جرائم مروعة للحوثيين في الحديدة.. و44 شهيدًا وجريحًا خلال شهر
حولت جماعة الحوثي الموالية لإيران، حياة المواطنين في محافظة الحديدة إلى جحيم لا يطاق، وزادت من وضعهم المعيشي سوءًا كلما طالت مده الهدنة الأممية الهشة، وبات كل المدنيين العزل بمختلف فئاتهم يواجهون خطر البشاعة الحوثية.
لم يعد هناك مكان آمن يضمن سكان الحديدة البقاء فيه على قيد الحياة، فقد أصبحت دماءهم تستباح داخل منازلهم بفعل القذائف الحوثية التي تتساقط على رؤوسهم وتتهاوى على منازلهم، وتزهق أرواحهم بالرصاصات الغادرة، وتتربص بهم الغام الموت الحوثي المدفونة تحت التراب، وباتت حقوقهم الطبيعية مختطفة ولا قيمة أو معنى لها عند المليشيات الإيرانية.
جرائم حرب
يضيف السجل الحوثي الدموي الحافل بالجرائم كل يوم جرائم جديدة بحق المدنيين في الحديدة، فبينما سقط 82 مدني بين شهيد وجريح بينهم نساء وأطفال في أنحاء متفرقة من المحافظة خلال أشهر مارس وابريل ومايو من العام الجاري، إذ يغادر شهري يوليو ويونيو بأرقام جديدة من الضحايا الذين سألت دماءهم دون أي ذنب اقترفوه.
ووفقاً لمصادر طيبة فقد استقبلت المستشفيات في المناطق المحررة بالساحل الغربي خلال شهري يونيو ويوليو 44 ضحية من المدنيين بين شهيد وجريح بينهم 17طفلًا وامرأة، سقطوا بفعل آله القتل الحوثية.
وبحسب المصادر فإن من بين الضحايا 11 شهيد منهم 2 سقطا بقذائف الهاون و 6 بالغام وعبوات ناسفة و1بطلق ناري قناصة و2بصاروخ حراري.
أما الجرحى فقد بلغ عددهم 33 ومنهم 8 أصيبوا بشظايا قذائف الهاون و 7 بانفجار ألغام و 13 بطلق قناصة و 5 تفاوتت إصابتهم بسلاح م.ط 23 والأسلحة المتوسطة.
وتعد هذه الأرقام التي توثق جرائم ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في الحديدة، بعضًا “فقط” فآله القتل التي تخدم مصدريها في إيران تعمل باستمرار طوال اليل والنهار.
خسائر مادية
لم تخلف عمليات القصف والقنص والإستهداف الحوثي الإرهابي خسائر بشرية فقط، بل امتدت آثارها المدمرة لتشمل المنازل والممتلكات وشردت العائلات وجلعت بعض القرى خاوية على عروشها.
وتضررت 7 منازل بأضرار بالغة خلال شهري يونيو ويوليو في مديريتي حيس والتحيتا منهن منزلان تعرضا لحريق تسبب باتلاف كامل الأثاث والملابس، ومنزلان آخران حولتهما القذائف إلى ركام، إضافة إلى ذلك فقد احترقت مزرعة مواطن في التحيتا بنيران أسلحة الحوثيين.
ومن الخسائر التي مني بها المواطنين تضرر محطة للمشتقات النفطية لأحد التجار في التحيتا، ومحل لمواطن في حيس، واعطاب شاحنة نقل وحافلة ركاب لمواطنان كانا يتخذا منهن مصدراً للرزق واسشهدهما بداخلهن أثر انفجار عبوات ناسفة، علاوه على اعطاب ثلاث درجات نارية.
ونتيجة للخطر الحوثي الذي يحدق بالمدنيين من كل جانب، فقد شهدت بعض المناطق موجه نزوح جماعي للأهالي تاركين خفلهم منازلهم ومحلاتهم ومزارعهم ومنها منطقة بني الجناني ومنطقة الجروبة بمديرية التحيتا وأصبحت تلك المناطق خالية على عروشها وتطمرها الكثبان الرملية، إلى جانب نزوح مئات العائلات من مختلف مناطق الحديدة.
جرائم آثمة
وصلت الجرائم الحوثية إلى بيوت الله ومساجد العبادة، فقد سقطت قدسيتها من قواميس المسيرة الإيرانية كما سقطت حرمة دماء المدنيين، ولم يسلم من شرها الأموات كما لم يسلم منها الأحياء منهم، فقد تم الاعتداء عليهم إلى مقابرهم.
وخلال الشهرين الماضيين تعرض مسجد “البلاكمه” ومسجد الرحمن بمديرية التحيتا، ومسجد بيت مغاري في حيس لقصف مدفعي من قبل الحوثيين، مما تسبب في إلحاق أضرار ودمار في نوافذ واسطح ومنارة المساجد.
واخذت مقابر “المشعشع” بمدينة التحيتا نصيبها من الانتهاكات الحوثية، حيث طالتها نيران أسلحة المليشيات وخلفت دمار في سور المقبرة.
ومع إستعداد الأهالي في جنوب حيس بالابتهاج بعيد الأضحى المبارك، سارع الحوثيين بفرض حصارهم الخانق على قرية ظمي بقطع الطرق الترابية ومنعت المدنيين من أهالي القرى الريفية المجاورة من التنقل من وإلى مركز المدينة التي تعد شريان الحياة، وقد سبق هذه التعسفات تهجير أهالي قرية دار المساوى قسراً ونهب منازلهم وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وقبلها كانت المليشيات قد أغلقت المنفذ الرئيسي لمفرق سقم وعطلت حركة الشاحنات التجارية، لتحرم الأهالي فرحة العيد والاحتفال بهذه المناسبة.
دعارة ودروع بشرية
وتزداد الانتهاكات بحق الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من السيئ إلى الأسوأ، واخذت تمثل ظاهرة خطيرة كانعكاس لأسلوب عناصرها الإجرامية والسقوط الأخلاقي لقياداتها.
وكشفت مصادر أن القيادي الحوثي حسن أحمد الجديري المكنى (بأبو علي) والذي يعمل مشرفًا وقائيًا في شرطة الرعيني بمحافظة الحديدة يعد من أهم القيادات المسؤولة عن شبكات الدعارة والتي يمارسها مع الأطفال بمشاركة بعض القيادات الحوثية، فضلاً على قيامه باعتقال الشباب والزج بهم في جبهات القتال.
وفي سياق الجرائم الجسيمة بحق القاصرين قامت المليشيات بواسطة مشرفيها المدعوان ابو فارس عريك وابو فيصل جعاشي باستقطاب الأطفال من ابناء منطقة المحجر وحاضية جنوب الحديدة مقابل عشرون الف ريل لكل طفل في استغلال رخيص للفقر والظروف الصعبة يمرون بها.
اما المسنين كان لابد من أن تجد منهم مليشيات الحوثي منفعه؛ وقد وجدتها فعلاً في الدريهمي، حيث وظفت المليشيات 80 مواطنًا معظمهم من كبار السن دروع بشرية المدينة بعد أن منعتهم من النزوح، واحتجزتهم داخل منازلهم التي تحصنت فيها بحسب ما أكدته مصادر خاصة في مركز المديرية.
نهب مساعدات النازحين
إجرام مليشيا الحوثي لم يدع جريمة إلا وارتكبتها في الحديدة، فمن قصف عشوائي وقنص واستحدث مواقع عسكرية في الأحياء السكنية وتهجير ساكنيها وزراعة حقول الألغام والعبوات الناسفة والتطاول على المقدسات والمقابر وتجنيد الأطفال وممارسة الدعارة، إلى نهب مساعدات النازحين، حتى تكتمل فصول الجرائم.
فقدت قبضت اليد الإيرانية 72 خزان بلاستيكي مقدمة من مؤسسة خيرية كويتية إلى النازحين في مديرية اليزيدية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ليتم بيعها لتاجر مرتبط بصفقات فساد.
كما قامت بخطف المساعدات من أفواه النازحين في مديرية المنصورية التي قدمتها المجموعات التجارية، وفرضت على مسؤولي مركز توزيع المساعدات تسليم مرتبات 22 من عناصرها في مديرية الضحى.
مأساة إنسانية وصمت دولي
لم تترك مليشيا الحوثي لأهالي الحديدة طعم للحياة والعيش الكريم، فهناك الآلاف القصص والروايات التي تتحدث عن معاناة العائلات في الحصول على الماء والغذاء والمأوى والأمن والاستقرار جراء الممارسات الإجرامية التي تقوم بها مليشيات الحوثي منذ انطلاق الهدنة الأممية، وأصبح الأهالي في الحديدة بين مطرقة الجرائم الحوثية وسندان تواطؤ الأمم المتحدة الراعية للهدنة الأممية التي ولدت معاقة.