“نيويورك تايمز”: المليشيات الحوثية تتهم المهاجرين الأفارقة بنشر كورونا في اليمن

اتهمت ميليشيات الحوثيون المسيطرون على شمال اليمن، المهاجرين الأفارقة بتسببهم في تفشي فيروس كورونا، وتجبرهم بوحشية على الخروج من أراضيهم.

واقتحم رجال الميليشيات، مستوطنة الغار الأحد 28 يونيو، وأطلقوا مدافعهم الرشاشة على المهاجرين الإثيوبيين، وكانوا يقولون: “خذوا فيروس كورونا الخاص بكم وغادروا البلد أو واجهوا الموت”.

ورصدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، روايات بعض المهاجرين الذين يواجهون الموت مع أسرهم.

وتقول فاطمة محمد، إن رضيعها كان يصرخ وهي تمسك به وتركض خلف زوجها بينما كان الرصاص يتطاير فوق رؤوسهم.

وأضاف كدير جيني، الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، وهو نادل إثيوبي فر أيضا من مستوطنة الغار التي تقع بالقرب من الحدود السعودية في شمال اليمن: “في صباح أحد الأيام في أوائل أبريل كان صوت الرصاص مثل الرعد الذي لن يتوقف، يتم إطلاق النار على الرجال والنساء إلى جانبك، وتراهم يموتون والمسلحون يتقدمون”.

وتم سرد تلك المشاهد وغيرها في مقابلات هاتفية مع 16 من المهاجرين الموجودين الآن في السجون السعودية، لا يمكن التحقق من حساباتهم بشكل مستقل، لكن جماعات حقوق الإنسان أكدت على روايات مماثلة.

وطرد الحوثيون المدعوميين من إيران آلاف المهاجرين من أراضيهم تحت تهديد السلاح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وألقوا باللوم عليهم لنشر الفيروس، وألقوا بهم في الصحراء دون طعام أو ماء.

ولم يعلق المتحدث باسم الحوثيين على الفور على تلك المزاعم.

وخلال خمس سنوات من الحرب بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية، نُهبت البلاد الأكثر فقرًا في الشرق الأوسط، وتُركت جائعة وبابها مفتوح لتفشي فيروس كورونا.

وقالت أفراح ناصر، باحثة يمنية في “هيومن رايتس ووتش”: “كوفيد ليست سوى مأساة واحدة داخل العديد من المآسي الأخرى التي يواجهها هؤلاء المهاجرين”.

ووفقًا لما ذكرته الأمم المتحدة، يأمل أكثر من 100 ألف إثيوبي وصومالي وغيرهم من مواطني شرق إفريقيا، في ركوب قوارب المهربين المكتظة عبر البحر الأحمر أو خليج عدن إلى اليمن كل عام، ويشقوا طريقهم شمالًا لدعم أسرهم في العمل كخادمات في المنازل، ورعاة للحيوانات أو كعمال في دول الخليج الغنية التي تعتمد اقتصاداتها على المهاجرين.

وتظهر استطلاعات الأمم المتحدة، أن معظم المهاجرين لا يعرفون شيئًا عن الحرب في اليمن قبل وصولهم، لكن تبادل إطلاق النار والغارات الجوية للتحالف تجدهم على أي حال.

ومنذ أن تم إغلاق الحدود في أثناء الوباء، تبخر تدفق المهاجرين إلى اليمن تقريبًا، حيث انخفض من نحو 18 ألف مهاجر في مايو 2019 إلى 1195 في مايو هذا العام، وفقًا للأمم المتحدة.

ولكن ما لا يقل عن 14 ألف لا يزالون في البلاد، ووصل العديد منهم في السنوات الماضية وبقوا لكسب العيش أو الادخار قبل محاولة الذهاب إلى السعودية.

وقدر بعض المهاجرين الذين هربوا من الغار نحو السعودية في 8 أبريل أن الحوثيين أطلقوا النار على 250 مهاجرًا على الأقل وقتلوهم في ذلك اليوم، وقال مهاجر آخر على محمد 28 سنة، إن 57 فقط من أصل 200 إثيوبي معه كانوا على قيد الحياة.

ووجدت السلطات على جانبي الحرب منذ فترة طويلة أنه من السهل وصم المهاجرين الأفارقة بوصفهم حاملين للأمراض أولًا الكوليرا، والآن الفيروس التاجي، الذي يستهلك ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في اليمن.

على الرغم من انتشار شائعات عن المرضى لبعض الوقت، فإن أول شخص أكد الحوثيون أنه توفي بسبب الفيروس التاجي في اليمن في أوائل مايو كان رجلًا صوماليًا.

وقال محمد عبديكر مدير منطقة الشرق والقرن الإفريقي في المنظمة الدولية للهجرة “إن هذا النوع من وصم المهاجرين يهدد حياتهم”، مضيفا أن بعض المهاجرين تعرضوا للمضايقة بسبب محاولتهم للحصول على الماء أو الطعام ومنع آخرون من الحصول على الرعاية الطبية.

زر الذهاب إلى الأعلى