قيس سعيد من مكان العملية الإرهابية: لن ينجحوا في إسقاط الدولة
قتلت قوات الشرطة التونسية ثلاثة إرهابيين الأحد بعد هجوم استهدف شرطيين في مدينة سوسة الساحلية قتل خلاله أحدهما وجرح آخر.
ويأتي الحادث بعد يومين من تسلم حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي السلطة خلفا لحكومة إلياس الفخفاخ المستقيلة، مما يسلط الضوء على حجم التحديات الأمنية التي يواجهها البلد الذي يعاني بالفعل مشاكل اجتماعية واقتصادية متفاقمة.
وألقت قوات الأمن القبض على عنصر مشتبه بعلاقته بالعملية الإرهابية التي شهدتها مدينة سوسة، وحسب مصدر أمني فقد “تمّ إلقاء القبض على الإرهابي في مدينة أكودة، وتمّ اقتياده إلى مسرح العملية”.
وقال الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي توجه إلى جانب وزير الداخلية ورئيس الحكومة إلى موقع العملية إن “العمليات الإرهابية والإجرامية لن تربك التونسيين والتونسيات ولن تسقط الدولة”.
وأوضح سعيد الذي تفقد مكان الهجوم، خلال حديث إلى مسؤول أمني أن المهاجمين دهسوا عنصري الأمن ثم طعنوهما.
وقال سعيد “الشرطة الفنية يجب أن تتوصل إلى من يقف وراء هؤلاء الارهابيين، ربما يكونوا قاموا بالعملية منفردين أو ربما يكونوا وراء تنظيم”.
وجدد الرئيس التونسي التأكيد على أنه “سيأتي الوقت ويتم الحديث عن كل ما يحصل”.
وكانت الروايات بشأن طبيعة الحادث الإرهابي قد تضاربت في حين تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صور للمسلحين وبجوار أحدهم مسدس.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصادر أمنية “تعرض عنصرين من الحرس الوطني إلى عملية دهس بسيارة في مرحلة أولى، قبل أن يتلقيا عديد الطعنات في مرحلة ثانية”.
وبحسب الأنباء الأولية التي صدرت عن الناطق الرسمي بإسم الحرس الوطني حسام الدين الجبالي فقد تم القضاء على ثلاثة إرهابيين في سوسة خلال العملية الإرهابية التي جدّت في مفترق أكودة المؤدي إلى القنطاوي والتي تعرّض خلالها عونا حرس إلى الطعن من قبل إرهابيين، مما أدى إلى وفاة عون أمن، فيما وصفت حالة الثاني بالخطيرة.
وأوضح الجبالي أن قوات الأمن لاحقت المهاجمين الذين استولوا على سيارة الدورية وأسلحة الضحيتين مشيراً إلى أن “ثلاثة إرهابيين قُتلوا في تبادل إطلاق نار”.
ووقع الهجوم وجرت ملاحقة المهاجمين عند مفترق أكودة في منطقة القنطاوي السياحية، وفق الجبالي الذي أكد استعادة قوات الأمن السيارة والأسلحة.
من جهته قال مدير إقليم سوسة حاتم الرزقي أن الأبحاث جارية لمعرفة تفاصيل الإعتداء. وأكد الرزقي أن أفراد المجموعة الإرهابية تحصنت في حي مجاور لمكان العملية قبل أن تتمكن الوحدات الأمنية من تطويق المكان ومحاصرتهم ليعقب ذلك عملية تبادل إطلاق النار أدت إلى مقتل العناصر المسلحة.
ولاحقا أشارت وزارة الداخلية في بيان نشرته على موقعها الرسمي إلى تعرّض “عونين تابعين لسلك الحرس الوطني” الأحد إلى “عملية دهس من طرف ثلاثة إرهابيين بواسطة سيارة” لكن من دون أن تأتي على ذكر عملية الطعن.
وتعرضت سوسة قبل خمس سنوات لهجوم دموي حين فتح أحد المنتمين لتنظيم الدولة الاسلامية النار على سياح أجانب في شاطئ ليقتل 39 منهم.
ويقول دبلوماسيون أجانب إن تونس أصبحت أكثر فاعلية في منع هجمات المتشددين والتعامل معها في الأعوام الماضية.
ونجحت تونس نسبيا في تقليص خطر الجهاديين خصوصا على الحدود مع الجزائر وليبيا لكن الخلايا النائمة مازالت تشكل خطرا حقيقيا على البلد خصوصا مع عودة جهاديين من سوريا والعراق وليبيا.