«الدبيش» يسرد تفاصيل ليلة الجحيم التي مرغت أنف الحوثي في الحديدة

ذاقت المليشيا الحوثية الموالية لإيران خلال الأربعة والعشرين الساعة الماضية، مرارة الهزيمة التي تلقتها من القوات المشتركة في يوم شهد أكبر عملية عسكرية حاولت الجماعة الإرهابية تنفيذها في كل حي 7 يوليو ومجمع غخوان ثابت ومن جها المطار (الطريق الترابي)، وبدفع سلاسل بشرية متتالية بهدف تسجيل نصر معنوي.

لكنها، تلقت هزيمة قاسية، وسقط من عناصرها عشرات القتلى، ونقل أعداد كبيرة من الجرحى إلى صنعاء، وسط تكتم شديد من قبل المليشيا الحوثية.

وأفادت قيادة اللواء الأول مقاومة وطنية أن هناك جتث مازالت مرمية في احواش ومباني وازقة حي (7)يوليو وبجانب محلات العليمي وبين أشجار وشعاب رمال المطار.

وقال العقيد وضاح الدبيش، المتحدث الرسمي للقوات المشتركة في الساحل الغربي، إن أبطال المقاومة الوطنية حاولوا إنقاد بعض الجرحى ممن كانوا على قيد الحياة بعد أن سمعوا انينهم وصرخاهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب وجودهم في خطوط التماس النارية وبسبب قيام مليشيا الحوثي بإطلاق النار على كل من يقترب منهم، وبعد ساعات من توقف الاشتباكات توقف نداء وصراخ من كانوا أحياء، بعد أن فارقوا الحياة.

وسرد «الدبيش»، تفاصيل المعركة التي وصفها بيوم «الجحيم على الحوثيين»، أن القوات المشتركة نفذت خطة محكمة، وسمحت لمجاميع كبيرة من المليشيا الحوثية بالتسلل في وقت وزمن واحد من جهة حي 7 يوليو ومن مجمع إخوان ثابت ومن جهة المطار الطريق الترابي، بعد قصف مدفعي عنيف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة ومن “كل حدب وصوب” استمر أكثر من ساعة لم تشهده الجبهة ولم يسبق له مثيل، كل الاشتباكات التي حدتث منذ إعلان وقف إطلاق النار.

وأوضح، أنه وبعد القصف الحوثي العنيف، بدأت مجاميع كبيرة تتسل، وكل تحركاتهم مرصودة من القوات المستركة، مشيرًا إلى أن أبطال القوات المشتركة ( اللواء الأول مقاومة وطنية) عمدوا على استدراجهم إلى عمق مواقع القوات المشتركة، وبعد انتشارهم فيه، تفاجأ الحوثين وأدركوا بأنهم وقعوا في كمين محكم، ولم يخرج منهم أحدًا سالما.

وأكد الدبيش، أن المواجهات كانت عنيفة غير مسبوقة استمرت أكثر من سبع ساعات متتالية، وواحدة من اقسى وأشرس المعارك منذ بداية إعلان الهدنة، تداخلت فيها القوات واشتباكات من مسافة صفر حتى أن تبادل الطرفين رمي القنابل اليدوية من مسافة حجاز جداري يفصل بينهم.

ورغم أن هجوم العدو الحوثي الإيراني، كان من خلال انساق بشرية كثيفة وكبيرة تقدر بأكثر من مائتين عنصر مقاتل؛ إلا أن أبطال القوات المشتركة، بفضل من الله سبحانه وتعالى، تمكنوا من سحق وتلقين العدو درساً مؤلم وضربة موجعة، وفقًا لحديث العقيد وضاح الدبيش.

وصعدت المليشيا الحوثية خلال الفترة الأخيرة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية من خلال قصف نقاط ضباط الارتباط التي أنشأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، إضافة لاستحداث وحفر خنادق طويلة تمتد إلى داخل مزارع ومنازل المواطنين شرق المديرية.

ويقول مراقبون سياسيون في الشأن اليمني، إن مواصلة المليشيا الحوثية تصعيدها العسكري في الحديدة، دلالة واضحة بعدم قبول تلك الجماعات المبادرات الأممية والمجتمع الدولي لعملية السلام ورفضها تطبيق أي بند من بنود اتفاق ستوكهولم ووقف عملية إطلاق النار بمدينة الحديدة.

والخميس 30 يناير، حذر مجلس الأمن من أن التصعيد العسكري في مختلف جبهات القتال في اليمن يقوض العملية السياسية، داعيًا الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية إلى تنفيذ كامل لاتفاقية السويد فيما يخص الحديدة، غير أن الحوثيين يرفضون الامتثال لتلك الاتفاقية، ويعملون على التصعيد العسكري المتواصل في الحديدة.

وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.

زر الذهاب إلى الأعلى