ميليشيا الحوثي تمنع اللقاح.. الشلل يهدد أطفال اليمن
يعيش في شمال غرب اليمن أكثر من 4 آلاف أسرة في المديريات الخاضعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وتعاني هذه المناطق أوضاعا إنسانية صعبة، نتيجة حركة النزوح المتواصلة، والحصار المستمر من قبل الحوثيين، والمعارك الدائرة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي منذ أكثر من خمسة أعوام.
ووفقاً لـ إدارة مخيمات النازحين بمحافظة حجة “يوجد أكثر من 1200 أسرة نازحة في مديريات ميدي وحيران وحرض”.
اللقاح لم يصل منذ عامين
ويواجه عدد كبير من الأطفال في هذا المناطق، خطر الإصابة بمرض شلل الأطفال، بسبب عدم وصول اللقاحات منذ أكثر من عامين.
وقال مدير مكتب الصحة بمديرية حيران في محافظة حجة، طارق هبه إن “الإحصائيات التي لدينا منذ نحو عام ونصف، يوجد أكثر من 2900 طفل لم يحصلوا على اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال وغيرها من الأمراض والوبائية”.
في نفس السياق، حذر مسؤول حكومي يمني، السبت الماضي من عودة ظهور مرض شلل الأطفال في اليمن بعد 14 عاماً من الإعلان عن خلو البلاد منه.
عودة الشلل
وقال الوكيل المساعد لوزارة الصحة اليمنية، عبد الرقيب الحيدري، عبر حسابه على “تويتر”، إن “مرض شلل الأطفال عاود الظهور في كل من محافظتي صعدة وحجة” مضيفاً أن “الحوثيين منعوا لقاح شلل الأطفال عن المحافظتين لمرات عديدة”.
كما اعتبر الحيدري معاودة ظهور المرض تحدياً جديداً لليمن، محملاً ميليشيات الحوثي المسؤولية، داعياً المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤوليته تجاه هذا الخطر الكبير”.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت، في وقت سابق ، في بيان مشترك صادر عن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، أحمد المنظري، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تيد شيبان، عن موجات تفشي لمرض شلل الأطفال في اليمن.
تحور المرض
وقال البيان إن “حالات وباء شلل الأطفال المتحور التي تم تأكيدها مؤخراً في اليمن والسودان هي من عواقب تدني مستويات المناعة المتزايد بين الأطفال”، مضيفاً أن “كل موجة من تفشي المرض أدت إلى إصابة الأطفال بالشلل في المناطق التي كان من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تزويدهم فيها باللقاح الروتيني أو التكميلي ضد شلل الأطفال، وحرمانهم منه لفترات زمنية طويلة”.
كما أوضح أن “الحالات في اليمن تتجمع في محافظة صعدة شمال غربي البلاد، والتي تعاني من مستويات منخفضة للغاية من حيث التلقيح الروتيني”، مشيراً إلى “برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين”.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن، ينتقل عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء، وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة).
يشار إلى أن اليمن كان قد أعلن عام 2006 خلوه من شلل الأطفال الذي يصيب بالدرجة الأولى الذين هم دون سن الخامسة، وذلك بعد تنفيذ السلطات الصحية 6 حملات.