تصريحات لـ«عبدالملك» تثير الشكوك حول مارتن غريفيث
قال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، إن هناك مرجعيات أساسية للحل السياسي في اليمن، ولابد البناء عليها في أي حوار قادم مع المليشيا الحوثية الموالية لإيران، ولا داعي للقفز فوقها.
يأتي تصريحات عبدالملك، في الوقت الذي تحدث فيه مارتن غريفيث، عن توصله لتفاهمات مع المليشيا الحوثية والحكومة اليمنية، للخروج بصيغة توافقية لإعلان وقف الحرب في اليمن، دون الإشارة إلى إلى المرجعيات الثلاث( المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية) الذي تتمسك به الحكومة اليمنية والتحالف العربي.
غير أن حديث الحوثيين وتمسكهم بالرؤية التي قدموها في أبريل الماضي، والذي يطالبون فيها صراحة التحالف العربي بإعلان الهزيمة العسكرية والسياسية، وتصريحات رئيس الوزراء لقناة العربية، تشير إلى أن هناك عقبات كبيرة أمام السلام في اليمن، صنعها مارتن غريفيث.
ويقول مراقبون سياسيون، إن تشديد معين عبدالملك، على عدم القفز فوق المرجيعات الأساسية، تشير إلى أن مارتن غريفيث يحاول أن يتجاهل القرارات الدولية، ويدفن أهداف التحالف العربي، بما يصب في نهاية الأمر للمليشيا الحوثية، وهو ما يثير الشكوك حول نيته الحقيقية تجاه الحكومة اليمنية.
والاثنين 1 يونيو، قال مارتن غريفيث، إن المفاوضات مستمرة مع الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، للاتفاق حول وقف إطلاق النار في البلاد.
ويأتي هذا التصريح وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار في اليمن، لتوحيد الجهود في مكافحة وباء كورونا الذي أدى إلى وفاة أكثر من 80 شخصاً وإصابة المئات في اليمن، وفق تقارير رسمية.
غير أن المليشيا الموالية لإيران تتجاهل كل تلك الدعوان وتعتبر، أن ذلك ضعفًا من قبل التحالف العربي، وتصر على رؤية قدمتها، بهدف إعلان انتصار إيران على التحالف العربي، وهو ما يعتبر مراقبون أن حديث مارتن غريفيث عن مفاوضات هي نسجًا من الخيال، واستمراره في تسويق الوهم للعالم.
موافقة حكومية
والسبت 23 مايو 2020، قال وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، إن بلاده وافقت على مبادرة المبعوث الأممي بما في وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة مشتركة لكورونا، وفتح الطرقات كاملة لاسيما تعز، وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية، وسداد رواتب جميع الموظفين، والإفراج عن جميع الأسرى، واستئناف المشاورات، إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك.
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.
رفض حوثي
غير أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران رفضت إعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب صفوف القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لتبديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
خلفية الصراع في اليمن
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.