كورونا يعود بقوة في إيران عقب رفع القيود
أعلنت إيران الأحد أنها سجّلت أكثر من مئة وفاة بفيروس كورونا المستجدّ في 24 ساعة للمرة الأولى منذ شهرين.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري، أن السلطات الصحية أحصت 107 وفيات جديدة جراء وباء كوفيد-19 بين ظهر السبت وظهر الأحد، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوباء إلى 8837 وفاة في البلاد.
وصرّحت لاري في مؤتمر صحافي متلفز “يؤلمنا الإعلان عن هذا العدد ذي الأرقام الثلاثة”.
وأكدت أيضا تسجيل 2472 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال يوم واحد، ليرتفع العدد الإجمالي للحالات إلى 187 ألفا و427 حالة.
وأضافت أنه حتى الآن تعافى 148 ألفا و674 مريضا وخرجوا من المستشفيات في أنحاء البلاد.
وذكرت المتحدثة أن 2781 شخصا من المصابين يعانون من حالة خطيرة من المرض حاليا.
كما أشارت إلى أنه تم حتى الآن إجراء مليون و244 ألفا و74 فحصا من فحوص كشف الإصابة بكورونا.
وتابعت “كما يذكر وزير الصحة سعيد نمكي بشكل منتظم، إنه فيروس متوحش ولا يمكن التنبؤ به، يمكن أن يفاجئنا في أي لحظة ويتطلب جهداً جماعياً حقيقياً، يقضي بأن نحترم جميعنا بشكل جدّي البروتوكولات الصحية وقواعد التباعد الاجتماعي”.
ويتهم بعض البرلمانيين وأعضاء مجالس البلديات وزارة الصحة الإيرانية بإخفاء الأرقام الحقيقية لوفيات ومصابي الفيروس، فيما كشفت دراسات سابقة أن عدد الوفيات يمثل أضعاف ما تعلنه السلطات.
وتأتي الزيادة في إصابات كوفيد-19 بعد أيام من تحذير وزير الصحة الإيراني من أن بلاده تواجه خطر موجة ثانية من تفشي الفيروس في حال تجاهل الإيرانيون قواعد الوقاية المفروضة.
ورغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من التسرع في رفع القيود، شرعت إيران مبكرا في رفع بعض التدابير الوقائية، ما يرجح عودة الأوضاع الصحية إلى الأسوأ.
ويعود انتشار الفيروس بشكل متسارع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، عقب رفع السلطات الإيرانية القسم الأكبر من القيود متجاهلة التحذيرات من ظهور موجة ثانية للوباء.
وكان وزير الصحة قد قال إن “إيران قد تواجه موجة ثانية وأشد من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد إذا تجاهل المواطنون الإرشادات وقواعد التباعد الاجتماعي”.
وتراجعت الحصيلة اليومية الرسمية للفيروس في إيران إلى ما دون عتبة المئة في 14 أبريل/نيسان، بعد أن أعلنت السلطات 111 وفاة قبل يوم واحد.
وبدأت الجمهورية الإسلامية وهي واحدة من أشد البلدان تضررا من الفيروس في المنطقة، تخفيف إجراءات العزل العام في أبريل/نيسان بعد انخفاض في أعداد الوفيات.
لكن شهر مايو/أيار شهد زيادة في معدل حالات الإصابة مقارنة بتلك المسجلة في الفترة من منتصف إلى آواخر أبريل/نيسان وهو ما عزته الحكومة إلى زيادة الفحوص.
وفي 19 فبراير/شباط كشفت إيران عن أول إصابة بفيروس كورونا بالبلاد، وفي مطلع مارس/آذار أغلقت المساجد للعبادة، إلا أنها أعادت فتحها نهاية مايو/أيار.
وفي 20 أبريل/نيسان سمحت السلطات بفتح مراكز التسوق والتجارة جزئيا وضمن ضوابط.
واضطرت إيران تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة والتي تعيشها منذ فرضت واشنطن عقوبات على طهران، إلى استئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفيروس بشكل أوسع لاسيما وأن المرض يسجل يوميا مئات الإصابات وعشرات الوفيات بشكل متواتر.
وتقع إيران بين مطرقة العقوبات الأميركية التي سببت لطهران متاعب اقتصادية حادة وسندان الفيروس الذي عمق تلك الأزمة وشل الحركة الإنتاجية في وقت تكابد فيه الحكومة الإيرانية من أجل إيجاد حلول لتجاوز معضلاتها الاقتصادية المتناثرة.
وفرضت الولايات المتحدة على إيران عقوبات اقتصادية قاسية منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي، ولا تزال واشنطن بين الحين والآخر تفرض عقوبات إضافية على طهران.