رغم فشلها المتكرر.. مليشيا الحوثي تستميت لفرض واقع جديد في الحديدة كما «نهم والجوف»
في مسعى منها لأن تسجل نصرًا معنويًا في الحديدة غربي اليمن، عقب استنزاف قواتها هناك، عززت المليشيا الحوثية الموالية لإيران خلال الأربعة والعشرين الساعة الماضية، جبهات التماس بحشد بشري وعسكري غير مسبوق.
وقالت مصادر في القوات المشتركة، إن المليشيا الحوثية دفعت بتعزيزات مسلحة إلى مزارع المواطنين في قرية البغيل ووادي نخلة ووادي المرير وخط سقم شمال شرق حيس وإلى منطقة الدريهمي، مشيرةً إلى أن تلك التعزيزات تمثلت بدفع بعشرات المسلحين مدججين بالأسلحة المتوسطة ومدافع الهاون وقد استقدمتهم من مناطق الجراحي وزبيد ومفرق القهرة.
وفي غضون الساعات الماضية، حاولت المليشيا الحوثية، تنفيذ عملية هجومية انتحارية في مديرية الدريهمي، وقاد القيادي الحوثي المدعو (أبو جبر)، مجموعة كبيرة من الانتحاريين بهدف السيطرة على المنطقة، وفك الحصار عن مجموعة حوثية تحاصرها القوات المشتركة؛ إلا أنه ومجموعته لقيوا مصرعهم جميعًا، نتيجة يقظة القوات المشتركة.
ويقول محللون سياسيون، إن المليشيا الحوثية، تحاول أن تفرض واقعًا جديدًا في الحديدة، كما فرضته في الجوف ومأرب بعد أن انسحبت قوات تابعة لحزب الإصلاح، وسلمت للمليشيا مناطق في نهم والجوف، ونصف مديريات مأرب؛ إلا أن صلابة القوات المشتركة تفشل المخططات الحوثية، وهو ما يكشف ضعف القوات الحوثية.
وأوضح المحللون، أن العدد الهائل من القتلى الحوثيين، في الحديدة، وعدم تمكنهم من التقدم شبر واحد في مناطق كثيرة يحاول الحوثيين فتح جبهات فيها، دلالة قاطعة على أن ما حدث شمالي شرقي صنعاء (نهم والجوف ومناطق من مأرب) دلالة واضحة على التهاون من المليشيا والسماح لها بالتقدم نحو تلك المناطق، رغم ضعف المليشيا، وعدم قدرتها على الصمود لساعات معدودة كما يحدث ذلك بشكل يومي في مواجهتها مع القوات المشتركة.
وصعدت المليشيا الحوثية خلال الفترة الأخيرة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية من خلال قصف نقاط ضباط الارتباط التي أنشأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، إضافة لاستحداث وحفر خنادق طويلة تمتد إلى داخل مزارع ومنازل المواطنين شرق المديرية.
ويقول مراقبون سياسيون في الشأن اليمني، إن مواصلة المليشيا الحوثية تصعيدها العسكري في الحديدة، دلالة واضحة بعدم قبول تلك الجماعات المبادرات الأممية والمجتمع الدولي لعملية السلام ورفضها تطبيق أي بند من بنود اتفاق ستوكهولم ووقف عملية إطلاق النار بمدينة الحديدة.
نشر نقاط المراقبة
وخلال الفترة 19 -23 اكتوبر 2019 م نشرت الأمم المتحدة 5 نقاط، لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح، شمالي الحديدة، وقوس النصر “شرقي المدينة”، ومنطقة المنظر “جنوبي المدينة” وفي جولة سيتي ماكس بشارع صنعاء شرقي المدينة، بإشراف رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، كان يفترض أن تستحدث الأمم المتحدة نقاط مراقبة في المناطق الأكثر سخونة، بعد أسبوعين من ذلك.
وعلق الجانب الحكومي مشاركته في لجنة تنسيق إعادة الانتشار وسحب ممثليه من نقاط الرقابة ومركز العمليات المشتركة لدى بعثة الأمم المتحدة جراء الموقف السلبي للأمم المتحدة تجاه خروقات المليشيات الحوثية والتي بلغت حد استهداف العاملين ضمن فريق البعثة.
والجمعة 17 أبريل 2020، أعلنت مصادر طبية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عن وفاة ضابط الارتباط العقيد محمد الصليحي بعد 33 يوما من استهدافه بشكل مباشر من قبل المليشيات الحوثية في نقطة الرقابة الخامسة (سيتي ماكس) التابعة لبعثة الأمم المتحدة داخل مدينة الحديدة.
فشل أممي
وبسبب الخروقات اليومية من قبل المليشيا الحوثية، وعدم الالتزام بذلك، يجد الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، رئيس فريق المراقبة الأممي في الساحل الغربي، صعوبة في إقناع المليشيا الحوثية بتنفيذ الاتفاق، من أجل الانتقال للمرحلة الثانية، تمهيدًا لتطبيق اتفاق السويد.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور عام وعشرة أشهر من توقيعه.