أربعة أسلحة فتاكة من وحي ثورة الفقيه سعيد..!!
لمن أراد أن يكتب رواية، أو سيناريو فلم أو مسلسل وعمل درامي مهم أن يعرف بعض السلوكيات في حياة الهاشمية نجملها في أربعة أسلحة فتاكة، استخدمتها في تاريخها بشكل كثيف تجاه حركة اليمنيين الرافض لمشروعها العنصري.
الأول: تشويه الخصم، بحيث لو أمسكت به لا ترحمه ولا تترك للرحمة من طريق، ولنعد إلى قصة الفقيه سعيد في (القرن التاسع عشر) التي تحدثت عنها بالأمس، الجميع عرف الفقيه سعيد كرجل دين وصلاح وصاحب خلق وكرم وتواضع ومتصوف، وعندما خرج على الإمامة الهاشمية ورفض حكم السلالة بسبب الظلم والقهر والنهب، أطلقت عليه اسم “سعيد اليهودي” وكان هذا السلاح الأول الذي واجهت به حركته الفتية، ونجحت في اقناع الناس في ذلك بشكل كبير لعدة أسباب ليس هذا وقت لسردها، ومن الأشياء التي تدعوا للانتباه أن أتباع السلالة صغيرهم وكبيرهم – قديمًا وحديثًا – يلتفون حول تشويه الخصم على قلب رجل واحد، فيفجرون في الخصومة بشكل لن تجده عند غيرهم، ولا يتورعون من ذكره ومساوئه بحق وباطل في المساجد والمدارس ووسائل الإعلام من أكبرهم إلى أصغرهم ولا يتورع أحد عن ردها وعدم التعاطي معها. إن تشويه الخصم والافتراء عليه وخاصة عند الشعور بخطره يصبح حقيقة ماثلة للعيان، يتعاطاها الجميع بحماس لا يعرف الفتور.
ثم يأتي السلاح الثاني: “الشائعة” وتستعمله الهاشمية بشكل مركز، بل تعرف كيف تطلقها وتسوقها نحو الخصم وسددها باحتراف، وهنا أشاعت بين الناس أن “الفقيه سعيد” يهودي مندس يمارس السحر والشعوذة وأنه يدعي أنه المهدي المنتظر، وجندت في ذلك الفتاوى والمساجد والمشايخ، حتى اقتنع اليمنيين بهذه الشائعة، وهذه الفرية، دونت في كتبهم ولا يزال البعض لا يعرف الفقيه سعيد إلا بسعيد اليهودي.
والسلاح الثالث: هندسة الخيانات، وهذا الأخير سلاح وصلت عبره إلى كثير من أهدافها، ولم تستطيع أي فرقة أو جماعة أن يضاهيها به ولا تستطيع، ففي قضية الفقيه سعيد لم تستطيع أن تواجهه بالقوة رغم أنها أكثر منه عددًا وعدة، وقد هُزمت جيوشها أمامه لمرات بسبب شجاعته واستبسال أتباعه وهم قلة، وكانت ثورته ملهمة لكل اليمنيين شرقًا وغربًا، وهنا جاء السلاح الفتاك وهو سلاح الخيانة، بحيث دخل جماعة من المشايخ وانظموا لحركة الفقيه سعيد ومن داخل المعسكر انتفضوا نحو خيمته في اللحظة المناسبة، وقتلوا خيرة رجاله وهم آمنين، وفر من بينهم بأعجوبة ولكن تم الإمساك به وتسليمه لهم.
أما السلاح الرابع والأخير من سلاح الهاشمية فهو سلاح الغدر: وهنا: تم الإمساك بالفقيه سعيد وهو كبير في السن، وقد أعطي الأمان له وللقبائل بعد تفرق معسكره وللاسرى الذين كانوا معه وذبحوا كما تذبح الخراف، ثم ذهب به إلى باب الكبير بمدينة إب وجمع الناس، وتم حز رأسه بالسكين وعلق فوق الأعواد وبقي مشنوقًا لأيام.
إن الغدر سلاح استعملته الهاشمية كثيرًا، إنه يعطيك الأمان بتودد حتى تقتنع ثم ينقلب عليك ويحز السكين في رقبتك بكل عنف وبأبشع صورة يمكن أن تتخيلها، وإلى جانب ذلك لا يشعر بأي تمعر أو انقباض داخلي من أفعاله، بل تكون نشوة الانتصار سيدة الموقف، ويكفي أن نعود إلى المرأة اليمنية التي استهدف الحوثيون ولدها قبل شهور – أُذيعت هذه القصة في تسجيل منشور على وسائط التواصل – ولم يستطع أحد أن يصل إلى ولدها إلا بعد أن قدم أحد القيادات الحوثية وأعطاها الأمان ووعدها بالشرف وشخط وجه أنه لن يخذلها ولن يخونها ولن يغدر به، وبمجرد أن وصل إلى ولدها غدرها وضرب الولد وكسر ساعده وساعد أمه، وفعله بالأسرة الأفاعيل، وهكذا فعل بالكثير وهي قصص بالعشرات ومنهم الفقيه سعيد رحمه الله، وعلى ضوء هذه الأربعة الأسلحة لكم أن تستحضروا عشرات القصص والأمثلة، والأدلة على هذه الحقائق كثيرة من واقعنا المعاش.