الحياة عادة لطبيعتها.. كورونا يختفي في زحمة شوارع دمشق
عادت الثلاثاء 2 يونيو 2020، مظاهر الحياة الطبيعية إلى العاصمة السورية دمشق بعد أكثر من شهرين على تنفيذ الحكومة السورية إجراءات احترازية للتصدي لمرض فايروس كورونا، بالتزامن مع تسجيل حالات إصابة ووفيات بالمرض في البلاد.
وعبر الكثير من أصحاب المحلات عن سعادتهم بهذا القرار الحكومي الهادف إلى تخفيف الإجراءات والسماح لهم بالعمل ولو ليوم واحد بالأسبوع.
ودعا أصحاب المحال زبائنهم للمجيء إليهم، من خلال عبارات ترحيبية، منوهين بأنهم سيتخذون إجراءات لسلامة الزبائن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن زياد البلخي، مدير الجودة والرقابة في وزارة السياحة، قوله إن جميع المنشآت السياحية التي تشمل مطاعم الخدمة الذاتية والمقاهي وصالات الشاي والكافيتريات والملاهي والأندية الليلية، عادت الثلاثاء إلى العمل ضمن اشتراطات ومعايير ونسب تشغيل مدروسة، مبينا أن نسب الاشغال في هذه المنشآت حددت بـ40 في المئة وفي منشآت الإقامة بـ75 في المئة وفي حال انحسار الوباء عالميا ومحليا ستتم العودة إلى العمل بشكل كامل.
وعاد الناس لارتياد المطاعم، مع مراعاة مسألة التباعد الاجتماعي أثناء الجلوس على الطاولات، إضافة للبس الأقنعة الواقية خلال تجوال الناس في الشوارع والأماكن المزدحمة.
ومع ذلك تزداد المخاوف من سرعة انتشار الوباء في ظل الازدحام الذي ستشهده الشوارع والمحلات في الأيام القادمة، لذلك تؤكد السلطات السورية على إمكانية اللجوء إلى فرض حظر التجول التام والشامل في أي لحظة وفقا للمتغيرات المتعلقة بفايروس كورونا.
وظلت بعض المطاعم تقدم الخدمات للزبائن حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء، وأكدت وزارة السياحة أن المنشآت السياحية عادت إلى مزاولة عملها وفق شروط ومعايير وضعتها الوزارة للالتزام بالإجراءات الاحترازية المتعلقة بالتصدي لمرض فايروس كورونا على أن يتم تقييم عمل هذه المنشآت وأدائها بعد ثلاثين يوما، وفق مستوى الالتزام بالضوابط وتطورات انحسار الوباء.
وأشار رئيس غرفة سياحة دمشق محمد مملوك إلى أن الخسائر كانت كبيرة على أصحاب المنشآت السياحية وعودتها إلى العمل تعني دوران عجلة الاقتصاد.
وأوضح مملوك أن أغلب أصحاب المطاعم والمقاهي يقومون بتطبيق المعايير الصحية الخاصة بالمطابخ وتوصيل الطعام وتمت توعية العاملين لتنفيذ إجراءات النظافة والصحة العامة لحماية أنفسهم وحماية الآخرين كما تم التأكيد على العمال لإجراء عملية تعقيم اليدين بشكل مستمر، مشيرا إلى أنه تم إلغاء عدد من المواد الغذائية التي يدخل في تركيبها أكثر من مادة.
وأكد أصحاب المطاعم أهمية قرار افتتاح منشآتهم والعودة إلى ممارسة أعمالهم حيث بيّن محمد هشام دولي صاحب مطعم، أنه اتخذ كل الإجراءات الاحترازية في منشأته من تعقيم للعاملين وارتداء الكمامات والكفوف وتخفيف عدد الكراسي والطاولات لتقديم الخدمة الجيدة للمواطن بالشكل الصحي والسليم.
فايز ميداني الذي يملك سلسلة مطاعم أشار إلى التزامه قبل انتشار الوباء بالتعليمات الصحية ولكن مع انتشار الوباء زادت نسبة الالتزام ولاسيما بالنسبة للتعقيم الذي يتم بشكل أكبر اليوم.
وقال الشاب مصطفى الحلقي (24 عاما)، الذي يرتدي كمامة زرقاء وقفازين أبيضين، “رغم الموت والقذائف والرصاص الطائش، سرعان ما كانت تعود الحياة بعد أي حادثة، أما اليوم ومع فايروس كورونا، فالمدينة ظلت مشلولة لمدة طويلة، لذلك أنا سعيد بالعودة إلى الدراسة والحياة الطبيعية”.
وعبر بعض المواطنين عن تخوفهم من عودة الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها، مشيرين إلى أن بلادهم لا تزال تسجل حالات إصابة بكورونا، وإن كانت من القادمين من الخارج. وفي الوقت نفسه، عبر قسم آخر عن فرحتهم بهذه الخطوة، التي اتت بعد فترة من الحجر.
وقالت شابة ترتدي كمامة وتحفظت على ذكر اسمها عندما كانت تتجول في حي الصالحية التجاري، “لن يكون الأمر آمنا مع الازدحام الذي تشهده العاصمة حتى وإن التزم الناس بلبس الكمامة، فإنهم لن يلتزموا بقواعد التباعد الاجتماعي وهذا ما لاحظته أمام المحلات التجارية وبعض محلات السندويتشات والبوظة”.
وتضيف الشابة التي تدرس الطب في جامعة دمشق، أن “ثقافة لبس الكمامة لدينا لا يخضع للشروط الصحية، بل نتعامل معها كما نتعامل مع النظارات الشمسية التي نرفعها عن أعيننا كلما خطر لنا، كذلك الكمامة نزيحها كلما أحسسنا بالاختناق”.
وأكد الطبيب ناصر الناصر على ضرورة الالتزام بتطبيق إجراءات النظافة والتعقيم والتباعد الجسدي وخاصة في الأسواق ووسائل النقل .
وأكد أنه على المواطنين حماية أنفسهم واتباع شروط السلامة والوقاية من الأمراض وعزل أنفسهم وتطبيق التعليمات وخاصة ما يخص الابتعاد عن المصابين بأعراض تنفسية والتزام البقاء في المنزل في حال الإصابة بالرشح والحفاظ على مسافة أمان بين الناس أثناء قضاء أعمالهم ضمن المؤسسات ووسائل النقل، لافتا إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من انتشار الفايروس لأن تخفيف الإجراءات لا يعني انتهاء خطره داعيا المواطنين إلى متابعة ما تنشره وسائل الإعلام الوطنية من تعليمات حفاظا على سلامتهم.
ووافقت الحكومة السورية على عودة كامل الموظفين إلى مؤسساتهم الرسمية، وفتحت البنوك والمحاكم أمام المراجعين، كما بدأت شركات الطيران السورية ومؤسسة الخطوط الحديدية بتسيير رحلاتها بين المحافظات بشكل جزئي لتخفيف الضغط على النقل البري.