دولة عربية الأكثر تأثرا.. كورونا يحجب تحويلات المغتربين
في خضم موجة من فقدان الوظائف حول العالم بفعل جائحة كورونا، حذر تقرير حديث صادر عن معهد التمويل الدولي من تبعات سلبية للجائحة على تحويلات المغتربين في الخارج والتي تعد حجر أساس في اقتصادات بعض البدان حول العالم كمصدر هام للعملة للصعبة.
وقال التقرير، الذي أطلعت “العربية.نت” على نسخة منه، إن تحويلات المغتربين بالأسواق الناشئة على وجه التحديد ستتلقى ضربة قاصمة العام الجاري على وقع الجائحة.
وتابع التقرير،” البيانات تظهر تضرراً في التحويلات بدأت بالفعل في الربع الأول من العام الجاري في أميركا الوسطى ودول الكاريبي والفلبين ومصر التي تعد الأكثر تعرضاً”.
وتعول مصر على تحويلات المغتربين كمصدر هام للعملة الصعبة بالإضافة إلى قناة السويس وإيرادات السياحة، في وقت بلغت به تحويلات المصريين العاملين بالخارج نحو 27 مليار دولار العام الماضي.
وأضاف التقرير،” تحويلات المغتربين الآن على نفس القدر من الأهمية من التدفقات الأجنبية في محافظ الأوراق المالية كمصادر هامة للعملة الصعبة في الأسواق الناشئة والمبتدئة على وجه التحديد. كما أن تلك التحويلات تمتاز بأنها أكثر استقرارا من التدفقات الأجنبية في محافظ الأوراق المالية والتي لطالما اعتبرت مصدراً هاماً للتمويل الخارجي في تلك البلدان”.
ويقول التقرير أن الدول التي تعتبر مصادر هامة للتحويلات تشهد أزمات اقتصادية وخسائر للوظائف على وقع الجائحة ما سينعكس في نهاية المطاف على تحويلات المغتربين العاملين في تلك البلدان”.
ويستطرد التقرير،” يميل المغتربون نحو العمل بالقطاعات التي ربما لازالت مفتوحة ولكن مستويات العدوى بها مرتفعة للغاية كالقطاع الصحي والسياحي”.
وإبان الأزمة المالية العالمية تراجعت تحويلات المغتربين 5٪ في وقت تشير به التوقعات إلي انخفاض حجم تلك التحويلات بنحو 20-30٪ بسبب جائحة كورونا.
وفي دراسة حديثة للبنك الدولي، أطلعت العربية.نت على نسخة منها، توقع البنك أن تتراجع حجم التحويلات من المغتربين إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل خلال العام الجاري بنحو 20٪ على أن يشهد العام المقبل تعافيا طفيفا في حجم تلك التحويلات.
وتابعت الدراسة،” سيمثل ذلك تحديا لبعض الدول التي تعاني من ضغوط تمويلية خارجية والتي تسهم فيها التحويلات في خفض العجز في ميزان المعاملات الجارية والتي تشمل بلدانا على غرار دول الكاريبي وأميركا الوسطى والفلبين ومصر”.
من أين تأتي التحويلات؟
وبقول تقرير معهد التمويل الدولي أن الاقتصادات التي تعد مصدرا هاما لتحويلات المغتربين تأتي في صدارة الاقتصادات المعرضة لآثار الجائحة وصدمات أسعار النفط.
وقال التقرير،” على نحو متوقع فإن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للتحويلات في دول الكاريبي وأميركا اللاتينية فيما تمثل أوروبا مصدر التحويلات الرئيسي لأفريقيا، وتمثل دول الخليج مصدر رئيسي للتحويلات في آسيا وأفريقيا في وقت تشهد به تلك الدول تبعات اقتصادية سلبية للجائحة”.
وتابع التقرير،” من بين الدول التي تستقبل تحويلات المغتربين بقوة أسواق ناشئة كبرى على غرار الهند والصين والمكسيك والفلبين ومصر ونيجيريا والتي تتلقى مجتمعة نحو 40٪ من إجمالي التحويلات الأجنبية المقومة بالدولار عالميا”.
دول عربية أخرى على القائمة
وفي تقرير منفصل صادر عن “كابيتال إيكونوميكس”، حذرت المؤسسة البحثية التي تتخذ من لندن مقرا لها من تبعات سلبية للجائحة على دول أخرى بالمنطقة على غرار الأردن ولبنان ودول شمال أفريقيا.
وقال التقرير الذي أطلعت العربية.نت على نسخة منه،” بدأت تحويلات المغتربين بالخارج في التأثر بفعل جائحة كورونا والتي تسببت في انخفاض تلك التحويلات وهو ما سيلقي بظلاله السلبية في نهاية المطاف على اقتصادات تلك البلدان التي تعتمد على تحويلات مواطنيها العاملين بالخارج”.
وتابع التقرير،” غالبية تحويلات المغتربين في المنطقة تأتي من الخليج وأوروبا… وهي مناطق تسببت جائحة كورونا في تبعات اقتصادية سلبية عليها وهو ما سيؤثر بالتبعية على تحويلات المغتربين العاملين في تلك البلدان”.
وتفصيلا، قال التقرير إن مصر والأردن تستقطبان نحو 75٪ من إجمالي التحويلات الواردة إليهما من الخليج، فيما تستقطب دول شمال أفريقيا ما بين 75-90٪ من إجمالي التحويلات من خلال دول الاتحاد الأوروبي.
وحول الأثار المتوقعة لانخفاض التحويلات، قال التقرير،” انخفاض التحويلات سيؤثر على اقتصادات شمال أفريقيا ولبنان والأردن من خلال قانتين رئيسيتين، الأولى هي الطلب الكلي إذ تمثل التحويلات مصدرا هاما للإنفاق لدى قطاع عريض من الأسر في تلك البلدان ما يدعم في نهاية المطاف الإنفاق الاستهلاكي الخاص الذي سيضغط بدوره على النمو الاقتصادي في تلك البلدان”.
وأضاف التقرير،” ميزان المدفوعات سيتأثر هو الأخر في تلك البلدان من انخفاض تحويلات المغتربين ما سيتسبب في تدهور أوضاع موازين الحسابات الجارية في تلك البلدان”.