التفاصيل الكاملة لأسباب تصفية الحوثيين حسن زيد (حصري)
اغتال مسلحون مجهولون في العاصمة اليمنية صنعاء، الثلاثاء 27 أكتوبر 2020، القيادي البارز في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية ووزير الشباب والرياضة في حكومتها غير المعترف بها دوليا، حسن محمد زيد.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الحديدة لايف»، إن الخلافات الكبيرة بين المليشيا الحوثية الموالية لإيران، والمنقسمة بين “حوثثيي صنعاء وحوثيي صعدة”، وصلت إلى مرحلة كبيرة من الصراع، بعد أن كان الخلاف السابق على المستوى الصفوف الثانية والثالثة، قبل أن تنتقل إلى الصفوف الأولى، مشيرة إلى أن اغتيال “زيد” مؤشر على طفو الصراع على السطح.
وأوضحت المصادر، أنه وبالرغم أن رئيس حزب الحق”الذراع السياسية للحوثيين”، حسن زيد، أكثر ميولا إلى إيران من ميوله إلى اليمن، إلا أنه عارض خلال الفترة الأخيرة توقيت الإعلان عن حاكم عسكري لطهران في اليمن، خوفًا من افتضاح أمر الجماعة أمام أنصارها التي تتشدق أمامهم بالحفاظ على السيادة اليمنية.
وبيّنت المصادر، أن إيران اعتبرت أن معارضة أي قيادي من القيادات الحوثية الموالية لها، مرتبط بالجانب الأمريكي، وهو ما يعني أن حياته مهددة بالخطر، ولا مكان له بين الجماعة.
وأكد ت المصادر، أنه وبعد مقتل حسن زيد، بساعة واحدة، توجه حسن إيرلو السفير الإيراني والحاكم العسكري في صنعاء، بمشهد تمثيلي، وتقديم أوراق اعتماده لدى هشام شرف، كسفيرًا لطهران، غير أن ذلك كان احتفالًا بمقتل حسن زيد، ورسالة إيرانية إلى كل من يخالف الحاكم العسكري ذات الصلاحية الواسعة.
القيادات الحوثية لا تطيق حسن زيد
وفي ذات السياق، قال القيادي السابق في الجماعة الحوثية والمنشق عنهم، علي البخيتي، إنه لم يكن القادة الحوثيون يطيقون “حسن زيد: بمن فيهم عبدالملك الحوثي، والذين كانوا ينعتونه بأبشع الصفات أمامه، ولم يكن هو يطيقهم.
وبسبب استمراره معهم، اعتبر “البخيتي، أنه نال حقيبة وزارة الشباب والرياضة نتيجة لطول لسانه والإدعاء إنه ممثل أحزاب اللقاء المشترك، معتبرًا أن مقتله يمثل استثمارًا مرحبًا يستثمره الحوثيي لصالح مشروعهم الطائفي.
أحد أبرز القادة العقائدين
وبمقتل حسن محمد زيد، تفقد ميليشيا الحوثي أحد أبرز قادتها العقائديين الذين استماتوا على مدى سنوات طويلة في الدفاع عن مشروعها العقائدي والطائفي.
ونظرا للدور البارز لهذا القيادي المولود في صنعاء عام 1954م، فقد تم إدراجه في قائمة المطلوبين الإرهابيين من القيادات الحوثية في القائمة التي أعدها تحالف دعم الشرعية في اليمن، حيث جاء حسن زيد في المرتبة 14 بقائمة الـ 40 إرهابيًا حوثيًا، ورصد 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
ولعب حسن زيد دورًا بارزًا منذ سنوات في علاقات الارتباط القائمة بين ميليشيا الحوثي وطهران وحوزاتها الشيعية في قم، وساهم بشكل كبير في التنظير والتأطير والدفاع عن الفكر الحوثي الدخيل على المجتمع اليمني.
كما كان أحد اللاعبين البارزين في الوساطة القطرية بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية في حروب صعدة الست (2004- 2009م)، لكن المليشيا الحوثية، عملوا على تصفيته بالتنسيق مع إيران، للخلافات الداخلية (أجنحة صنعاء وإجنحة صعدة)، إضافة إلى الخلافات حول توقيت إعلان إيران حاكمًا عسكريًا لها في صنعاء.