تصعيد عسكري حوثي متواصل في الحديدة
ماهي إلا ساعات فصلت بين تواجد نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة الألمانية (دانييلا كروسلاك )، وبين تواصل صلف وعنجهية وإجرام مليشيا الحوثي بحق المواطنين في الحديدة ومديرية حيس على وجه الخصوص.
وكعادتها مليشيا الحوثي لاتضع أي اعتبار للمواثيق والاتفاقات، تواصل صلفها وتعنتها وتستهدف الأعيان المدنية لاسيما في ضل تواجد بعثة الأمم المتحدة في محافظة الحديدة.
وعقب إطلاع نائبة بعثة الأمم المتحدة على معاناة السكان في مدينة حيس، جددت مليشيا الحوثي استهداف القرى السكنية في مناطق متفرقة في الحديد حيث قصفت الاحياء السكنية في مدينة الحديدة ومديرية الدريهمي بقذائف الهاون الثقيلة ومدينة حيس.
وبحسب مصادر محلية، تزامن القصف الذي شنتة مليشيا الحوثي مع استهداف بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة، مما تسبب بحاله من الخوف والرعب وسط الأهالي والسكان.
وتواجه مساعي بعثة الأمم المتحدة للدفع باتفاق الحديدة للتنفيذ تعنت المليشيا وتصعيد جرائمها ضد الأعيان المدنية.
وفي حيس التي زارتها نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة، جددت المليشيا الحوثية استهداف الأحياء السكنية في شرق وشمال مركز مديرية حيس بعد ساعات من زيارة دانييلا كروسلاك.
واستهدفت المليشيا الحوثية الأحياء السكنية بمختلف الأسلحة وبصورة عشوائية تثبت استهتار المليشيات بحياة المدنيين.
ورغم مرور أكثر من عامين على توقيع أتفاق استوكهولم لوقف أطلاق النار، تستمر مليشيا الحوثي تنصلها وتهربها من تنفيذ الاتفاق واستهدافها للمدنيين بشكل يومي، دون أي موقف حازم من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الاممي.
نسف اتفاقية ستوكهولم
والخميس 8 أكتوبر2020، وبعد ساعات قليلة من ترحيب ناطق المليشيا الحوثية الموالية لإيران، محمد عبد السلام ببيان المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اليمن، نفذت المليشيا حربًا مفتوحة على الأرض في عدة مناطق وزادت من تصعيدهت العسكري بمحافظة الحديدة، معلنة بذلك على الأرض نسفًا شاملًا لاتفاقية ستوكهولم.
غير أن يقظة القوات المشتركة، أحبطت ذلك الهجوم، ووجهت ضربة قاسية جديدة للجماعة الإرهابية وكبدتها خسائر جديدة جراء تصعيدها المتواصل في جبهة الساحل الغربي، وفقًا لمصدر عسكري ميداني.
لكن المليشيا الحوثية الموالية لإيران استنجدت مرة أخرى بالمبعوث الدولي، وهددت بتفجير الناقلة صافر، في حال استمرار القوات المشتركة دفاعها عن النفس وتصديها لعناصرها الإرهابية.
تصعيد متواصل
وتواصل المليشيات الحوثية انتهاكاتها للهدنة الأممية وتصعيد عملياتها العسكرية رغم تمديد التحالف العربي لوقف إطلاق النار الشامل في اليمن، غير أنها تتكبد خسائر فادحة في العتاد والأرواح من قبل القوات المشتركة التي تتصدى لهجماتها المخترقة للهدنة الأممية في الحديدة.
وصعدت المليشيا الحوثية خلال الفترة الأخيرة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية من خلال قصف نقاط ضباط الارتباط التي أنشأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، إضافة لاستحداث وحفر خنادق طويلة تمتد إلى داخل مزارع ومنازل المواطنين شرق المديرية.
ويقول مراقبون سياسيون في الشأن اليمني، إن مواصلة المليشيا الحوثية تصعيدها العسكري في الحديدة، دلالة واضحة بعدم قبول تلك الجماعات المبادرات الأممية والمجتمع الدولي لعملية السلام ورفضها تطبيق أي بند من بنود اتفاق ستوكهولم ووقف عملية إطلاق النار بمدينة الحديدة.
نشر نقاط المراقبة
وخلال الفترة 19 -23 اكتوبر 2019 م نشرت الأمم المتحدة 5 نقاط، لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح، شمالي الحديدة، وقوس النصر “شرقي المدينة”، ومنطقة المنظر “جنوبي المدينة” وفي جولة سيتي ماكس بشارع صنعاء شرقي المدينة، بإشراف رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، كان يفترض أن تستحدث الأمم المتحدة نقاط مراقبة في المناطق الأكثر سخونة، بعد أسبوعين من ذلك.
فشل أممي
وبسبب الخروقات اليومية من قبل المليشيا الحوثية، وعدم الالتزام بذلك، يجد الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، رئيس فريق المراقبة الأممي في الساحل الغربي، صعوبة في إقناع المليشيا الحوثية بتنفيذ الاتفاق، من أجل الانتقال للمرحلة الثانية، تمهيدًا لتطبيق اتفاق السويد.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور نحو عامين على توقيعه.