حزب الإصلاح يقر بعرقلة اتفاق الرياض ويلوح بالتصعيد العسكري
أقر حزب الإصلاح الإخواني في اليمن بتعطيل اتفاق الرياض، وذلك في أول اعتراف صريح لرئيس الهيئة السياسية للتنظيم الإرهابي.
ولوح رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي بالتصعيد العسكري وتجميد قرار وقف إطلاق النار الشامل المقدم من التحالف العربي في المحافظات الجنوبية، وتحديدا محافظة أبين، مسرح أعنف المواجهات بين مليشيا الإخوان العاملة تحت غطاء الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهدد زعيم الحزب السياسي للتنظيم الإرهابي، في بيان، بوأد جهود تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة وإحباط جهود ترتيب بيت الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي وجعل “ولادة الحكومة أمراً متعسراً”، حد تعبيره.
وتشترط قيادات الإخوان -التي تختطف قرار الشرعية- فرض أسماء شخصيات موالية لها وأخرى شاركت في تقويض استقرار مناطق يمنية محررة لشغل مناصب الحقائب الوزارية والوزارات السيادية، في مخطط للاستحواذ على مقاعد حكومية من حصة أحزاب وأطراف أخرى، وفقا لخبراء يمنيين تحدثوا لـ”العين الإخبارية”.
ويأتي الموقف المعلن لرئيس حزب الإصلاح عقب تسريبات تشير إلى أن اليدومي انتقل مع قيادات أخرى قبل أكثر من شهرين إلى أنقره للعمل في خدمة مشاريع معادية لتحالف دعم الشرعية، وتتمثل بالتحالف التركي والقطري والإيراني وترمي إلى إحباط أي حل للأزمة اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي.
كشف المستور
وطالما شكك حزب الإصلاح بتحالف دعم الشرعية عبر المسؤولين المنشقين وتفكيك صف الشرعية تماهيا مع الانقلاب الحوثي، يمثل حديث اليدومي موقفا علنيا تكشف نوايا خبيثة حجبها تنظيم الإخوان على مدى 6 أعوام من تسليم صنعاء للحوثيين.
وتحت عبارة “أكثر من عـام على توقيع اتفاق الرياض”، بدأ اليدومي بيانا نشره على حسابه في موقع فيسبوك إشارة للفترة الزمنية للاتفاق التي رعته المملكة العربية السعودية من أجل توحيد الصف المناهض للانقلاب ومواصلة معركة استعادة الشرعية.
وتابع مشككا في نوايا رعاة وأطراف آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض أنه “بحجة الحرص على تنفيذ الاتفاق مر أكثر من ثلاثة أشهر على محاولة تجديده بتنفيذ ما اتفق على تأخيره وتأجيل ما اتفق على تقديمه”، حد قوله.
وانتقد اليدومي استجابة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض وعدم الاستفادة من التجارب، في تعبير لرفض الإعلان عن الحكومة والتمهيد لبدء تنفيذ الشق الأمني والعسكري من الاتفاق تحت إشراف ضباط التحالف على الأرض.
واعتبر “عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تنفيذ الشق العسكري والأمني سيجعل ولادة الحكومة أمراً متعسراً وغير قابل لأعذار لا معنى لها ولا تصب في مصلحة أحد”، في اشتراطات جديدة تستهدف تعقيد آلية التنفيذ وتنسف جهود التحالف بقيادة السعودية والتي تقضي بإعلان الحكومة بالتزامن يتم الفصل بين القوات.
واستشهد زعيم حزب الإخوان بالقول “إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، قائلا إن تنفيذ الاتفاق أمر “بالخيار للاستفادة من الوقت أو الشتات”، في تلويح للتحدي وإشهار “سيف” التصعيد العسكري كخيار لفرض اشتراطه أو اغتيال اتفاق الرياض برمته.
وتشير تصريحات رئيس حزب الإصلاح الإخواني الرافضة لتشكيل الحكومة، إلى تحضيرات واسعة للتصعيد العسكري الكبير في الأيام المقبلة في مسرح المواجهات في أبين، طبقا لخبراء.
مؤامرة
وقوبلت تصريحات المرشد الأعلى للإخوان بالتصعيد وعرقلة تشكيل الحكومة بغضب شعبي وسياسي في الشارع اليمني.
وبينما أكدت القوات الجنوبية تفوقها في المعارك على الأرض، اعتبرت بيان اليدومي جريئا من مرشد إخوان اليمن إلى مليشياته الإرهابية لاستكمال الانقلاب على اتفاق الرياض.
وغرد متحدث المنطقة العسكرية الرابعة ومحور أبين النقيب محمد النقيب، قائلا إن “اليدومي مرة أخرى يلوح بسيف الخلافة على اتفاق الرياض وجنوب اليمن، مشيرا إلى أن مضمون البيان رسالة صريحة لمليشيات الإخوان لتقويض اتفاق الرياض”.
إلى ذلك، وصف المجلس الانتقالي الجنوبي، تصعيد الإخوان أنه “مؤامرة رخيصة” وتدار من الغرف المغلقة لصانعي القرار ومموليها في قطر وتركيا.
وقال في بيان صادر عن اجتماع لهيئة رئاسته بالعاصمة اليمنية المؤقتة، إن الصبر الذي التزم به طوال عام كامل في إطار التهدئة في أبين لم يعد ممكنا، معتبر ذلك أنها “حرب استنزاف طويلة الأمد”.
وشددت المجلس الانتقالي على أن المليشيا الإخوانية المتنفذة في الحكومة اليمنية مازالت تختلق العقبة تلو الأخرى لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، لافتا إلى أنه “حان الوقت لقطع دابر هذه المؤامرة الرخيصة ضد قضيته”.
في السياق، دعت المقاومة الجنوبية في مديرياتي المضاربة ورأس العارة إلى رفع الجاهزية القصوى في مناطق الصبيحة في محافظة لحج استعدادا لأي هجوم إخواني مباغت.
وأقرت في بيان، وصل “العين الإخبارية” نسخة منه، إانشاء حواجز تفتيش ومراقبة إلى حدود التماس مع محافظة تعز، حيث تشهد تحركات مشبوهة للإخوان، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز جهتي أبين والضالع وكرش وحيفان التي تقاتل الحوثيين والإخوان في آن واحد.
تناغم حوثي إخواني
وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر أمنية يمنية أن تحركات مشبوهة أجراها ضباط مخابرات أتراك تحت غطاء العمل الإنساني بين شبوة الخاضعة للإخوان وصنعاء الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، من أجل تنسيق تناغم توجه وخطاب ومصالح الجماعتين الإرهابيتين لتقاسم النفوذ والثروات جنوبا وشمالا.
وكانت التهديدات الإخوانية بالتصعيد العسكري كخيار لفرض مطالبها في تشكيل الحكومة الجديدة تزامنت، الأحد، مع تهديدات مماثلة أطلقتها مليشيا الحوثي من صنعاء وتتوعد باجتياح المحافظات الجنوبية واستمرار التصعيد العسكري.
جاء ذلك في تصريحات رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى المدعو مهدي المشاط، الأحد، في اجتماع مشترك لمجلسي النواب والشورى الخاضع للانقلاب بصنعاء أن التصعيد العسكري والكفاح المسلح جنوب اليمن لن “يتوقف بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف”.
ويقول خبراء يمنيون إن تناغم الخطاب بين القيادات الأعلى لمليشيا الحوثي وتنظيم الإخوان محصلة تنسيق كبير تبنته قطر ورعته تركيا وإيران مؤخرا لإنهاك القوات الجنوبية في القتال على الجبهتين شمالا وشرقا، ثم اجتياح العاصمة عدن والتمدد باتجاه مضيق باب المندب، الممر المائي، ذات الثقل العالمي.
نقلًا عن العين