـ”القبول بإرهاب الحوثي وعدم إدانة جرائمه” باليمن، بأنه “تحفيز لكل الجماعات المسلحة في العالم” بأنها ستكون ذات حظوة مادامت تنتهج العنف وتقتل الأبرياء.

وقال الأصبحي، وهو وزير سابق لحقوق الإنسان، في تغريدة على تويتر”: “تصريحات مسؤولين بالأمم المتحدة في ادعاء مخاوفهم من تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، وأنه قد يؤثر على المساعدات الإنسانية، مغالطات مؤلمة للشعب اليمني الذي يعاني من إرهاب الحوثي وفساده ويعزز من دور إيران في اليمن، وليس قلقا إنسانيا، وعلى الأمين العام أن يدرك حجم كارثة التضليل التي يقودها البعض”، في إشارة للمبعوث الأممي ومدير برنامج الأغذية العالمي.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى