مارتن غريفيث يعترف بفشل اتفاق ستوكهولم
في حين تواصل ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، سلسة انتهاكاتها للهدنة الأممية بشكل يومي، طالب المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، الثلاثاء 28 يوليو 2020، بخطوات مباشرة وسريعة لوقف النار في اليمن.
وقال في إحاطته لمجلس الأمن، إن الوضع الإنساني في اليمن، يزداد صعوبة، كاشفاً عن مساعي لإقرار هدنة لوقف النار في اليمن خلال عيد الأضحى.
وعبر عن أسفه لتفاقم الأوضاع المعيشية، مشيرًا إلى استخدام الاقتصاد كأداة سياسية، دون أن يقدم أي جديد في إحاطته لمجلس الأمن الدولي.
ونبه في كلمته إلى تزايد العنف في محافظة الحديدة، مضيفًا أن بعثة اتفاق الحديدة تواصل جهودها لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، وهو اعتراف بفشل اتفاق ستوكهولم الموقع بين الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران في 13 ديسمبر 2018.
وتزايدت وتيرة الخروقات الحوثية للهدنة الأممية في مختلف مناطق الحديدة في سعي من الميليشيا لتفجير الوضع ونسف مبادرة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.
رفض حوثي
غير أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران رفضت إعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب صفوف القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لتبديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
خلفية الصراع في اليمن
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.