قرار أميركي وشيك بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية
تخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، في خطوة من شأنها أن تشكل ضربة قاسمة لطموحات هذا التنظيم الذي يسيطر اليوم على مدن ومحافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء.
وتعكف الإدارة الأميركية على دراسة الخطوة في سياق تكثيف الضغوط على الميليشيات الموالية لإيران المنتشرة في أنحاء عدة في الشرق الأوسط.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن مصادر دبلوماسية أن قرار التصنيف الوشيك سيمنح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “انتصارا آخر” في استراتيجيته المناهضة لإيران، تزامنا مع جولة دبلوماسية مكثفة بدأها بفرنسا وتشمل وإسرائيل والسعودية والإمارات هذا الأسبوع.
وصدرت خلال السنوات الأربع الماضية مطالب عدة بإدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب، بيد أن إدارة ترامب كانت تماطل في اتخاذ مثل هذا القرار.
ويثير تغير الموقف الأميركي تساؤلات حول دوافع ذلك الآن سيما وأن إدارة ترامب لم يتبقى من عمرها الافتراضي سوى أسابيع قليلة قبل أن تخلي مكانها لصالح إدارة ديمقراطية جديدة.
واعتبرت دوائر سياسية أميركية أن مساعي إدارة ترامب لزيادة الضغط على من شأنه أن تعقد جهود الرئيس المنتخب جو بايدن لإعادة فتح بوابة المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.
وأكد بايدن على نيته التخلص مما وصفه “الفشل الخطير” لسياسة الضغوط القصوى التي اتبعها ترامب مع إيران وتبني نهج “الدبلوماسية أولا” تجاه خصم واشنطن التاريخي في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن إدراج جماعة الحوثي على لوائح الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، في حال تنفيذه سيشكل ضربة قوية للجماعة التي ترفض إلى الآن الالتزام بأي تسوية سياسية للصراع في هذا البلد، متأثرة بالمطالب الإيرانية التي تسعى للإبقاء على هذا الجرح مفتوحا لاستثماره في لعبة المساومات مع الخصوم الإقليميين والدوليين.
ويرتبط الحوثيون بعلاقة وثيقة مع إيران، وسط اتهامات للأخيرة بتزويد الجماعة بأسلحة متطورة وخبراء تصنيع مكنتها من مهاجمة الأراضي السعودية، وهو ما تنفيه طهران رغم الأدلة التي كشفت تورطها.
وهدد الحوثيون الملاحة البحرية في الممرات المائية بالبحر الأحمر وهي جرائم وصفت على أنها ترتقي للجرائم بالإرهابية.
وصنفت السعودية الحوثيين جماعة إرهابية عام 2014، فيما يخضع زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بالفعل لعقوبات أميركية بسبب زعزعته لاستقرار اليمن.
وكانت إدارة ترامب درست سابقًا تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية عام 2018، لكنها تراجعت عن ذلك بسبب مخاوف من أن يعرقل التصنيف عمليات توصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.