غريفيث يعود إلى الرياض لعرض تعديل على مسودة حوثية
قال السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، الجمعة 7 أغسطس 2020، إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث سيزور الرياض الأسبوع المقبل، لبحث تعديلات حديثة على خطته للحل الشامل مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وأوضح آرون في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي إلى الرياض تهدف إلى “تبديد مخاوف الحكومة اليمنية الشرعية”، التي استاءت من المسودة الجديدة وتتمسك بالمسودة التي اتفقت عليها مع غريفيث في أبريل الماضي.
وأكد أن غريفيث وبعد مناقشة الشرعية “سوف يضع هذه الآراء في مسودة أخيرة لأننا قريبون من النهاية ولا يمكن عمل مسودة بعد مسودة بعد مسودة من كل طرف، نحن قريبون من النهاية الآن”.
مسودة حوثية
وفي وقت سابق من هذا العام، قدم المبعوث الأممي إلى الحكومة اليمنية، مسودة مقترح لبدء العملية السياسية وإنهاء الحرب في اليمن، كانت معدة من قبل المليشيا الحوثية، وتجاهل للقرارات الأممية.
وحينها، حذر المراقبون، من مسودة الاتفاق لوقف إطلاق نار شامل (قدمها الحوثيين لغريفيث) الذي يسوقها المبعوث الأممي لخدمة المليشيا الموالية لإيران التي ترفض أي عملية سياسية ما لم يتم الإعلان صراحة انتصارها وهزيمة التحالف العربي.
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.
والأربعاء 25 مارس 2020، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
اتفاق مع الحوثيين
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.