قيادات إخوانية تغادر مأرب مع احتدام القتال في محيط المحافظة

قالت مصادر محلية في محافظة مأرب (شمال شرق)، إن قيادات من حزب التجميع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) بدأت تغادر المحافظة بعد تفاهمات مع المليشيا الحوثية الموالية لإيران.

وأوضحت المصادر إن قيادات عسكرية وسياسية كبيرة في حزب الإصلاح، ابرمت اتفاقًا مع المليشيا الحوثية الموالية لإيران بتسليمها محافظة مأرب، دون قتال؛ إلا أن قبائل طوق المحافظة، رفضت خيانة الإصلاح وتوجهت لقتال المليشيا الحوثية، وحققت في غضون يومين مكاسب عسكرية كبيرة.

وأكد شهود عيان، رصدهم لفرار جماعي لقيادات إخوانية من مأرب باتجاه شبوة، مع احتدام المواجهات التي تدور في محيط مأرب بين القبائل اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران.

ومنذ إعلان الدول الأربع المحاربة للإرهاب قطع علاقتها مع قطر في 5 يونيو 2017، أبرمت القيادة الإخوانية بالتنسيق مع قطر وتركيا وإيران اتفاقيات مع المليشيا الحوثية، لتسليمهم مناطق تم تحريرها بعد إشعال معارك وهمية.

وفي 29 يناير 2020، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية اسموها ” البنيان المرصوص”، تمكنوا من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
ويشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.

واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.

ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.

وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، وبدء عملية عسكرية حقيقية لوقف التمدد الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى