«الأقمار» الإسرائيلية… عين تراقب الشرق الأوسط
لم يكن القمر الصناعي “أفق 16 (أوفيك باللغة العبرية)” الأول الذي تطلقه إسرائيل إلى الفضاء الخارجي، غير أن إطلاقه فجر الإثنين 6 يوليو 2020، ارتبط بشكل كبير مع تصاعد التقارير عن شنها هجمات على أهداف في إيران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في تصريح مكتوب وزعه على وسائل الإعلام، إن التفوق التكنولوجي والقدرات الاستخبارية، ضرورية لأمن دولة إسرائيل”، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت إسرائيل، قد أطلقت القمر الصناعي الأول “أفق 1” في العام 1988، ومن ثم توالى إطلاق الأقمار الصناعية التجسسية إلى حين تم إطلاق القمر الصناعي “أفق 11” في العام 2016.
ولم تتضح أسباب إطلاق اسم “أفق 16” على القمر الجديد الذي قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في تصريح مكتوب أرسلته لوكالة الأناضول إنه أطلق من قاعدة في وسط إسرائيل، فجر الإثنين.
ولكنها أشارت إلى أن القمر الصناعي الجديد “يعمل بتقنية كهروضوئية ويتمتع بقدرات متطورة للغاية”.
وقالت “خلال الفترة الأولية للتشغيل، سيخضع القمر الصناعي لسلسلة من الاختبارات لتحديد ملاءمته ومستوى أدائه”.
وتابعت وزارة الدفاع الإسرائيلية “بدأ القمر الصناعي في الدوران حول الأرض ونقل البيانات، وفقًا لخطط الإطلاق الأصلية”.
وإلى جانب وزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد اشتركت عدة شركات ووكالات تجسس إسرائيلية في إنتاج القمر الصناعي الجديد.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية “قادت إدارة الفضاء في وزارة الدفاع تطوير وإنتاج القمر الصناعي وقاذفه، أما هيئة الصناعات الجوية الإسرائيلية فهي المقاول الرئيسي، بعد أن وضعت البرنامج لأنظمته مع قسم مسؤول عن تطوير منصة الإطلاق”.
وأضافت إن “شركة أنظمة (إلبيت) مسؤولة عن تطوير وإنتاج كاميرا القمر الصناعي المتقدمة وتركيبها، وتم تطوير محركات الإطلاق من قبل شركة (رفائيل) للصناعات الدفاعية المتقدمة و(تومير)، وهي شركة مملوكة للحكومة، كما شاركت شركات إضافية في البرنامج”.
وتابعت وزارة الدفاع الإسرائيلية “أشرف مدير الأمن بمؤسسة الدفاع على الترتيبات الأمنية للبرنامج، وشارك العديد من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، بشكل رئيسي من فيلق المخابرات والقوات الجوية، بعمق في عملية تطوير القمر الصناعي”.
وكشفت النقاب عن أنها سوف تسلم المسؤولية عن القمر الصناعي، لوحدة المخابرات “9900” التابعة للجيش الإسرائيلي، بعد التأكد من أنه “يعمل بكامل طاقته”.
ووحدة المخابرات “9900” هي الوحدة المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية المصورة، من خلال الصور الجوية والفضائية.
تجسس إسرائيلي
وربطت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق القمر الصناعي الجديد، بإعلان إسرائيل مراقبتها ما أسمته “مساعي إيران لامتلاك قدرات نووية”.
وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، الإثنين “على الرغم من أن الوظيفة الرئيسية لقمر التجسس الجديد، ستكون على الأرجح مراقبة إيران والتطورات في برامجها النووية والصاروخية، فقد نفى مسؤولو الدفاع في إسرائيل أي رمزية في إطلاق الصاروخ وسط تقارير متزايدة عن أن إسرائيل كانت مسؤولة عن عدد من الانفجارات الأخيرة في إيران، بما في ذلك منشأة لتخصيب اليورانيوم وأخرى في مصنع لإنتاج الصواريخ”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، وقعت ثلاثة تفجيرات وحرائق “مجهولة السبب” في مجمع نووي ومحطة توليد طاقة كهربائية، ومركز بتروكيماويات، في إيران.
وكان آخر انفجار، قد وقع السبت الماضي، في محطة “مدحج زرغان” للغاز بمدينة الأهواز جنوب غرب إيران.
ويعتبر هذا الحادث هو الثالث على الأراضي الإيرانية خلال أسبوع، إذ سبقه انفجار وحريق في المركز الطبي “سينا أطهر” وأدى إلى مصرع 19 شخصا وإصابة 14 آخرين، تلاه انفجار في مبنى تابع لمحطة نظنز النووية.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين، رفضوا الكشف عن أسمائهم، لوكالة “رويترز”، إن الانفجار الذي حدث بمنشأة نطنز النووية، صباح الخميس الماضي، نتج عن هجوم سيبراني.
ونقلت الوكالة عن أحد المسؤولين الثلاثة، أن “الهجوم السيبراني استهدف وحدة تجميع أجهزة الطرد المركزي”، قائلًا إن “مثل هذه الهجمات قد حدثت سابقا”.
کما نقلت “رويترز” أيضا عن المسؤولَين الآخرَين قولهما إن “إسرائيل يمكن أن تكون وراء الهجمات، رغم أنهما لم يقدما أي دليل يدعم مزاعمهما”.
من جانبه، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء البديل، بيني غانتس، احتمالية ضلوع إسرائيل في هذه الهجمات، وذلك خلال لقاء مع راديو إسرائيل صباح الأحد.
وقال غانتس عند سؤاله عن الانفجارات “ليس بالضرورة أن ترتبط كل حادثة في الداخل الإيراني بنا”، لكنه أكد أن دولته عازمة على منع إيران من أن تكون قوة نووية.
وأضاف قائلا “نواصل عملياتنا في جميع المضامير بهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومن إرسال أسلحة عبر الشرق الأوسط، وسنواصل القيام بذلك لأنه جزء من حماية أمننا”.
مراقبة الشرق الأوسط
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن شلومي سوداري، رئيس برنامج الفضاء التابع للهيئة الصناعية الجوية الإسرائيلية، قوله “تتيح شبكة الأقمار الصناعية لنا مشاهدة الشرق الأوسط بأكمله، وحتى أكثر من ذلك بقليل”.
أما رئيس إدارة الفضاء والأقمار الصناعية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمنون هراري، فقال للصحفيين، الإثنين، إن القمر الصناعي “سيتم استخدامه لرصد التهديدات التي تواجه دولة إسرائيل والتي تتطلب مراقبة مستمرة”.
ونقلت صحيفة “جروزاليم بوست” عن هراري قوله إن “برنامج الفضاء الإيراني يعتبر تهديدًا، علينا مراقبته، على الرغم من الإخفاقات التي تعرضوا لها في السنوات الأخيرة”.
وأضاف هراري “إيران تستثمر الكثير في بناء قوتها وبرنامجها الفضائيَين، الجهد موجود ويجب أن نفترض أنهم سيصلون في نهاية المطاف إلى مستوى كبير في هذا المجال، على الرغم من أن تحقيق (إيران) تقدما تكنولوجيا مثل (أفق 16) سيستغرق وقتا طويلا، إلا أنه تهديد علينا مراقبته”.
ولدى إسرائيل شبكة من الأقمار الصناعية في الفضاء، فإضافة إلى الأقمار من سلسلة “أفق”، فإنها أطلقت العام الماضي القمر الصناعي “عاموس 17” لغرض الاتصالات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس إن “إسرائيل هي واحدة من 13 دولة في العالم، لديها قدرات على إطلاق الأقمار الصناعية”.
واستنادا إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية فإن هذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، فرنسا، اليابان، الهند، المملكة المتحدة، أوكرانيا، الصين، روسيا، إيران، والكوريتين الشمالية والجنوبية إضافة إلى إسرائيل.
بالنسبة لإسرائيل فإن إطلاق “أفق 16” لم يكن نهاية المطاف.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس “سنواصل تعزيز قدرات إسرائيل، والحفاظ عليها على كل جبهة وفي كل مكان”.
المصدر: وكالة الأناضول